اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

عشق الرمال_ قصة قصيرة | عصام العبيدي - العراق

لم يعد يحلم الا بقرية الرمال التي لا تفكّ طلاسمها الا جداتنا العجائز ، هذه القرية التي تحتدم بها العواصف مشكّلة الكثبان الرملية ، التي تحمل ايّ جسم وتحلّق به الى اي مكان ، كاد ينقطع نسل قرية ام الرمال لولا نساءها اللواتي يتحملن الكثبان وكيفية تجنبها ، رجالها قليلون قياسا الى عدد النساء من الارامل ومن العازبات ، هؤلاء النساء يتفاخرن بحدة جمالهن الاخاذ ، وما يقال من حكايات ان الرجال ينفتنون بجمالهن الاخاذ ومن النظرة الاولى ، القرية الرملية في نهاية المنحدر الصحراوي ، ان خطورة الطريق الى القرية لا محالة هو الموت ، ان احدا لا يعلم إلا اهل القرية كيف يستمرون في الحياة وهم في وسط
الكثبان الرملية والعواصف الشديدة . بعد مئات الامتار وبعد ان تجتاح طريق الرمل المهلك تكون قد وصلت الى قرية مجاورة فيها من الواحات والنخيل ، واهل هذه القرية معلوماتهم محدودة عن قرية ام الرمال التي يشوبها الصمت الذي لا تبدده الا الريح الازلية واهلها لا يحبّون ان يطأ احد قريتهم واكتشاف اسرارها الخفيّة !! . الذي يسلك طريق قرية ام الرمال المنحدر عليه ان لا يفكر في ان يسلك نفس الطريق اثناء عودته كونه سيسير عكس اتجاه التيار الرملي وهذا سيكون من دواعي المستحيل في حال اراد النجاة ، ( حاتم الصكر ) اصابته الدهشة والفضول كلما اعيدت حكايات هذه القرية ونسائها وجمالهن الباهر ، وعند سؤاله لجدته عن نسائها قالت : - جمالهن لا يقاوم وهن يلتقطن الرجال كما يلتقط العنكبوت فريسته وهو في بيته الواهن ، وهكذا سيكون مصيرك يا بني حين تحاول وتغامر في عبور الطريق . ( حاتم ) انتابه الشعور بالغبطة ، وان عبوره طريق الرمل هو حلم يتراءى له في انه سوف يتحقق قي يوم ما ، ( حاتم ) اصبح اسير هواجسه وخيالاته في عبور الطريق ولم يعبأ بالموت والمصير المجهول ما دامت في القرية فتيات جميلات . في صباح لاهب الشمس تبعث خيوطها التي تداعب الرمل ، وتيارات الهواء الساخنة تقلب الرمال وترفع بها الى اعلى كما لو كانت موجات تتحد لتكون قوة تقتلع اي حاجز امامها ، ( حاتم ) اطلق ساقيه للريح متخذاً انحدار الطريق مسارا له ، كان يواجه هذه الكثبان التي تمر من جانبه مثل صاعقة تنزل من السماء العليا ، عليه ان يشد اللثام ولا يعبأ . كان ينطلق بخط شروع مستقيم ، الا ان خطواته السريعة بدأت متعثرة امام تطاير الرمال وصرير الرياح تهز عزيمته التي تتحدى الطبيعة التي لا ترحم ، كان يقاوم باصرار طالما كان في قلبه وروحه مشروع حب فتاة الرمل ، في وسط الطريق الرملي سقط متعثراً خاوي الارادة ، في هذه اللحظات انقضت فوقه فتاة الرمال وانتشلته كما لو انها تبسط طغيانها الصحراوي على فريسة . سرعان ما استفاق ( حاتم ) من حلمه ، فوجد نفسه بين اذرع فتاة الرمل وهي تقص له ، ان عودتك اصبحت من ضرب المستحيل ، لكنه كان يتأمل عينين سوداوين واسعتين مؤطرتين بظل رمادي داكن يهيم بها العشاق من النظرة الاولى ، شعرها الاسود المسدول اللامع ، وشفتيها المكتنزتين بلون الجوري الذي يشع منها لهيب القبل الابدي . يزين رقبتها الطويلة عقد من الفضة التي تتلألأ بحبات الياقوت والزمرد ، ( حاتم ) لم يكترث لكلامها بعد ان افتتن بجمالها الساحر وتذكر حكاية جدته وانها لم تكن تتخيل كما يظن ، بل انها كانت على معرفة تامة ، استيقظ فرحاً ليخفي خوفه ماسكا بيد فتاته لتطوف به في عالم اخر اقرب الى الخيال ، الكهوف والدهاليز مضاءة بالشموع وينابيع المياه ومخازن الغلال ، في نهاية هذه القرية التي هي كما الهرم الفرعوني نفق يصل الى القرية المجاورة التي تحيطها النخيل ، ( حاتم ) قرر زواجه واعتبر الزواج اعظم وانبل كونه جاء عن طريق المغامرة ، ونظر الى ( بيداء ) وكيف كان يستهويها عشق الرمال الذي يهيم بها في عزلتها وهي اجمل ما تكون ، طلب الاذن منها بالزواج ، ( بيداء ) أسيرة موافقة رئيس القبيلة ، وعند ظهور الاثنين ابدى رئيس القبيلة موافقته .. قائلا : - اني ابارك زواجك طالما كنت تحلم بالزواج من فتاة قرية الرمال، وعليك ان تتحمل المسؤولية ، نحن في قرية شبه مهجورة ، وتحيطها الكثبان التي قضت على معظم رجالنا في تحديهم للطبيعة ، ولا يوجد في القرية منفذ للهرب الا النفق السرّي المحكم بحراسة شديدة !!!. ( حاتم ) تأمل الرمال قرب الانهر وقرب شواطيء البحار واليوم هو أبهى من اي مكان كان يحلم به ، انه لم يعد يشعر باليأس الذي كان يعذبه . ( بيداء ) جاءت به الى رئيس القبيلة الذي قدم له ويدّم لبيداء وردة حمراء تأجج عاطفتها الصابرة ، الجميع احتفوا بالزواج وصوت الطبول المدويّة علامة الفرح والرضا ، وفي قلب الصحراء النابض اقيمت مراسم الزواج ، ولم يكن لحاتم الا ان يقدم كلمة قائلا : - اني اقدم روحي قرباناً لشرف القبيلة والانتساب لها . ابتسمت له ( بيداء ) وابتسم هو لحبّه الابدي .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...