غائراتٍ فــي وجهِـه كـــالوهـادِ
بينَ عـينيـهِ تَلَّةُ مــــنْ رُكــامٍ
لبقايـا الأيّـام مـــن عهـد عـادِ
كم مـن الذّكريات تحت الثّنايـا
خـبَّئتْ كـــلَّ مـاكـِـثٍ أو غـادِ
كــم ملمّاتٍ مُوجـعاتٍ أمـاتَتْ
كــلَّ غضٍّ فــي وجهِه واعْتدادِ
كـــــم مسَرَّاتٍ تهادت بـرفقٍ
علّها تمسح الشّـحوبَ البـادي
هـــيَ طَيَّاتٌ لم تعُدْ تتلاقى
مثلَ خَطَّيّ راحَـةٍ فــي الأيادي
أصــبحَ العـمرُ بـارداً كـصقيعٍ
أيْبَسَ الجِلدَ كالثَّرى في البوادي
واكْتَسى الرِّمشُ فوقَ عينِهِ ثلجاً
فَبَدَتْ مثل الكهفِ في الأِسْودادِ
و اضْمَحَلَّتْ شــفاهُــه كــتِلالٍ
نحتَـتْها يَـدُ الـرياحٍ ..الشِّــدادِ
و تَـبَدَّتْ أســـنانُـه ُ كـجُـذُوعٍ
كـسَّرتْهـا ريــحٌ رَواحٌ غـوادي
تَحسَبُ الدَّهرَ خَدَّدَ الخَدَّ فيــه
سـارِقـاً منــهُ صَـبْـوةَ الأورادِ
اِنْ فكـكتَ الـرّموزَ فـي وجهه
فهـي وصايا الجدود.. للأحفادِ
تنظرُ العينُ فــــي أخـاديدها
حـائرة" بين الأمسِ والميعادِ
أَبَـتِ الأيّــــامُ الأُفـُولَ... اذا
لـمْ يرتبطْ حبْلُها مـع الأجسادِ
بقلمي من الدفاتر القديمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق