⏪⏬
كان الليل يزحف ببطء وكأنه مل المجيئ أو مهموما بشيئ ما، لكنه مضطر ففرش ظلمته في البراح متلكئا قابعا خلف سحابات رمادية
كانت تخفي جزئيا بعض ضوء القمر، والأرض طوال الوقت تتطلع نحو السماء في عشق مجبول وظاهر مفتونة او مجبورة لا يهم وحين تستكين الارض تحت ضوء القمر أخال أن بينهما حوارا صموتا.،على اثره يفرد هو نوره الفضي على المكان كالحرير البراق,
أقف في تلك الليلة الدافئة من ليالي النهايات الشتوية أرقب خصاصات الشيش التي تخفي حجرته،النور الخافت خلفها يشي بقلقه.قلت له في لقاءنا السابق:
العين مفتاح الروح،لا تحاول الافلات بالتكتم،وإن الصمت هو مقصلة للروح وللضمائر وحتى للمصائر.
لكنه إحتضن صمته كوليد يخشى عليه من كل ما حوله.هكذا أصبح عالقا في ماضيه كمن يحمل قنفدا كلما ضمه الى صدره أدمته أشواكه أكثر فأكثر.
قلت له يومها:
إن الروتين يقتل الروح ياعزيزي لا أحتمله بشكل شخصي فلك أن تختار إما الحياة أو تختفي بالظلمة وتجر نفسك لموت محقق بلا عشق فالعشق عندي معادلا للحياة نعم اؤمن أن العشق حياة ،ليس ماتريده عشقا ياصديقي ،لا تستعير كلماته إنه ليس مجرد بضع كلمات فمهما أنت غلفتها ونمقتها بما أريده وأشتهيه لن أصدق قشورها الواهية.ليس الحب أن أذعن لرغباتك،وليس الحب فقط أن أحتمل تقلباتك المزاجية، وليس حبا ذلك الذي لا يعترف برغباتي وطريقتي في أن أعلنه واحتفي به. أننا لا نسرق شيئا، حتى تخفي مشاعرك عني حين القاك..ليس البوح بعيب ينتقص من رجولتك كما أخبرتك وقتها.
لكنه أراد أن يعيش بطريقته هو فقط دون أن يفسح لطريقتي مكانا. أنا بت أكفر بكلمات ليس لها صدى يلمس روحي ومشاعري ولا ظل أراه أو أحسه طوال بقائي معه.
جعلني أتيقن أني اعيش مع ماكينة لرغبة تنسى أن تأتي حين أريدها وأطلبها وكأنها موقوفة عليه هو فقط بدعوى غير مفهومة دوما وحين أريد منه توضيحا لا يزيدني إلا غموضا ويتأكد عندي أنه ليس هو من أحببت.
لم اطالبه يوما أن يتغزل في ملامحي الذي يزعم غرامه بها رغم إن هذا ليس عيبا ولا حراما،وما طلبت منه التنازل من أجلي في أي من الأشياء،فقط اردت منه سماع صوته حين أكون معه،سواء في لحظات الحياة اليومية او الحميمية،كرهت أن يكون بفراشي كائن لا يصدر حراكا، يلجني في صمت مقبور كميت إحتمى بقبره ثعبان، كدت أن أكره نفسي وفراشى وحياتي بمجملها، قلت له
أني بدون صمتك أحس بالحياة، فلا تستدعي الفراق لأني أخترتك وأردتك وكنت ممتنا وأمسكت بي ضاما إياي وطلبت مني أن أبقى عمري وعمرك معا بلا فراق،وافقت ولما أخبرتك أنك لا تعطيني ما أستحق أحترت في صمت وكأني أطالبك أن تقرأ نصا صعبا باللغة الصينية بطلاقة.
أغلق بابه وأنكفأ على ذاته كما أخبرني صديقه بدلا من أن يستفسر مني إيضاحات أكثر..كيف فاتني أن أعرف أنه شخصية إكتئابية تتمنى في قرارة نفسها أن يسيئ لها أحدا حتى ينهل ويتغذى على حالات الإكتئاب.
بحثت في كل خرائط الدنيا، حددت الدوائر حول اسماء المنافي وأخذت أذرعها ذهابآ وجيئة أيهما الأبعد، خاطبتني الأبعاد التي صنعت لها ترتيبآ يبدأ بأقرب منفى، وعندما عرفنى المنفى الأخير بنفسه سلمته الأوصاف فأخذه التيه بعيدا إبتلعه من ذاكرتي فأغلقت أبوابي إلى أن إنتهى مقتفوا الأثر من محو آثاره فسار هو في إتجاه عكسي ومضى في طريق بلا رجوع.
سنوات مرت وكلما رأيته مارا منحن الراس تحت النافذة وقد إنكمش حجمه، لا أستغرب مروره الصامت بلا حس حتى قدميه صامتتين..يالله كيف يقولون بترف أن الواحد دائما يميل لضده، وهل تقبل الحياة مواتآ ؟
-
*نادية شكري
كان الليل يزحف ببطء وكأنه مل المجيئ أو مهموما بشيئ ما، لكنه مضطر ففرش ظلمته في البراح متلكئا قابعا خلف سحابات رمادية
كانت تخفي جزئيا بعض ضوء القمر، والأرض طوال الوقت تتطلع نحو السماء في عشق مجبول وظاهر مفتونة او مجبورة لا يهم وحين تستكين الارض تحت ضوء القمر أخال أن بينهما حوارا صموتا.،على اثره يفرد هو نوره الفضي على المكان كالحرير البراق,
أقف في تلك الليلة الدافئة من ليالي النهايات الشتوية أرقب خصاصات الشيش التي تخفي حجرته،النور الخافت خلفها يشي بقلقه.قلت له في لقاءنا السابق:
العين مفتاح الروح،لا تحاول الافلات بالتكتم،وإن الصمت هو مقصلة للروح وللضمائر وحتى للمصائر.
لكنه إحتضن صمته كوليد يخشى عليه من كل ما حوله.هكذا أصبح عالقا في ماضيه كمن يحمل قنفدا كلما ضمه الى صدره أدمته أشواكه أكثر فأكثر.
قلت له يومها:
إن الروتين يقتل الروح ياعزيزي لا أحتمله بشكل شخصي فلك أن تختار إما الحياة أو تختفي بالظلمة وتجر نفسك لموت محقق بلا عشق فالعشق عندي معادلا للحياة نعم اؤمن أن العشق حياة ،ليس ماتريده عشقا ياصديقي ،لا تستعير كلماته إنه ليس مجرد بضع كلمات فمهما أنت غلفتها ونمقتها بما أريده وأشتهيه لن أصدق قشورها الواهية.ليس الحب أن أذعن لرغباتك،وليس الحب فقط أن أحتمل تقلباتك المزاجية، وليس حبا ذلك الذي لا يعترف برغباتي وطريقتي في أن أعلنه واحتفي به. أننا لا نسرق شيئا، حتى تخفي مشاعرك عني حين القاك..ليس البوح بعيب ينتقص من رجولتك كما أخبرتك وقتها.
لكنه أراد أن يعيش بطريقته هو فقط دون أن يفسح لطريقتي مكانا. أنا بت أكفر بكلمات ليس لها صدى يلمس روحي ومشاعري ولا ظل أراه أو أحسه طوال بقائي معه.
جعلني أتيقن أني اعيش مع ماكينة لرغبة تنسى أن تأتي حين أريدها وأطلبها وكأنها موقوفة عليه هو فقط بدعوى غير مفهومة دوما وحين أريد منه توضيحا لا يزيدني إلا غموضا ويتأكد عندي أنه ليس هو من أحببت.
لم اطالبه يوما أن يتغزل في ملامحي الذي يزعم غرامه بها رغم إن هذا ليس عيبا ولا حراما،وما طلبت منه التنازل من أجلي في أي من الأشياء،فقط اردت منه سماع صوته حين أكون معه،سواء في لحظات الحياة اليومية او الحميمية،كرهت أن يكون بفراشي كائن لا يصدر حراكا، يلجني في صمت مقبور كميت إحتمى بقبره ثعبان، كدت أن أكره نفسي وفراشى وحياتي بمجملها، قلت له
أني بدون صمتك أحس بالحياة، فلا تستدعي الفراق لأني أخترتك وأردتك وكنت ممتنا وأمسكت بي ضاما إياي وطلبت مني أن أبقى عمري وعمرك معا بلا فراق،وافقت ولما أخبرتك أنك لا تعطيني ما أستحق أحترت في صمت وكأني أطالبك أن تقرأ نصا صعبا باللغة الصينية بطلاقة.
أغلق بابه وأنكفأ على ذاته كما أخبرني صديقه بدلا من أن يستفسر مني إيضاحات أكثر..كيف فاتني أن أعرف أنه شخصية إكتئابية تتمنى في قرارة نفسها أن يسيئ لها أحدا حتى ينهل ويتغذى على حالات الإكتئاب.
بحثت في كل خرائط الدنيا، حددت الدوائر حول اسماء المنافي وأخذت أذرعها ذهابآ وجيئة أيهما الأبعد، خاطبتني الأبعاد التي صنعت لها ترتيبآ يبدأ بأقرب منفى، وعندما عرفنى المنفى الأخير بنفسه سلمته الأوصاف فأخذه التيه بعيدا إبتلعه من ذاكرتي فأغلقت أبوابي إلى أن إنتهى مقتفوا الأثر من محو آثاره فسار هو في إتجاه عكسي ومضى في طريق بلا رجوع.
سنوات مرت وكلما رأيته مارا منحن الراس تحت النافذة وقد إنكمش حجمه، لا أستغرب مروره الصامت بلا حس حتى قدميه صامتتين..يالله كيف يقولون بترف أن الواحد دائما يميل لضده، وهل تقبل الحياة مواتآ ؟
-
*نادية شكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق