⏪⏬
ذات صباح مُغرقٍ في اللاحياة، انتعلتُ رحيلي، وتشبّثت بحافّة الحكاية أناظر عبور الكلمات.
كان ذلك منذ عقدٍ من الوجع... منذ انسكابٍ ضنينٍ للزمن.
وقفتُ بذهول عَبرةٍ شاردة، وروزنامتي مزدحمة بالحروف... بالشجن... وهَطلِ العمر.
في يدي اعتقلتُ أمتعتي...: مجموعة من الدفاتر وأقلام الحبر، ومنبّه قديم اقتنيته ذات انتظار.
وأمام واجهة النسيان، رحتُ أصفّد توقّد الحسرة.
تجمّلتُ بقليل من البهجة، وارتديتُ الشرود قناعاً.
لملمتُ أشيائي المنهمرة حنيناً، وجمعتُ أشلاءَ ابتساماتٍ عابرة.
وعندما أصبحتُ على شفا الاغتراب، أتاني ذاك الصدى من عمق اللامكان.
كان ...
صوتاً عابقاً بضوع الأمان... بنكهة الطيب والبيلسان.
نغماً هارباً من فرادةِ روح، من غرائبية أسطورةِ الرحيل والإياب.
سمفونيةَ عشقٍ من زمن الحلم والخيال.
تلفّتُّ على حين رجاء، علّ ناظري يعانق العودة بعشق، بدلال...
طرحتُ غربتي جانباً، وتوقّفتُ ذات أملٍ في استقبال دعوةٍ لاحتفالية الرجوع...
ولكنّي، في ترقّبي، فاتني أن أقرأ السطور.
أن أنتظر...
أن أُمعن السمع...
أن أجول برَويّةٍ بحثاً عن مصدر النداء.
توقّدي غلب وقاري...
فسارعتُ بكامل تدفقي، أناقتي وبعثرتي... أفتّش عن بارقةٍ... عن يقين.
ومجدّداً، عند قارعة الحكاية تصلَّبت لهفتي.
من أين أتاني ذاك العزف البهيّ!!!
لا شيء سوى الفراغ...!
خواءٌ في المكان والروح...
خلاءٌ في أزقة الخَفق، وأروقة الفكر...
شغورٌ غصّ به الوجدان، وملأ الفضاء سراباً وجمودا...
ليتني ما توقفتُ، ذات نداءٍ، أصغي...
ليتني ما تمنّيت..!
لو أنّي تابعتُ ارتحالي...
لربّما كنت اليوم هناك، في حديقتي، أغرس ورودي، أقلّم مشاعري، وأتمايل بغنجٍ مع أسرابٍ مهاجرة، في مساءات الشتاء الطويلة...
-
* براءة محمد الأيوبي
شاعرة من لبنان
ذات صباح مُغرقٍ في اللاحياة، انتعلتُ رحيلي، وتشبّثت بحافّة الحكاية أناظر عبور الكلمات.
كان ذلك منذ عقدٍ من الوجع... منذ انسكابٍ ضنينٍ للزمن.
وقفتُ بذهول عَبرةٍ شاردة، وروزنامتي مزدحمة بالحروف... بالشجن... وهَطلِ العمر.
في يدي اعتقلتُ أمتعتي...: مجموعة من الدفاتر وأقلام الحبر، ومنبّه قديم اقتنيته ذات انتظار.
وأمام واجهة النسيان، رحتُ أصفّد توقّد الحسرة.
تجمّلتُ بقليل من البهجة، وارتديتُ الشرود قناعاً.
لملمتُ أشيائي المنهمرة حنيناً، وجمعتُ أشلاءَ ابتساماتٍ عابرة.
وعندما أصبحتُ على شفا الاغتراب، أتاني ذاك الصدى من عمق اللامكان.
كان ...
صوتاً عابقاً بضوع الأمان... بنكهة الطيب والبيلسان.
نغماً هارباً من فرادةِ روح، من غرائبية أسطورةِ الرحيل والإياب.
سمفونيةَ عشقٍ من زمن الحلم والخيال.
تلفّتُّ على حين رجاء، علّ ناظري يعانق العودة بعشق، بدلال...
طرحتُ غربتي جانباً، وتوقّفتُ ذات أملٍ في استقبال دعوةٍ لاحتفالية الرجوع...
ولكنّي، في ترقّبي، فاتني أن أقرأ السطور.
أن أنتظر...
أن أُمعن السمع...
أن أجول برَويّةٍ بحثاً عن مصدر النداء.
توقّدي غلب وقاري...
فسارعتُ بكامل تدفقي، أناقتي وبعثرتي... أفتّش عن بارقةٍ... عن يقين.
ومجدّداً، عند قارعة الحكاية تصلَّبت لهفتي.
من أين أتاني ذاك العزف البهيّ!!!
لا شيء سوى الفراغ...!
خواءٌ في المكان والروح...
خلاءٌ في أزقة الخَفق، وأروقة الفكر...
شغورٌ غصّ به الوجدان، وملأ الفضاء سراباً وجمودا...
ليتني ما توقفتُ، ذات نداءٍ، أصغي...
ليتني ما تمنّيت..!
لو أنّي تابعتُ ارتحالي...
لربّما كنت اليوم هناك، في حديقتي، أغرس ورودي، أقلّم مشاعري، وأتمايل بغنجٍ مع أسرابٍ مهاجرة، في مساءات الشتاء الطويلة...
-
* براءة محمد الأيوبي
شاعرة من لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق