وقفت أمام الباب المهيب , أتقرّى معالمه , وأجرّب مفاتيحي الواحد تلو الآخر .وفي غمرة حيرتي وانهماكي , خطف البرق بصري , وأصمّ الرعد سمعي ,وتفجّرت بين يدي ينابيع فوّارة , دفعني زخمها إلى بحرٍ من رؤى, وتكهنات , سرعان ما أطبقت أمواجه على ذهولي , وجذبتني إلى أعماقه , حيث اللؤلؤ والمرجان , وأعاجيب الكائنات والحكايات .
كنت أطفو وأغوص في استجابة سحرية لأمواجه التي تنتج ذاتها في أبدية التحولات , كنت في لجّه الأعظم , مع بدائعه وطرائفه ,مع ساحراته وجنياته وأنبيائه ومجانينه
...مع دمعاته وابتساماته ,مع بشره وآلهته , مع مزاميره وناياته ,مع سواحله وخلجانه, مع لهيبه ونسائمه . مع أليفه وغرائبه .
أخذني دواره إلى بكارات لم يفترعها بشريّ ,وتفتّحت أمام بصيرتي شموس
لم تستدر بعد .
(هكذا تكلّم جبران ) قصرٌ من النجوم والأقمار ,والبراري الهائمة في سماوات الخلود , ما تني تينع في ثرائها الخاص , وتنثر على الزمان بهاء نضارها , ينتظمها ناموس الإبداع , ويميزها التفرّد من حيث رأت ما لم يره أحد ,
فامتطت صهوة السبق إلى سدرة الكشف حيث المنتهى يبدأ للتو
وحيث تتماهى الأرض بالسماء , ويترنّم الكون بنشيد الماء ....
(هكذا تكلم جبران ) وهكذا سمعه الدكتور نزار بريك هنيدي , فدوّن ما أملاه عليه من نفيس درّه , وفريد ألقه , وممّا سلّط عليه من إشعاع فكره الفطن, وممّا بثّ فيه من نسيم روحه الرهيف , فقدّم لذائقة الأدبية أدباً باذخاً تصدى لمتغيرات وتقلبات , وصمد أمام عواصف ودوّامات , متناولاً سيرة ذلك الأديب العظيم بعد مدخل يسير إلى أدبه الكوني , وقد أدار مصباحه اللمّاح على زوايا ومنعطفات نشأته , وظروف حياته وعوامل تكوينه التي فجّرت عبقريته ,
بعد أن أسّست جمهورية معارفه , وخزائن ثقافته التي متحت من عيون الأدب والثقافة في العالم أجمع , لتنتج أدباً تتواشج فيه العناصر العاشقة من رومانسية و واقعية وصوفية وحداثية وثورية , تتعانق أرواحها في انسجام بديع أخاذ , يسحر ويفتن ,فيمنحها تلك الخصوصية الآسرة , التي فتحت لها أبواب الخلود .
الشاعر القادر على التقاط الإبراقات , واللمحات بحسّه الذي تجلّت فيه نباهة الأجداد , وتكثفت به خبراتهم وتجاربهم , يرى بعين تذهّنه وتفحّصه , كيف استطاع أدب جبران أن يدخل الجنة دون أن يبتاع صكّا من كاهن أو ساحر .
وها هو ذا يتناول أدبه اللافت والممتع كتاباً تلو الآخر , في لغة رشيقة أنيقة , تنأى عن التعقيد والتقعير , بل تنساب كما ينساب شعاع الشمس في نهار ربيعي دافئ أليف .
ما يميز هذا الكتاب النزاريّ الجبرانيّ إن صحت التسمية أو لم تصّح , تلك الرؤية المتفرّدة والخاصة جداً من مبدع في عصر الحميّات اللاهثة وراء تجددها اللحظيّ, وتوالدها الآنيّ , إلى مبدع من زمن آخر ...زمن يمكث في الذاكرة ويعشش في الوجدان , حاضراً أبداً لا تغيّبه الحدثان ولا ينساه الزمان .
كتاب على مستوى الرضا , يرقى بالحواس , وينشي الروح في متعةٍ فكرية أدبية ,
كنت أطفو وأغوص في استجابة سحرية لأمواجه التي تنتج ذاتها في أبدية التحولات , كنت في لجّه الأعظم , مع بدائعه وطرائفه ,مع ساحراته وجنياته وأنبيائه ومجانينه
...مع دمعاته وابتساماته ,مع بشره وآلهته , مع مزاميره وناياته ,مع سواحله وخلجانه, مع لهيبه ونسائمه . مع أليفه وغرائبه .
أخذني دواره إلى بكارات لم يفترعها بشريّ ,وتفتّحت أمام بصيرتي شموس
لم تستدر بعد .
(هكذا تكلّم جبران ) قصرٌ من النجوم والأقمار ,والبراري الهائمة في سماوات الخلود , ما تني تينع في ثرائها الخاص , وتنثر على الزمان بهاء نضارها , ينتظمها ناموس الإبداع , ويميزها التفرّد من حيث رأت ما لم يره أحد ,
فامتطت صهوة السبق إلى سدرة الكشف حيث المنتهى يبدأ للتو
وحيث تتماهى الأرض بالسماء , ويترنّم الكون بنشيد الماء ....
(هكذا تكلم جبران ) وهكذا سمعه الدكتور نزار بريك هنيدي , فدوّن ما أملاه عليه من نفيس درّه , وفريد ألقه , وممّا سلّط عليه من إشعاع فكره الفطن, وممّا بثّ فيه من نسيم روحه الرهيف , فقدّم لذائقة الأدبية أدباً باذخاً تصدى لمتغيرات وتقلبات , وصمد أمام عواصف ودوّامات , متناولاً سيرة ذلك الأديب العظيم بعد مدخل يسير إلى أدبه الكوني , وقد أدار مصباحه اللمّاح على زوايا ومنعطفات نشأته , وظروف حياته وعوامل تكوينه التي فجّرت عبقريته ,
بعد أن أسّست جمهورية معارفه , وخزائن ثقافته التي متحت من عيون الأدب والثقافة في العالم أجمع , لتنتج أدباً تتواشج فيه العناصر العاشقة من رومانسية و واقعية وصوفية وحداثية وثورية , تتعانق أرواحها في انسجام بديع أخاذ , يسحر ويفتن ,فيمنحها تلك الخصوصية الآسرة , التي فتحت لها أبواب الخلود .
الشاعر القادر على التقاط الإبراقات , واللمحات بحسّه الذي تجلّت فيه نباهة الأجداد , وتكثفت به خبراتهم وتجاربهم , يرى بعين تذهّنه وتفحّصه , كيف استطاع أدب جبران أن يدخل الجنة دون أن يبتاع صكّا من كاهن أو ساحر .
وها هو ذا يتناول أدبه اللافت والممتع كتاباً تلو الآخر , في لغة رشيقة أنيقة , تنأى عن التعقيد والتقعير , بل تنساب كما ينساب شعاع الشمس في نهار ربيعي دافئ أليف .
ما يميز هذا الكتاب النزاريّ الجبرانيّ إن صحت التسمية أو لم تصّح , تلك الرؤية المتفرّدة والخاصة جداً من مبدع في عصر الحميّات اللاهثة وراء تجددها اللحظيّ, وتوالدها الآنيّ , إلى مبدع من زمن آخر ...زمن يمكث في الذاكرة ويعشش في الوجدان , حاضراً أبداً لا تغيّبه الحدثان ولا ينساه الزمان .
كتاب على مستوى الرضا , يرقى بالحواس , وينشي الروح في متعةٍ فكرية أدبية ,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق