اعتادت أن تناديني بهذا الاسم ( ياسو ) تحبباً وتأكيداً على الوئام والمحبة والوفاء الذي عرفت فيه بين كل من عرفها ، فكيف إذا كان ذلك أخوة تجمعنا منذ أكثر من أربعين سنة ، أي من يوم عرفتها طالبة متفوقة في الدفعة الأولى لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية .. وهي النجمة الأولى الأقرب إلى القلب في معظم أعمالي الدرامية التي كتبتها للإذاعة والتلفزيون ، وشريكة الأسفار في الداخل والخارج .. وفي المحافل المحلية المحلية والعربية والدولية ، وفي العديد من التكريمات التي أكبر فيها بوجودها .. وهي المقدمة لأكثر من برنامج درامي ومنوع أنجزته للفضائية السورية وقناة الدراما . والضيفة الأولى في معظم برامجي التلفزيونية .. وكأن الحياة قسمت لنا أن تكون في جوانب كثيرة منها احتفاء بالفن مع من قلت عنها يوما : هي من أريج بنفسج الشام العتيق .. من عبق الورد الجوري والياسمين .. من روح زهر النارنج والعنب والرمان .. من أقحوانة الحب الدمشقي الأصيل منذ أن تخرجت من الدفعة الأولى للمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1981 .. المستمرة بالعطاء بلا حدود .. وهي أستاذة العلاقات الإنسانية والاجتماعية .. أستاذة الأداء والطلة الحاضرة بقوة .. أستاذة الدراما وخاصة فن المسرح .. نجمة بل أستاذة الأعمال الكوميدية والاجتماعية البيئة والمستحقة في فيلم توثيقي أنجزته يوماً عنها لقب ( بنفسجة الروح ) الفنانة القديرة الكبيرة وفاء موصلي.
وفاء موصلي من أسرة دمشقية عريقة وأصيلة ومن أشهر أسر منطقة القنوات الخصبة بوفرة مياهها والمتوارثة المعشر الطيب والخيير ، وقد ولدت 1 تشرين الثاني بمنطقة المهاجرين ، ثم نشأت في منطقة المزرعة ودرست في مدارسها .
عرف عنها ومنذ المرحلة الابتدائية شغفها ورغبتها في الإكتشاف وحب التعلم والمشاركة بمختلف الأنشطة المدرسية .. منها العزف مع الفرقة الموسيقية على آلة الأوكرديون .. ولجدودة أدائها وسلامة نطقها إضافة لموهبتها الغنائية وامتلاكها حنجرة صافية صداحة ، كانت من المتفوقات الاوائل في المرحلة الإعدادية والثانوية من خلال مشاركاتها بالمسرح الغنائي والنوادي المسرحية المدرسية ..
لم يكن في مخطط حياتها أن تدرس فن التمثيل بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة ، فقدمت أوراقها لتدرس الهندسة المعمارية والديكور الداخلي في فرنسا .. وما أن انتهت من كامل الإجراءات وترتيب حاجيات السفر في حقائبها ، أخبرتها والدتها اطال الله في عمرها بأن وزارة الثقافة تعلن عن افتتاح المعهد العالي للفنون المسرحية .
وعلى الفور ودون ترددأفرغت حقائبها مقررة تقديم أوراقها للمعهد بعد موافقة وتشجييع والدها رحمه الله ، وكأنها أعلنت بذلك أنها ستكون من الطلبة المقبولين دون منازع ، وهكذا تقدمت للاختبار وفازت بقرار اللجنة بالقبول الذي جعلها من أوائل أوائل الفتيات السوريات اللواتي يدخلن مجال التمثيل الأكاديمي ..
لم يكن المعهد العالي للفنون المسرحية مجرد هاجس ورغبة في الدراسة الاكاديمة وحسب وإنما بحث مستمر عن تقديمها التنوع الأفضل في المشاركة كممثلة مثقفة تبحث وتنقب عن كل ما هو جديد ومبتكر .. مما أهلها لأن تلفت انتباه أساتذتهاتها الذين وثقوا بملكاتها وقدرات مواهبها الفنية ، وحالة التحدي لأن تكون الأبرز في المنافسة مع شركائها الطلبة .
ومضت سنوات الدراسة الأربعة وكأنها تعيش ورشة عمل يومي ، تنهل من العلوم المسرحية والمعارف الثقافية وتتدرب على أدوات ومفردات الممثل ، إلى أن جاء موعد التخرج فشاركت بمشروعين أنجزهما الطلاب الأول سهرة مع أبي خليل القباني للراحل سعد الله ونوس واشراف الراحل الدكتور المخرج فواز الساجر ، والمشروع الثاني السيد بونتيلا وتابعه مات للكاتب ومن إشراف المخرج المبدع أسعد فضة أحد مؤسسي المعهد ، وبعدها سافرت الى لننغراد لتتابع دراساتها العليا وكانت الطالبة العربية الوحيدة في دفعة المخرج العالمي فيوركي الكسندر فيتش توفتنوكف ..
يتبع ...
ــــــــــــــــــــ
👃البورتريه بريشة الفنان المبدع Issam Ismandar .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق