اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب تطوير الزراعة تعزيز للاقتص

التّجريب في ثلاثية "حمامة حيرانة بالسّحاب "...للكاتب التّونسي "حمد حاجي "..." قراءة في العتبات" | مـــريــم بــغـيبـغ

ما زال السّجال قائما حول القصّة القصيرة جدّا بين النّقاد العرب ، حول تعريفها وماهيتها ومن هو متلقّيها، فلحدّ الآن لم يصلوا إلى تعريف شامل لها ، كما أنّ هناك من يعتبرها جنسا أدبيّا قائما بذاته ،إلّا أن الناّقد العراقي "جاسم خلف إلياس " يعرّفها بقوله "ليست القصّة القصيرة جدًّا جنسًا أدبيًّا قائمًا بذاته ، يؤسّس نفسه بنفسه ، وإنّّما هو نوع أدبي فرعي ،له أصوله يتّكئ عليها ويستمدّ وجوده منها؛ كالنّادرة والطرفة والخبر، والأسطورة، والخرافة،
... "1 .
أمّا نحن فنعتبر الققج فنّا سرديا عصيّا ومعقّدا ، تتداخل فيه جميع الفنون الأدبيّة وغيرها من الفنون الأخرى "كالسينما والمسرح والفنّ التشكيلي وغيرها من الفنون التّي تعتمد على المشاهد والصّور ويعتمد على الفلسفة وعلم النّفس والإجتماع... هو اقتناص للحظة، لصورة ليس بآلة التّصوير أو بريشة الرّسام وإنّما بلغة الكاتب الذي يستفيد خاصّة من تقنية التّناص والإنزياح اللغوي والدلالي وتوظيف الأسطورة، وبناء وحدة معنويّة صغيرة لكنّها عميقة عمق المحيطات، بحكائية مكثّفة محدثة مفارقة منتهية بخاتمة مدهشة، ومنه فالقارئ المعني بهذا الفن الأدبيّ ليس القارئ العادي وإنّما القارئ المنتج الناقد...
وإذا كانت القصّة القصيرة جدّا فنّ قائم بذاته فهو مثله مثل الرواية يجرّب ويتمرّد ويمزج الحاضر بالغائب "ويتجاوز الرّكود فهو ثورة"2
وأوّل ما يثيرنا في كتابات القاص والناقد الكبير "حمد حاجي " العتبات خاصّة : العنوان الرّئيسي، والعناوين الفرعيّة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان:
يعدّ من أكثر المجالات التي تتجلىّ فيها التّجريب والتّجديد ، فهو لا يقلّ أهميّة عن النّص لأنّه يبرز البعد الدلالي للعمل الأدبي فهو "ضرورات ملحّة ومتطلبات أساسية لا يمكن الإستغناء عنه "3.
العنوان الرّئيسي: "حمامة حيرانة بالسّحاب" يتكوّن العنوان من "جملة إسميّة وجار ومجرور " حيرانة نعت للحمامة ولكن لماذا هي حيرانة؟
إذا رجعنا لدلالة الحمامة في التراث فقد نجد لها عدّة دلالات أهمّها:
ـــــ الحمام الزاجل الذي يؤدي دور ساعي البريد، وهي نوع من الحمام يستخدم لنقل الرّسائل، والرجوع دوما إلى موطنه، إلّا أنّ حمامة الكاتب لا عنوان لرسالتها ولا موطن لعودتها ، لذلك هي في حيرة بالسّحاب الذي حجب عنها الرّؤية.
ـــــ حمامة السّلام التّي تريد أن تحطّ في بلد الأمن والسّلام، إلّا أنّ سحب الحرب والدّمار جعلتها في حيرة.
يؤدي عنوان هذه الثّلاثيّة التّي تتميّز بثلاثيّة الجسد والمعنى الواحد ــــ ففي الثّلاثيّة كلّ نصّ يؤدّي إلى معنى واحد ـــ وظائف متعدّدة منها الوظيفة الجمالية الفنيّة، والوظيفة الإغرائية التي تجذب القارئ وتجعله يطرح السّؤال الذي يؤدي به فضوله لمحاولة مكاشفته والإجابة عنه بقراءة النّص والعنوان خلق المفارقة بين: الحيرة/ المرسى، السّحاب/ البحر، الحمامة/ الياطر...ومرفأ بعيد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العناوين الفرعيّة:
يعتبر التّناص من أهمّ شروط الكتابة القصصية القصيرة جدّا، والكاتب يعرف كيف يوظّف النّصوص القديمة في نصّه، و"الياطر"قبل أن يكون رواية للكاتب السّوريّ "حنا مينا " هو مرسى المركب الحديدي .
يقتنص الكاتب هذا العنوان ليصوّر لنا مشهدا سينمائيا ...يربط فيه عرض البحر /بالحياة، فالسّفينة التّي كانت قديما تحمل الرّكاب إلى برّ الأمان لم تعد كذلك...فهي قد تحملك إلى حتفك، كذلك الحياة "فالدّين أو السّياسيّة أو الثّقافة" التّي كانت تسمو بالإنسان وترقى به إلى برّ الأمان أصبحت تمثّل خطرا عليه...فالموت أصبح بالمجان وما جدوى الأكفان ياموتى...هذا المشهد يوضّح لنا السّبب الأوّل لحيرة الحمامة بالسّحاب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرفأ بعيد:
في هذا المشهد تتعدّد المرايا/والمتاهات، فتغيب الحقيقة وتسود أشباه الحقائق، فقضيّة الكلّ على حقّ دفعتنا للدّخول في متاهات لن توصلنا إلى المرفأ فهو بعيد عنّا مادمنا نتحكم بعصبيّتنا، نتناقش بطائفيّة، نتقاتل كلّنا على كلمة "الله أكبر "زورا، وننهش لحوم بعضنا البعض.
ثنائية: الحياة/ البحر: تولّد لنا مجموعة من الدّلالات، إذ أنّ البحريتميّز باتّساعه وعمقه وفيه أسماك متوحّشة وقويّة كالقرش الذي يأكل الأسماك الصّغيرة كذلك الحياة الإنسانيّة التي غاب عنها الضّمير فأصبحنا ننصرالقويّ على الضّعيف نفاقا وجرما وخبثا و...
هذه الصّراعات التّي تشاهدها تلك الحمامة من الأعلى ، تجعلها تفضّل السّحاب على الأرض فتبدو حيرتها عظيمة في هذا المشهد ، فالأطراف المتصارعة غير متكافئة...ورغم ذلك هناك مرفأ لكنّه بعيد. ..هناك أمل يثبت وجوده رغم الألم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرساة بحريّة :
يبحث ذلك الشّباب عن جذوره وهويّته هي مفقودة في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، إلّا أنّ ثنائية: البحر/الحياة...تردّ له الأمل رغم الدّاء ، لابدّ أن لا نستسلم ، فالأمّة رغم الجسد الواحد (الدين ،اللغة ،الرقعة الجغرافية، التاريخ...)إلّا أنّ قلبها ليس واحدا. ...هم قلوب شتّى...لابدّ من جمعها.
لكنّ البحر يخفي"مسار القمر" الذي يدور حول الأرض "من الغرب إلى الشّرق...وتؤثّر جاذبيّته في وقوع عمليتّي "المدّ/ والجزر...لذلك فالمرساة مهما كانت ثقيلة فإنّها لن تستطيع تثبيث سفينة الحياة في مكانها...
فما نعيشه اليوم من حروب ودمار وتطرّف وقتل مصدره "الغرب" ...ولا نعرف أين سينتهي بنا الحال، لذلك فالحمامة ستظلّ حيرانة بالسّحاب تنتظر أن ترسو سفينتها في موطنها....موطن السّلام...وتعود لهذا الشّاب/ الشّعب العربي هويّته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النّص:
ثلاث قصص قصيرة جدا
================ حمامة حيرانة بالسحاب ======
1- ياطر
=========
قائدُ السفينة المغادرة يطلُّ من الكوّة المفتوحة، فتلطمه الأمواج القريبة، ورائحة البحر والموتى.. أرقبه حين يتدافع جمع اللاجئين إليه .. يقف، يرمي أشلاء، ثمّ يتبعها بأخرى وأخرى عبر الكوة.. أحببته، بدا لي أنّه يقول.. ما جدوى الأكفان يا موتى!
=======
2 - المرفأ بعيد
=========
لحمه نهشته الأسماك.. ودمه اختلط بماء البحر المالح. ظلَّ يصارع القروش صراع الموج حتى قذفه للشاطئ... ذلك القلب الحيُّ اليقظان للبنت العاشقة..
=========
3 - مرساة بحرية
=========
الشاب الباحث عن والده الذي اختفى في ظروف غامضة..
بعطف، يرنو إلى المرأة الواقفة مع أبيها يحدثها عن اتساع البحر والقلب..
هي تعاني من تورم بشرايين القلب..
والأب يكتم عنها عـــلَّتها..
بينما سطح ذلك البحر يخفي عن الجميع مسار القمر !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
1/جاسم خلف إلياس: شعريّة القصّة القصيرة جدّا ، دار نينوى ،دمشق ،ط1، 2010 ،ص200.
2/شعبان عبد الحكيم ، التّجريب في فنّ القصّة القصيرة، العلم والإيمان للنّشر والتّوزيع ، 2010، ص 13.
3/عبد القادر رحيم، العنوان في النّصوص الإبداعية، مجلّة كليّة الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعيّة، جامعة بسكرة ع، 32 جوان 2008، ص 11.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذة: مريم بغيبغ.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...