اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الدّيوان السّوريّ المفتوح في مرآة النّقد | د. وسـام قبّـاني

في محراب جلّق الشّام احتشدتْ قوافي المجد تتبارى في محبّتها، وجاء الشّعر معتذراً عن توصيف رفعتها، فحيّا مقامها السّامي، وضمّد جرحها القاني، وألقى في مسامعها ( كلمة )،أجل كلمة.. وفي البدء كانت الكلمة.
ترانيم عشق انثالت على شفاه كوكبةٍ من أدباء عرب وغرب، فرّقتهم المسافات، وجمعهم حبّ دمشق الشّام، نذروا محبّتهم لبلاد الياسمينالتي خبّأ القدرُ في عينيها سرَّ الوجود، لكنانة الله التي صلّى في محرابها الخلود، لأيقونة الطّهر التي مسّها الكدر، فزادها الحزنُ وسامةً وإصراراً على الوجود.

أدباء عرفوا قيمة الوطن، فامتشقوا سلاحَ الكلمة، زرعوا في حقل الأمل سنبلة، ورسموا في يباب الوعد غيمة، وغداً ستزهر الأرضُ سنابل، وتمطر ُالدّنيا أحلاماً وعطوراً وجداول.
سوريّة اليوم تباهي بصنيع عشّاقها، إشراقات وحي ترسم فجر أمنية تزهو طروباً .. زهوَّ الماء في بردى، .. زهوَّ العطر في وردٍ تندّى من دم الشّهدا، .. زهوَّ حمائم الأمويّ أنارت دربَ من سجدا.
في الدّيوان السّوريّ المفتوح نقرأ نصوصاً توضّأت بماء الوطن، وتعمّدت بطهره،نصوصاً تنبض بحبّ الأرض، وتلتقط صوراً حيّة لواقع الحرب على سوريّة، والألم هو الأبجديّة الأولى التي يغزلُ منها الأدباء شموسَ حروفهم، فنحن أمام فرائد مدادها من جراح الوطن النّازفة. لكنّ مبدعيها يرفضون التّوقّف عند عتبة الألم، فأبصارهم معلّقةٌ بفجر الغد الآتي، ومن مداد فؤادهم يوقدون قناديل الأمل، ومن عبير حروفهم يبعثون البسمة الجذلى في مُحيّا بلاد النّور والنّار.
نصوص تنوّعت بين الشّعر العموديّ، وشعر التّفعيلة، وقصيدة النّثر، والقصّة القصيرة، والقصّة القصيرة جدّاً. نصوص أجاد أصحابها العزف على أوتار البلاغة، فتألقوا في خلق الإثارة، وصناعة الدّهشة.
نصوصٌ قد تتعثّر فيها اللغة أو الإيقاع أحياناً، لكنّ المعنى يبقى حاضراً بقوةّ، ربّما ليست القضيّة الأساسيّة في وقتنا الحالي أن نكتب أدباً خالياً من الأخطاء تماماً، فجوهرُ الأدب الحقيقيّ في إنسانيّته... وإذا أردنا أن نختصرَ الأدب بكلمة واحدة نقول: ( الأدب إحساس ).. وما أصدق المقولة:
( الشّعرُ هو أن تسمع صراخَ قطرة الماء على الصّخر قبل أن تجف )
وفيما يلي مقتطفات من الدّيوان السّوريّ المفتوح:
أوديب جديد
بعد أن قتلَ أباه، وصار ملكاً، وتزوّج أمّه، وفقأ عينيه، الآن بُعِث حيّاً، سمع كيف يُقتلُ الإنسان.؟ وكيف يزني بمحارمه.؟ بإقرارٍ وفتوى...
فانفكّت عقدته، وعاد له بصره.
( فؤاد حلاوة / سورية ) 464
حُجُب للوطن والبلاد
لو أنّني البارود
ركضتُ إلى الماء
لو أنّني الماءُ
انتحرتُ على النّار
***
مثل أبٍ فقيرٍ
مرَّ بالخطأ أمام محلّ الحلوى
يتجنّبُ الوطنُ النّظرَ إلى عينيَّ
وكما يليقُ بالرّجالِ..
يُصافحني عند الوداع
ولا يُعانقني
مخافة أن نبكي
( هاني نديم - سورية) 353
رسالة من بيدق ميّت
على رسلكَ ؛ لا تفهمني خطأ
خلِّ خنجركَ بيدكَ...
لكن انظرْ إلى صدركَ:
أقصد تماماً إلى المنطقة المُطابقةِ
لمكان طعنتكَ المتوقّعة في صدري
نعم... أنتَ تنزف !
( عبير سليمان – سورية ) 308
لكَ...
أعرفُ أنّ السُّكَّرَ المنثورَ فوق وجهِ الموتِ
لا يُغيِّرُ طعمَ الفقدْ
وأنّ الصّباحاتِ التي تفيضُ بالدّمعِ
لا تحجبُ لونَ الشّمسِ،
وأنّ انزياحي عن قارّاتِ الصّمتِ لبعضِ الوقتِ
لا يُغيِّرُ ما
في نفس الوقتْ!
وأنتَ تعرفُ أنّ دمعي لكْ، وصلواتي المشدوهةَ الملامحِ لكْ،
الخيطُ الذي أُطرِّزُ بهِ قصائدي لكْ،
قلبيَ الذي تحتَ وصاية الوردةِ لكْ،
ولكَ ما تعرفُ وأعرفْ: بدايةُ هذه القصيدةِ وآخرُ عناقيدِ عتبي..
أيُّها الوطنُ؛
كنْ لي..
( غريس العوض – الأرجنتين ) 318-319.
من كتاب الشّام..
ياحمامَ الشّام الذي لا ينام..
يا حمامَ البيوتِ التي لا تموت..
شفقٌ ... أو غسق...
سوفَ تأتي الغيومُ بأمطارها حينْ
تأتي مواعيدها .. سوسناً.. أو حبق..
لا تبوحُ المسافاتُ قبلَ نهاياتها..
والينابيعُ قبل بداياتها.. بدموع القلق..
لا تبوحُ بأسرارها
فالمناجمُ حين تكابدُ جوهرَها في الغموض..
يكونُ الأرق..
( خالد أبو خالد – فلسطين/ سورية) 166
نفخة عشتار...
البيدرُ شرقٌ في شرقي
والحَبَّةُ تخلُقُ أجيالا
والجيلُ تعودُ سنابلهُ
لتجودَ قُروناً وغِلالا
لن تحرقَ شرقي في ( كازٍ )
أو تقسمَ شرنقتي الأولى
سيكونُ عصيّاً ومُحالاً
فحريريَ إزميلٌ سوريٌّ
أمرَ الصَّخرَ الصُّمَّ فقالَ
( حسن إبراهيم سمعون – سورية ) 165
وإلى دمشقَ طريقنا
وإلى دمشقَ طريقُنا
فهناكَ فوق هضابها رضعَ الصّباحُ نشيدَها
وغفا كظبيٍ هادئٍ
فوقَ ارتعاشاتِ النّسيم... وهناكَ..
أمّي داعبتْ يدُها جبينَ الخبزِ
واتّكأتْ على أضلاع حنطتِها
تراقبُ نبضَها
وتشدُّها من كفّها لتعانقَ المطرَ الوسيم..
وأبي على ظهر الحصان بصدرهِ العاري
تحدّى هجمةَ الإعصارِ والأمواجِ
ثمّ مشى إلى مدنِ الغناءِ
مُدمِّراً بئرَ الجحيم...
( القس جوزيف إيليا – ألمانيا ) 161
إنّي أنا السّوريّ
لولا الصّلاةُ وفرضُها لم أركعِ ولغير وجهِ الله لم أتطلّعِ
إنّي أنا السّوريُّ باسم حروفهِ سجدتْ ميادينُ الجهاتِ الأربعِ
شيّدتُ عليائي فما من كوكبٍ إلا تشهّى أن يكون بمخدعي
إنّي أنا السّوريّ ما كذبَ الهوى شمسُ الحقيقة لم تغادرْ أضلعي
أبلغْ مريضَ النّفسِ أنّي مُهتَدٍ ما ضرّني كفرٌ وإيماني معي
( محمّد يحيى يونس – سورية ) 113
الشّامُ يا أمّ الرّوائع كلّها
عينُ الجميع على الشّآم لحاجةٍ عيني أنا تبكي الشّـآمَ مُصابا
ويسيلُ دمعي مثلَ سيلٍ جارفٍ كيف الهوى في القلب صارَ عذابا ؟
كلُّ الحضاراتِ التي مرّتْ بها جاءتْ لها حجّاً وليس إيابا
يا شامُ يا أمّ الرّوائع كلّها يا مَنْ تُثيرُ بعطرها الأطيابا
يا مَن يُعاقرُ حسنَها نورُ الجما لِ ليحتسي من سحرهِ أنخابا
آهٍ على عربٍ رأيتُ طباعهم كضرائرٍ في حبّهنّ حَرابى
( محمّد عدّة الغليزاني– الجزائر ) 110
الشّام
قالوا: تخيّرْ قلتُ الشّامُ أختارُ وليس مثليَ مَنْ بالشّام يحتارُ
لي وردتانِ وحقلٌ من مباسمها ودمعةٌ صرختْ يا نارُ يا نارُ
كوني على الشّام برداً فهي غيمتنا إذا عطشْنا وقمحٌ إنْ شكا الجارُ
تمشي القصائدُ في الأحلام عاريةً حتى يُدثِّرَها في الشّام نوَّارُ
من أوجعِ الأرضِ سارٍ نحوَ أوَّلها وفي يدي قلمٌ باكٍ ومزمارُ
روحي تسابقني شوقاً، فيخطفني خوفٌ يُحاصرُها والليلُ أسرارُ
سارٍ لأقبسَ ناراً من توهّجها فما فلسطينُ لولا الشّام يا نارُ
( صلاح أبو لاوي – فلسطين ) 77
وختاماً:
هكذا هي سوريّة الأبيّة غرست في نفوس عشّاقها حبّ الفضيلة، فهبّوا يرسمون مشروعاً ثقافيّاً تنويريّاً يضيء دروب الغد الآتي.
وهكذا هو الياسمين الشّاميّ قد يغفو قليلاً، لكنّه لا يموت، فعطرهُ الفوّاح مستمدٌّ من أنفاس الأجداد، وعبير الشّهداء.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...