جوف السّدى ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .

أستطيع أن أنير الكون
وأجعل من الشّمس أمامها
شمعة تنوس
وأراهن على أن يجنّ
القمر
ويترك محرسه
ليتسلل إلى شرفتكِ
وسيكون الندى أكثر طيباً
وأوسع رحاباً
وستكتب البحار عنكِ الأشعار
وتختوضر الأرض
وتثمر نجوماً
حتّى أن الرّيح ستهذي باسمك
وكلّ المراكب ستبحر
صوب ظلالكِ
عروس الأكوان أنتِ
ملهمة قلبي .. ياحبيبة
لا أثق بالليل لأتركه حولكِ
وأخاف عليكِ من الهواء
أغار من أنفاسه
وأتوجّس من أن يخطفكِ البرق
حبيبتي أنتِ في خطر
من كلّ شيء حولكِ
ولا يهنأ لي بال
حتّى أضمكِ .. وفي حنايا الروح
أخفيكِ
أنتِ أجمل مما يجب
أروع مما يفترض
مخيفة أنتِ .. مرعبة
ماذا لو مرّ بالقرب منكِ
نهر الكوثر ؟!
سيشرب من ريقكِ
وعليّ أن أمنعه
ماذا لو دنى منكِ السّحاب ؟!
عليّ أن أخمش صدره
وأبعده
وماذا لو لمحتكِ الملائكة ؟!
ياالله .. أيّ معجزة خلقتَ ؟!
وأيّ فاتنة أنا عشقت ؟!
أحبّكِ أكثر من طاقتي
لهفتي عليكِ لا تسعها اللهفة
تعالي ..
لأموت في كنفِ شهوقكِ
قبل أن يقضمني التّراب
ويسرقني جوف السّدى
أغار عليكِ
من نبضِ قلبي !!
وأخشى عليكِ
من قصيدتي !! .
مصطفى الحاج حسين .
سوريا ..
صرخة الرّماد ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
مانفع القصائد
إذا قلبي ينام في العراء
وتتكالب عليّ أحرفي ؟!
وتحفرني دمعتي
لتدفن البيداء في آهتي
تعلّمت منكِ قصائدي
تعذيبي !!
أحرفها تهزأ من لوعتي
تتسلقني لغتي
لتكمّم رؤاي
وتقودني إلى خربة أوجاعي
مدّي إليّ مسافاتكِ
أخرجيني من جهنم أشعاري
ماعدتُ أكتب
على أوراقِ النّدى
تاريخ احتراقي
علّمني عشقكِ لغة الانتحار
يكتبني القبر
على لافتةِ الانتظار
وأنا أسرق من العتمةِ
قوافي الاحتضار
يمسكني انهزامي لو أردتُ
الابتعاد عن حبّكِ برهةٍ
حبّكِ سوّر أنفاسي بالنار
ليتني أنساكِ لليلة
لينام دمي
ويرقد في حنيني الإعصار
لماذا كلّما توغلتُ
في دروبكِ
أكتشف إنّني ضيّعتُ المسار
كفاكِ تتهرباً
من واحاتِ حلمي
انظري إلى فضائي
فقد حلّ به الدّمار ؟!
أحبّكِ
رغم مشيئة الأرض
مهما تباعدت ما بيننا
.
محطات الأقدار
أتحدّى أن تجدي غيري
يرضى لروحهِ الانكسار
ويهديكِ على مرّ حبّهِ
رايات الانتصار
أعترفُ بهزائمي كلّها
صارت خيبتي
بحجمُ مافي الدّنيا
من ركامٍ وأحجار
ماكان الهوى .. ولا كنتُ
كم عليكِ أن تحملي
من ذنوبٍ وأوزار ؟!
ليتني لم ألد
في زمنٍ كنتِ فيهِ
الليل والنّهار
وليتَ حبّي ظلّ في داخلي
وما انفضحت الأسرار
سأكرهكِ
وأهجر روابيكِ
وما بداخلكِ من صحارى و قفار
لا يمكن لقلبي
أن يبقى لاهثاً خلفكِ
مثلَ الحمار
آن له أن ينخلعَ
من بردكِ
كما يُخلع المسمار
ضيعتُ عمري
وأنا أصهل
في ساحاتِ الغبار .
مصطفى الحاج حسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق