"كبرياء"
رفع إحدى كفيـه ملوحـاً لتلك المبتعـدة، لمع بين أضلاعـه خيط وجـع داس عليـه بثقـة هامسـاً في أُذني قلبـهِ بصرامـة :
-الرجـال لا يركعـون.
"رحمة"
تعالى الصراخ في الزقاق المزدحم برجال يجرون خلفهم أجساداً مغطاة بالسواد. لا تسمع سوى أصوات خطواتهن البائسة. تقهقرت كفها المرتعشة سالكة طريقها إلى كفه الأسمر الغليظ حيث تجد وطنها هناك في كل مرة. استلقت على شفتيها ابتسامة رضا بعد أن أيقنت من أنها قد حظيت دونهن برجل.
"أمنية"
خلف العارضة الزجاجية أخذت تأكل بعينيها البلاستيكيتين كل شيء تسكنه الحياة.
شدتها ملامحهم المرنة، تعابير وجوههم التي تلين تحت وطأة المشاعر.
سكنتها رغبة في أن تملأ جوفها دماً، أن تكون إحداهم،أن ترتدي قفطاناً وتتجول في الشوارع تحت المطر، أن... تشعر بالبرد.
الزمان: صباح ككل الصباحات.
المكان: شارع يستلقي بهدوء أمام محل للدمى.
الحدث: طلقات نارية اخترقت صدر الصباح المستفيق تواً.
ما إن امتصت عقارب الساعة تلك الأصوات المدوية حتى بدأت تلملم صرخات اليتامى وأمهات يحتضن حمل بطونهن مضرجاً بدماء هابيل.
أخذ الرصيف يلملم على جسده أطراف الثوب في خجل، صارخاً :
"ما هكذا الإنسانية يا بني البشر.."
في زاوية بعيدة مظلمة ما زال ذلك الطفل المرتعد يحاول أن يلج علبة دمى فارغة عند حاوية القمامة في حين أن هناك من فقد أمنيةً للتو.
لم تعد تلك الدمية البلاستيكية ترغب في أن تشعر بشيء، سكنها الرضا بما هي عليه.
أغمضت عينيها بصمت ولم تفتحهما مجدداًً.
"مشاعـر"
كانت هناك في كل مكان من ذاكرته المزدحمـة، فكل فكرة حاول فيها أن يتمرد على قلبه العاشق كان لها فيها النصف.
"غفلة"
بفضول حدق خيط اللهب الفتي بملامحها المكتنزة باليأس، تمايل مغتراً بعوده الممشوق المنعكس في مرايا عينيها القاتمتين. شغله التمايل عن رؤية التجاعيد التي بدأت تلف قوامه بنهم، التفت باحثاً عن طيفه الغض في حدقتيها الباهتتين غير أنه لم يلمح سوى خيط دخان هزيل زفره لهب مسن فارق الحياة للتو.
"إنسانية رغيف"
كف الرغيف الساخن على استحياء رائحته عن طريق ذلك اليتيم العابر لئلا يوقظ جوعه بغتة، غير أن صاحب البطن السمين لم يبصر ما أبصره الرغيف حين أعمل السياط في نبراته لتنطلق غارسة حوافرها في جنبات جوعه بلؤم.
"مبدأ"
ما زالت تحتضن سمكتها على الرغم من مرور ثلاثة أيام على موتها. حاول والدها جاهداً لإقناعها بشراء أخرى.
نظرت إلى زوجته الحسناء بتحد وقالت له:
ـ الموتى لا يُبدلون.
"قارئة الفنجان"
جلست العرافة المسنة وراحت تتمعن في بقايا القهوة في قعر فنجان ذلك الجندي المتغطرس لتأتيه بنبوءة أكثر وقاحة من نظرات عينيه.
تلعثمت الكلمات على لسانها قبل أن تهمس بحيرة:
- أرى كلاباً ترقص على جثث أسود يا سيدي.
رمقها بنظرة حادة ثم التفت ليحدق بعينيه الضيقتين بجثة الفتاة التي ثقب رصاص مسدسه جبهتها الغضة قبل قليل.
؛؛؛سحر الغروب؛؛؛
رفع إحدى كفيـه ملوحـاً لتلك المبتعـدة، لمع بين أضلاعـه خيط وجـع داس عليـه بثقـة هامسـاً في أُذني قلبـهِ بصرامـة :
-الرجـال لا يركعـون.
"رحمة"
تعالى الصراخ في الزقاق المزدحم برجال يجرون خلفهم أجساداً مغطاة بالسواد. لا تسمع سوى أصوات خطواتهن البائسة. تقهقرت كفها المرتعشة سالكة طريقها إلى كفه الأسمر الغليظ حيث تجد وطنها هناك في كل مرة. استلقت على شفتيها ابتسامة رضا بعد أن أيقنت من أنها قد حظيت دونهن برجل.
"أمنية"
خلف العارضة الزجاجية أخذت تأكل بعينيها البلاستيكيتين كل شيء تسكنه الحياة.
شدتها ملامحهم المرنة، تعابير وجوههم التي تلين تحت وطأة المشاعر.
سكنتها رغبة في أن تملأ جوفها دماً، أن تكون إحداهم،أن ترتدي قفطاناً وتتجول في الشوارع تحت المطر، أن... تشعر بالبرد.
الزمان: صباح ككل الصباحات.
المكان: شارع يستلقي بهدوء أمام محل للدمى.
الحدث: طلقات نارية اخترقت صدر الصباح المستفيق تواً.
ما إن امتصت عقارب الساعة تلك الأصوات المدوية حتى بدأت تلملم صرخات اليتامى وأمهات يحتضن حمل بطونهن مضرجاً بدماء هابيل.
أخذ الرصيف يلملم على جسده أطراف الثوب في خجل، صارخاً :
"ما هكذا الإنسانية يا بني البشر.."
في زاوية بعيدة مظلمة ما زال ذلك الطفل المرتعد يحاول أن يلج علبة دمى فارغة عند حاوية القمامة في حين أن هناك من فقد أمنيةً للتو.
لم تعد تلك الدمية البلاستيكية ترغب في أن تشعر بشيء، سكنها الرضا بما هي عليه.
أغمضت عينيها بصمت ولم تفتحهما مجدداًً.
"مشاعـر"
كانت هناك في كل مكان من ذاكرته المزدحمـة، فكل فكرة حاول فيها أن يتمرد على قلبه العاشق كان لها فيها النصف.
"غفلة"
بفضول حدق خيط اللهب الفتي بملامحها المكتنزة باليأس، تمايل مغتراً بعوده الممشوق المنعكس في مرايا عينيها القاتمتين. شغله التمايل عن رؤية التجاعيد التي بدأت تلف قوامه بنهم، التفت باحثاً عن طيفه الغض في حدقتيها الباهتتين غير أنه لم يلمح سوى خيط دخان هزيل زفره لهب مسن فارق الحياة للتو.
"إنسانية رغيف"
كف الرغيف الساخن على استحياء رائحته عن طريق ذلك اليتيم العابر لئلا يوقظ جوعه بغتة، غير أن صاحب البطن السمين لم يبصر ما أبصره الرغيف حين أعمل السياط في نبراته لتنطلق غارسة حوافرها في جنبات جوعه بلؤم.
"مبدأ"
ما زالت تحتضن سمكتها على الرغم من مرور ثلاثة أيام على موتها. حاول والدها جاهداً لإقناعها بشراء أخرى.
نظرت إلى زوجته الحسناء بتحد وقالت له:
ـ الموتى لا يُبدلون.
"قارئة الفنجان"
جلست العرافة المسنة وراحت تتمعن في بقايا القهوة في قعر فنجان ذلك الجندي المتغطرس لتأتيه بنبوءة أكثر وقاحة من نظرات عينيه.
تلعثمت الكلمات على لسانها قبل أن تهمس بحيرة:
- أرى كلاباً ترقص على جثث أسود يا سيدي.
رمقها بنظرة حادة ثم التفت ليحدق بعينيه الضيقتين بجثة الفتاة التي ثقب رصاص مسدسه جبهتها الغضة قبل قليل.
؛؛؛سحر الغروب؛؛؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق