النص ق.ق.ج بكل تأكيد ، واضح جدا ، لم يعتمد التلغيز ،ولا الترميز لا في المبنى، ولا في المعنى . عتبة النص، كلمة واحدة نكرة ،كما هو متعارف عليه عند كتاب الققج ونقادها، وفكرته مائزة بطرحها ،سرد فيه حكائية وتكثيف قدر الإمكان، ولغته سليمة ،و نهاية صادمة ، وأخيرا التزام واضح بعلامات الترقيم .
وحسب قناعتي أن النص لا يحمل إلا قراءة واحدة ،واضحة وضوح الشمس، وهي أن المتسول معروف جيدا من قبل من فبل الشخص الذي وضع قطعة نقدية( صغيرة) في كفه اليابسة.ولغرض التكثيف لم يضع كلمة (صغيرة) لأنها معروفة من كلمة قطعة وهي بالتأكيد معدنية والقطع المعدنية عادة ما تكون صغيرة بقيمتها الشرائية ولم يقل ورقية وعادة ما تكون أكبر قدرة شرائية من المعدنية وقد تكون كبيرة ،ولو ذكرها فلربما فهمنا منها أن هنالك دينا متبقيا بذمته لهذا المتسول يسدده له بهذا الشكل عقب انتهاء صلاة الجمعة،حسب اتفاق مسبق معه. وهذا ماذهب إليه بعض من علق وعقب على النص .
إذن القراءة المنطقية أن هذا المتسول يمتهن الكدية منذ زمن بعيد حتى جمع ثروة كبيرة وأودعها أحد البنوك ولا ضير أن يستدين منه ممن يعرفه وهذا ليس غريبا أبدا. وقد قرأت في ما مضى حكايات عن بعض المتسولين الذين يملكون عمارات ودورا مؤجرة ،ويربون ثرواتهم عند الإستدانة منهم بربا فاحش، يلجأ إليهم من تضطرهم ظروفهم القاهرة . والعبارة الأخيرة (الأقربون أولى بالمعروف) تدل على أن المتسول الذي استدان منه مبلغا لإكمال بناء داره هو من منطقة سكناه ، ويعرفه جيدا (وهو صاحب فضل عليه) لذا فهو أولى من غيره بالصدقة(وإن لم يستحقها شرعا) للسببين المذكورين...النص بمجمله راق لي كون كاتبه شاعرا وليس قاصا ويشكل لديه تجربة قصصية لافتة تستحق منا الإشادة لمزيد من الإبداع واطراد التقدم والنجاح في المستقبل.
النص
---------------------------
صدقة
بعد خروجه من صلاة الجمعة ، وضع قطعة نقدية في الكف اليابسة الممدودة عند باب المسجد.
استغرب صاحبه:
- هو ذاته في الجمع الماضية ؟ لماذا لم تعط غيره؟.
- جاري، صاحب فضل علي ،استدنت منه مبلغا لأكمال بناء داري.الأقربون أولى بالمعروف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق