مضت القرونُ على رحيلك سيدي
وســراجُ دربــِـك لم يـــزلْ مــلآنــا
يــا منْ زرعـــــتَ بنا المحـــــاسنَ كــلـــها
وتركـــــتَ فــينا ســـنةً قــــرآنــا
ورسـمتَ في دنيــا العبــادِ شريــــعة ً
سطـعتْ كشـمسٍ للضحى أزمانا
ومكـــــثتَ عُـــمْرك تَهتدي بك أمـــةٌ
أمســى الحليــمُ بشأنــها حــيرانا
نامتْ على كــلِ الجـــراحِ كـأنــها
مــا عـــــادَ فـرسانٌ لهـا فرســــــانا
لِــيَهِلّ مــيــــلادُ الحــبيــب بصـرخــةٍ
تَنْــعِــي بــلادا مُـــزّقتْ ألـــــوانا
وتــعــودَ ذِكــــراهـ بدمع ِعروبة ٍ
بكــتِ المــآقي ذلــــةً و هـــــوانا
أَتـحـــلقُ الأقزامُ فوق ديــــارنـا؟!
وتميتُ في مدنِ الســــلام أمــانــا
وتمــزّق الأوطــانَ في أحشــائِنا
ويســودُ في جــنح الظــلام ِ عِدانا
وتقطـــعُ الأوصــالُ في بلداننا
ونَضيــعُ في حضن الذئــاب هَوانا
وتنكسُ الأعلامُ فوق رؤوسِنا
وتغيبُ في الأفـقِ البعــيدِ رؤانا
لنعيشَ كالأغرابِ في أقطارِنا
ويمــورَ في بحــرِ الخِصــام هُدانا
ونغوصَ كالبركانِ في أحزاننا
وتتيهَ في وسطِ الزحامِ خُطانا
فلعلَ في ذِكراكَ نجمعُ شملَنا
تغدو الحياة ُ سكينةً وجنانا
ونعودُ بالقرآنِ أعظمَ أمة ٍ
عَزَفَتْ لها بين الورى ألحانا
سيدي يا رسول الله ||
للشاعر : عبد الرشيد راشد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق