اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

مقال في القصة القصيرة جدًا | رائد الحسْن/ العراق


القصة القصيرة جدًا جنس أدبي مُستَحدَث، ولدتْ مِن رحمِ أدب القصة وانبثقتْ مِن ثناياها، لكنها أخذتْ تفرّدها واستقلاليتها لتواكب مُعطيات العصر والغاية التي كانت سببًا لوجودها وانتشارها على هذا المنوال.
فمع تسارع وتيرة الحياة ومُتطلبات الواقع والاحتياج لفن أدبي يلائم ويناسب ويلبّي حاجة المُتلقي الذي يعاني من ضغط قصر الوقت المستمر الذي ينفذ منه بسرعة وزخم وشدّة عوامل الحياة المُختلِفة المُتفرِّعة المُتشابِكة، كانت الحاجة إلى القصةِ القصيرة جدًا بشكلها الحالي.

لم يعد أغلب الناس قادرين على قراءة رواية طويلة أو حتى قصة قصيرة تتألف من صفحات عديدة؛ فهنا استوجبت الحاجة والتوجّه إلى فن أدبي قادر أن يحمل فكرة موجزة مُكثَّقة تحمل بين ثناياها غالبًا رسالة تؤطّرها شروطًا وأسسًا تحميها مِن الشطط والابتعاد عن الاجتهاد لتمنحه المعلومة والتأويل الذي ينفتح حسب ذهنية المُتلقي الذي يعيد إنتاج وقراءة ما تلقّاه، فيستوعبها ويتذوقها ويهضمها بأسرع وقت، ليتلقى غيرها.
لذلك وحسب رأيي الخاص، أرى بأن الققج يجب أن لا تزيد عن أربعين ولا تقل عن أربعة عشر كلمة، خاصة مع ظهور جنس أدبي جديد وهو فن قصة الومضة، الذي بوجوده توضّحت معالم فن القصة القصيرة جدًا، أكثر وتمَّ فك الاشتباك عن ذلك النوع مِن النصوص التي يتم فيها طرح فكرة وامضة؛ فالقصة القصيرة جدًا تحمل عنوانًا يُلمّح ولا يصرّح(على أن لا يتجاوز عدد كلماته الاثنتين كحد أقصى، لأنه لا يحتمل أكثر من ذلك) ومع المتن تتكامل الفكرة، وبوجود حبكة في السرد تتصاعد تدريجيًا لتؤمِّن قفلة صادِمة تلتقي مع العنوان في دورة تكاملية تهب القارىء المعلومة والفائدة والمتعة.
وليس كل كاتب قصة قادر على كتابة هذا النوع من الجنس الأدبي، فكثير من كتّاب القصة تتسرب بصمته ككاتب قصة قصيرة(مثلًا) إلى قصته القصيرة جدًا ويكتبها كأنها قصة قصيرة مختصرة جدًا ضمن مواصفات القصة القصيرة وليست ضمن مميزات القصة القصيرة جدًا بأركانها المعروفة، وهذا خطأ كبير للأسف يقع به الكثير مِن الكتّاب وينسون بأن هذا الجنس الأدبي الجديد هو جنس مستقل له خصوصيته ومميزاته التي تميّزه عن باقي فروع القصة وأنواعها.
تطوّرت القصة القصيرة جدًا في السنوات الأخيرة ولم تأخذ شكلها النهائي بعد، واعتمدت الشكل الأميبي المُتغيّر المُتحرّك، رغم الاتفاق(بشكل عام) على أركانها المعروفة، مِن تكثيف وسرد، ووجود الحبكة وحضور المُفارقة، والتسريع، وتنتهي بقفلة مدهشة، مع توظيف الجمل الفعلية، والاستعانة بخاصية الحذف، ومراعاة شروط هذا الفن الجديد، والعمل بعناصره التقنية، مِن ترميز، وأنسنة، وتشخيص، وتناص، واهتمام باللغة وبحركات التشكيل وعلامات الترقيم، وتنويع في البدايات والنهايات.
وفي المقابل، يجب الابتعاد عن عدد مِن الإشكاليات والسلبيات التي يقع بها الكثير ممن يكتبونها، وممكن تلخيص أهمها في ما يلي: الإسهاب، التفكّك، التقريرية والمباشرة، غياب التكثيف، تغليب النفَس الروائي أو القصصي، المَيل إلى الأحجية والنكتة، سوء استخدام الرمزية واستسهال عملية كتابتها.
وسأركّز هنا على أهم سلبيتين، هُما: غياب التكثيف، وسوء استخدام الرموز.
القصة القصيرة جدًا، هي فن تكثيف التكثيف والإنجاز في ألإيجاز بأقل الجمل وأدَّق التعبيرات وبعيدًا عن تكرار الكلمات، لخلق أفق رحب من الفكر والتصوّر ولتقديم الفكرة بشكل مُركّز، والتكثيف هنا ليس المقصود به قلّة الكلمات بل نعني: حذف أية كلمة غير ضرورية وزائدة، والتي عندما نرفعها ونحذفها، لا تترك أثرًا على المعنى أو على فكرة المتن.
وهناك بعض الكتّاب يستخدمون الرموز لتلغيز نصوصهم، ظنّا منهم بأنه كلما كان النص مُلغّزًا فسيكون ذلك أفضل، على مبدأ التلميح دون التصريح ثم سينفتح على تأويلات كثيرة، وهذا ليس بالصحيح، لأنهم هنا يضعون نصوصهم في خانة الأحجية والإبهام والالتباس، ومنهم لا يتركون مفتاحًا واحدًا، حتى مِن خلاله يتم فك (طلسم) النص؛ فالرموز يجب أن تُستَخدم لخدمة وتوضيح فكرة النص وليس لزيادة تعقيده، ففتح أبواب التأويل لا يرتكز على عُكَّازة الغموض وهنا يتطلَّب، كاتب مُتمرّس..ذكي حذق ماهر كفوء له معرفة بتقنيات السرد، مُتمكّن، له رصيد ثقافي وخزين معرفي ينهل منهما، مع امتلاكه رؤية واضحة تستوعب أركان هذا الجنس الأدبي، ليخرج النص أقرب إلى التكامل مُلبِّيًا كل الاحتياجات وجميع المتطلبات.
القصة القصيرة جدًا، هي جنس أدبي مُستقل وفرع جديد مِن فروع القصة تواكب الزمن، وبرأيي هي أصغر وحدة (أدبية بشكل عام وقصصية بشكل خاص)، قادرة على حمل أفكارًا معيّنة وإيصال رسالة سامية مِن الكاتب إلى القارئ بوقتٍ قصير ومِن خلال مبدأ تكثيف التكثيف وبكلمات محدودة وبشكل سلس وواضح، وإن حمل رموزًا؛ فلخدمة فكرة النص، وليس لمنحه صفة الغموض، بل حتى يُعاد الإنتاج لتلائم فكرته، الحالة المُعاشة والأقرب إلى واقع المُتلقي، الذي قد تختلف(الفكرة المُستَنتجة) مِن شخص لآخر وحسب مُعطيات عديدة ومُسبِّبات كثيرة تتعلّق ب (القارئ) شخصيًا وبواقعه الحياتي وظرفه الاجتماعي وضمن إطار شروط ومبادئ معروفة.
وأرى بأنها ستنتشر سريعًا في الأوساط الأدبية ويكثر كتّابها ونقّادها وقرّاؤها وكل مُهتَم بها، وسيفرز المستقبل الكثير من إيجابيات هذا الفن الأدبي الرفيع الصعب والذي يستسهله الكثيرون للأسف وربما يشهد تطوّرًا آخر ولا يتوقف عند حد معيّن مادام يهتم ويلبي حاجة المُتلقي المتغيّرة ظروفه دائمًا.
____________________________________________________
رائد الحسْن/ العراق
قُرِأَ هذا المقال في ملتقى القصة القصيرة جدًا في الجزائر/ مجلة الإبداع العربي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...