اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مالك يا ملاكي | قصة قصيرة ... * وداد معروف - مصر

⏪⏬
علي مدار سنوات لم أعط لخيالي البراح أن يتوقف طويلا عند أحداث تلك الليلة، ربما كنت أهرب من لسعات الألم التي تحاصرني كلما تذكرت، أو ربما أردت أن أغلق قلبي على تفاصيلها التي لا أتحمل اجترارها ثانية، لكني الليلة لا أدري لِمَ بعد خمسة عشر عاما من طيها وجدتني أفتحها؟ ربما لأن فرحتي بقدومه لم أتذوقها بعدها أبدا، طعم الفرح به تعجز الكلمات عن وصفه، يكفي أن أقول أنها كانت الفرحة الوحيدة الحقيقية في العمر، كنت أتأمله ولا أصدق أنه بين يدي، ملامحه التي تشبه كثيرا أباه، عيناه السوداوان وحاجباه الكثيفان، طبع الحسن في ذقنه، لونه القمحي الخفيف، أخيرا أصبح لي ابن في حضني، فقدت ابنتي عقب الولادة مباشرة، ما أبأس الأم حينما تنظر بعد وضعها حملها فلا تجد مولودها بجوارها، تسمع الكثير من كلمات المواساة لكن أنين الفقد في قلبها لا يتوقف، السرير الخالي إلا منها وحدها وجع ما بعده وجع، الآن لدي ابن ارضعه حقيقة ها هو ملتصق بصدري، احتفلنا بسبوعه على ثلاثة أيام؛ يوم لعائلة والده ويوم لعائلتي ويوم للأصدقاء والزملاء، قالت لي صديقتي حينما رأتني أحمله وأحتويه في صدري وعيني والهة عليه :
كأني بك تودين لو وضعته بين جلدك ولحمك !
تأملتها وأنا ابتسم وأهمس لنفسي، ليتني أستطيع، كنت أتأمله وأنا غير مصدقة، لا أدري لم سيطر علي شعور أني لن أكون أما أبدا حتي وهو بين يدي، وكان هذا مما شوش فرحتي به، هذا اليوم الفارق في عمري كله، رفض مالك ثديي وازرق وجهه وبردت يداه، فزعت فلم يمض على مولده سوي ثلاثة عشر يوما، نعم كنت ألاحظ أن يديه دائما باردتان وهناك ازرقاق دائم في أصابعه ؛ لكنه كان يرضع وينام ويصحو وأنا بجواره أتأمله، حتي توقف عن الرضاعة تماما طار زوجي علي طبيبة الأطفال، فلم أكن أقوى على المشي جرح الولادة لم يلتئم بعد، عاد يهرول ويستعد للذهاب به إلي مستشفى المدينة كما قررت الطبيبة، يحتاج إلي اسطوانة الأكسجين فورا، قطعت السيارة مسافة ثلاثين كيلومتر على جسدي، نظراته الغاربة واستكانته تمزقني، جسده الضعيف والخراطيم التي غرست إبرها في رقبته وقدميه، مشهدها يقبضني، تولت أمي حمله ورعايته، فقد عجزت قدماي أن تحملني، جلست في زاوية أتابعه، لهفة أمي وبكاؤها أرعباني أكثر، نظرت لي وأنا جالسة وقد غرقت ملابسي بحليب صدري، فخرجت منها هذه الدعوة العجيبة : يا رب ما يتقفل لك صدر يا بنتي شعرت برهبة من الدعوة؛ أيكون ما تخافه أمي حقا ويفارقني مالك وتغلق أزرار عباءتي ويجف صدري ! أ تغادرني تلك الفرحة قبل أن تكتمل! أأحرم من هذا الوجه الجميل؟ للمرة الثانية يحتوي التراب وليدي ! هذا التأمل لملامحه المليحة واستعذابي النظر إليه تخلو منه حياتي هذا الحضن الذي يشبعني ويملأني سعادة يخلو منه صدري! رب لا تسئني فيه… ربي رده إلي ….أعدني به سالما إلي بيتنا، أحاط بسريره الأطباء والممرضات، الحركة في الغرفة دائبة، نفسه يبطئ فتتعالي دقات قلبي، تركته أمي وجاءتني، افزعها اصفرار وجهي ودموعي المدرارة وتقلب وجهي في السماء ضارعة أن يهبه الله لي مرة أخري، دعوت كثيرا ، حتي شعرت أني هناك في السماء السابعة، قريبة جدا من رحمة الله، وقفت أمي مشفقة ملتاعة خائفة من الدقائق القادمة ووقعها علي، تنظر لي وترفع بصرها للسماء تستجديها اللطف في القضاء، خارت قوي زوجي فجلس في زاوية شاردا حزينا، يدعو ويبتهل، وبين كل فينة وأخري يذهب له يقبله ويبكي، فملاكي الراقد في الفراش تحشرجت أنفاسه، وبدا أن الشمس التي أشرقت في بيتنا أصابتها غيمة كثيفة؛ فلملت أشعتها مبكرا لتهم بالمغادرة، مددت يدي أمسح علي جبين ملاكي أقبله ودموعي تسبقني علي خده، أحاول احتضانه، تمنعني الخراطيم، أخشي أن تؤلمه الإبر أكثر، فأخفف من لمسي لزهرتي الغضة خشية أن تجرح، عيناه تغربان فيذوب قلبي ويجف حلقي، تأخذني أمي في حضنها فلا يدفئني هذه المرة، أرتعد كأني في صحراء باردة مظلمة مرعبة وأنا فيها وحدي، زادت حركة الطبيب والممرضات، استدعوا الاختصاصي جاء قلّبَ فيه تهامسوا، التفتُّ، اقترب الطبيب وهمس لأمي، أحاطت بي الممرضات يمسحن علي صدري ويربتن علي يدي، ارتفع صوتي … لا لا سقط زوجي علي الأرض خذلته ساقاه، عدت أنا وزوجي لنشيع حلمنا الجميل إلي مثواه الأخير.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...