الجَوادُ الأخِير ، قَد نُثِرَ تَماماً
في لَوحةٍ بَيضاءَ المَسافة
لم يُولد مُسَافِراً
ولم يُكتَب عَليهِ أن يَكونَ طريقاً
كَانَ أمسِية كَامِلة
كَامِلة جِداً ، والَليلُ المُمطر
لا يَترُك للعُيونِ لَهفة الحُب بَينَنا
سوى أنَّ الرَحيل قَد تَثاءبَ مِنا وَمِنهُ ومِنك
مُنَتصفَ الثانية عَشرة ..
وَمازالَ كُل شيء هو هو كَما أنت
ومازلتُ جُثة شَمعٍ تَكتُب عِتمته النار حَولها
واليَاسَمينُ قد أدفأ الجوادَ بِظلِ الأرصِفة
في لَيلة لا سَماء فيها وَلا عِشق
إلاّ أنَّ الدَرب قَد قَدَّ نَفسِه بِنَفسه
الرؤية الأخيرة ..
لَم تَمضِ بضعُ ثَوانٍ
والعُيونُ قَد امتَزَجتُ بِبرودِ هذهِ السِمفونية
المَطرُ أنت ، والشَاهد أنت
أما الجَوادُ فَقد أكمَلَ سَفَرَه وَحيداً وَحيداً
وَبَقيتَ أنت مَكانهُ ، تُشاهِدُ رَحيلَهُ
وَتنشِدُ ألفَ نايٍ حَزين.
12.1.17
طارق ميلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق