اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أسفل الجسر_ قصة قصيرة | عبدالله مهداوي - المغرب

جال بعينيه الذابلتين في المكان.. أكياس بلاستيكية سوداء متناثرة هنا وهناك إلى جانب أطفال غطوا في رحلة نوم عميقة هاربين من شعور خانق.. الروائح الكريهة تزكم الأنوف.. أخذ مكانه الخاص كالعادة إلى جانب السارية العريضة ، وقبل أن يمد يده إلى جيبه نظر إلى الأعلى...هذا الجسر دائما يحول بينه وبين السماء وشمسها الدافئة وأولئك العابرون لا يناله منهم إلا ضجيج سياراتهم وما يلقون به من أزبال تتناثر على ضفة النهر ، فتزيد من قذارة المكان..لا أحد منهم يأبه لحاله وحال هؤلاء الذين يبيتون إلى جانبه في العراء.. هم مجرد أوساخ وقادورات ابتلي
بهم المجتمع .. تذكر كيف ركله بالأمس أحدهم وهو يطرده من أمام باب دكانه، كاد أن يسقط على الرصيف لولا امرأة مسنة أمسكت به وهي تستغفر الله وتنظر إلى صاحب الدكان في استغراب ، ثم أخرجت من محفظتها قطعا نقدية ناولته إياها وكأنما تواسيه..
تنهد تنهيدة عميقة وهو يردد في نفسه أن لولا الحاجة للزم أسفل الجسر ، لكن من أين له بالقوت ولوازم الهروب من هذا الواقع الذي وجد فيه نفسه منذ وفاة والده وتزوج أمه من رجل بذل كل جهده ليرمي به في الشارع . تذكر كم مرة تعرض للاغتصاب ، وأياما قضاها بلا طعام ، وليالي ممطرة لم يذق فيها طعم النوم من شدة الخوف والبرد.. كان هو الآخر يأمل في حضن دافئ وأسرة تأويه وبذله نقية ومحفظة جميلة ومقعد في المدرسة إلى جانب أطفال الدرب الذي عاش فيه زمنا .. لكن..
التقط كيسا قديما من الأرض ، نفضه من الغبار ، ثم أخرج من جيبه أنبوبة غِرَاء أفرغها فيه. نفخ في الكيس نفخا كأنما يصب حسرته داخله. وقبل أن يغمس أنفه فيه نظر إلى الأعلى من جديد .. أخذ نفسا عميقا أول ثم ثانيا.. عاود النظر إلى الأعلى وواصل النفخ في الكيس واستنشاقه.. بدأت عضلاته في الارتخاء شيئا فشيئا إلى أن صار غير قادر على النفخ والإمساك بالكيس.. حاول النهوض، خارت قواه. أمسك بطرف السارية فانزلقت يده ووقع على الأرض.. حاول فتح عينيه، كان الظلام يحيطهما .. ارتخت شفتاه وسال لعابه قبل أن ينطلق في رحلة نوم عميقة إلى جانب الأجساد الأخرى هروبا من شعور خانق.
وفي الضفة الاخرى من النهر جانب السارية المقابلة اسفل الجسر نهض طفل آخر، جال بعينيه الذابلتين في المكان كأنما يحاول اكتشافه من جديد، وقبل أن يمد يده إلى جيبه نظر إلى الأعلى فاغرورقت عيناه بالدموع .. التقط هو الأخر كيسا ، نفضه ، أفرغ انبوبة الغِرَاء بداخله، ثم نفخ فيه نفخا كأنما يصب حسرته داخله، ودون أن يعاود النظر إلى الأعلى دفن كل وجهه في الكيس...

عبدالله مهداوي
 المغرب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...