نمنمات تُبكيني بينَ شهيق وزفير ولا يفتأ يُوشوشني الماضي؛
صوت أبي يُكسي الليل حلّة مِن خالص اللجين
وتسرف ياسمينة في نقل العبق الدمشقي الشهي..
مِن نسمة إلى نسيمة ثمّ إلى سموات تضج بالحنين
وتعانقني ثلوج ونيران وحارات تتضاحك فيها حكايات طويلة..
تلك الأغنيات تشبه صوت أمّي والمدينة الغارقة في حلم مِن بقايا أمل،
حنونة تحملني إلى أرجوحة صغيرة حيث لا جدران ولا مسافة ولا ضياع
وتتلون لوحات تجمع الغابات والبحور في فنجان قهوة باردة..
رشيقة تلك الكلمات وهي تتقافز على أصابعي، تغريني بحبق و زعتر ونعناع،
تفضّ عطورها ويعبق جوري الغوطة بين يديّ
ويتصافح هذياني المعجون بالقهر والتعب والعراتليّة والانتظار..
أيّ مساء يُرتلني للغد المجهول؟ ليرقص صبح وتسري جداول
وينادي بردى: ما عاش الظمأ.
ولا يعني الغياب لبعض شرايين ضيّقة
والبعض ينشغل برصف ورتق ولملمة
وتتبعثر ضفاف شاردة ويتكسّر قصب احتمال..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق