اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

واد غير ذي زرع | قصة قصيرة ... *رؤوف بوقفة

⏪⏬
كنت أواصل أعمال الحفر بوادي غير ذي زرع الذي رأيته في حلمي لأعثر فيه (قبل ان اغتال )على أعظم اكتشافات الإنسانية التي غيرت كتابة التاريخ , وأحلامي لم يكذبها الواقع يوما رغم أنه لم يصدقها كذلك ...

لا يهم فلا بد من هدف في الحياة تطارده بجد حتى ولو كان سراب فإن أمنت بالسراب فسيتحقق على يديك او تسحق على يديه...
الجو جميل , معتدل ,مناسب للقيام بنزهة وسط الحقول لمطاردة الفئران , او ما تبقى من الفئران , مسكينة الفئران ضحية العلم الحديث وآخر صيحات الاكتشافات العلمية التي أثبتت أن خلاياها تحتوي على مناعة عجيبة ضد السرطان بشرط ان تؤكل مسلوقة دون ملح في مياه تحتوي على نسبة قليلة من الكبريت
رجال الدين كالعادة اختلفوا في بادئ الأمر بين تحليل أكلها لأغراض علاجية وبين تحريمها و الكراهة التنزيهية والكراهة العرفية والكراهة الفطرية باعتبار أن بعض النفوس تعافها , لكن بعد إجماع الحكام العرب على أكلها وتنافسهم في تحطيم الأرقام القياسية في التهامها احتياطيا , اتفقت جميع المذاهب الإسلامية وغير الإسلامية على الترخيص بتناولها , بل العجيب أنه عثر على بعض الأحاديث التي تحث على أكلها
وكان موضوع التهام الفئران قد شغل حيز كبير في باب الإعجاز العلمي للكتاب والسنة , بل أن عدد كبير من فطاحلة العلماء قد أسلموا بعد أن اطلعوا على الإشارات القرآنية والأحاديث النبوية التي تكلمت على هذا الأمر كما فسرها العلماء المسلمين...
لم أتشرف بالتهام فأر طبيعي , الذي أصبح من النادر العثور عليه , فالفئران المتوفرة هجينة أو من سلالات غير نقية أو استنسخت في المخابر , أصبح الذهب أرخس من الفأر , بل تناقلت وسائل الإعلام أن رجلا في الغرب قايض بناته الثلاثة وزوجته بفأر واحد طبيعي رغم أنه مقطوع الذنب ومكسور الرجل وأعور
أو ذاك المجنون الذي كان مهر حبيبته فأر , ثم اكتشفت أن وثائق تسجيل الفأر مزورة فقامت قيامتها وأصيبت بنوبة من الهستيريا انتهت بالتهامه هو بدلا من الفأر ولم تبد ندمها أمام القاضي بل أجابت بأن مذاق لحمه المسلوق لم يغادر حبيبات التذوق لديها وأن رائحته ما زالت تداعب أرنبة أنفها
كل المكاتب تتنافس من اجل تنويع الكتب على رفوفها , تجدها تخصص جناح كامل لمادة الفأر , ومن أشهر الكتب الأكثر مبيعا تجد كتاب : أنثربولوجيا الفئران , وكتاب الوصية الأخيرة للفأر الحكيم , وكتاب مدينة الفئران , ما بعد الفأر , عالم الفئران السري , ما لم يقال عن الفئران , التاريخ الشفوي للفئران , أسرار الجمال والفئران , الإنسان بين الجان والفئران , خمسون وصفة سحرية لطهي الفئران ...
ويبقى الكتاب المفقود , الكتاب النفيس الذي قيل أنه مجرد أسطورة كتاب لعنة الفأر الأخير , الذي يحكي فيما بالأدلة أن الفئران كانت حيوانات عاقلة عمرت الأرض قبل الإنسان وكانت تتحدث باللغة العربية وفيه جملة من النبوءات عن احداث تقع في جزيرة تسمى تاتريت وعن شخصية تعرف باسم فلوسة تدور عليها الشكوك والغموض ...
هذا هو السراب الذي أطارده منذ سنوات , النسخة الوحيدة من الكتاب قد كتبت على جلد الإنسان وهي موجودة في شكل مستحثات في واد غير ذي زرع
وان الإنسان حين استوطن الأرض قاتل الفئران وأفسد حضارتهم وسفك دماؤهم وأن علومهم وأسرارهم ومعارفهم كتبوها في جلود أسراهم من الإنس قبل أن يتدخل الجن ليتحالفوا مع الإنس ضد الفئران , وأن هذا الكتاب العظيم , كان من بين أنفس كنوز النبي سليمان عليه السلام وقد قيل أن أحد العفاريت الذي هو أول من عرف بموت النبي سليمان عليه السلام خطف الكتاب وغاص به في أعماق البحار و هناك رواية أخرى تقول ان فرسان الهيكل عثروا على الكتاب وأصبح في ارثهم السري الذي يتوارثوه
مرة وحيدة فقط تحالف فيها الإنس والجن , كان التحالف الكوني ضد عالم الفئران , العالم الراقي بسبب تافه ,أو دون سبب ,إنها الغيرة وما تفعله الغيرة , الإنس والجن يغارون من الفئران
المصطلح النفسي المشترك في العلوم النفسية بين الإنسان والجان هو مصطلح واحد فقط هو : عقدة الفئران .
نعم الفئران تسببت في عقد نفسية خطيرة لعالم الإنس وعالم الجن , مازالت عالقة في المخيال الجمعي للبشرية وللجن , لذلك تجد ان الجن حيوانهم المفضل في حالة ماذا أرادوا التشكل هو القط , العدو اللدود للفأر .
هذا الصراع انتقل إلى البرمجة اللاشعورية لضميرنا الجمعي في السلسلة الكارتونية الشهيرة التي أنتجتها حضارة الجن و أهدتها لعالم الإنس , متمثلة في الرسوم المتحركة : " طوم وجيري "
حتى علماؤنا وقعوا ضحايا البرمجة العصبية السلبية , فكان حيوانهم المغضوب عليه الذي تتم معظم التجارب الدوائية عليه هو فأر المختبرات .
الفأر هو الحيوان الوحيد , الفريد المستثني من نظرية التطور والارتقاء الذي جاءت كنظرية خبيثة مملوءة بالدهاء المشترك بين الإنس والجن من أجل طمس أثار جريمتهم الكونية
الحلم الذي راودني : صوت يقول اتجه إلى الوادي , هناك تجد نفسك , هناك تحقق حلمك .
هل هو صوت الفأر الذي بداخلي , هل هو صوت تأنيب ضمير البشرية ,اختارني ليتجلى في جنوني ؟
لماذا يعبد البعض البقرة , يتشاءم من البومة , من الغراب من الحمار , من الأفعى , هل لهم علاقة في مؤامرتنا الكونية ضد الفئران؟
هل الشراهة الجنونية المفتوحة لأجل إبادة الفئران هي الحرب الكونية الثانية التي سيخسرونها وينتهي جنسهم بعد أن انتهى في الحرب الأولى حضارتهم ؟
لماذا انأ بالذات الذي رأى الحلم وسمع الصوت؟ هل أنا هو المخلص أو المختار أو المنقذ , ومنقذ من الفئران ؟
هل تصدق ان الفئران في زمن آخر كانوا سادة الكون , ولهم عالم من العوالم السبعة الموازية لعالمنا هم من يمارسون فيه الخلافة وقائمين بوظيفة التعمير ؟
ربما ضربة شمس أو حمى شديدة هي التي جعلتني أهلوس وأهذي وربما هي ارهاصات ثورة جديدة....
أدار مفتاح سيارته وانطلق إلى الوادي , واد غير ذي زرع يقع بين المدينة والجبل , الجبل الذي يرقد في قمته مولادي الحاويذيري في ضريحه المبني على شكل هرم
يغير في محطات الراديو حتى سمع صوت الأذان , توقف عن تغيير المحطات , رغم انه لا يصلي إلا انه مازال يحترم الأذان , لا يتكلم حين يسمعه , ينصت في خشوع , يقطع خشوعه صوت مقدم برنامج , كان برنامج عنوانه التفسير الحضاري للقران الكريم
استوقفه هذا العنوان الغريب ,هو شخص له معرفة جيدة بالثقافة الإسلامية وقراء بعض التفاسير لكن أول مرة يسمع بالتفسير الحضاري
ثم اطرق السمع لصوت المقدم وهو يقرا سورة الضحى :
بسم الله الرحمان الرحيم
" وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)"
يعتقد البعض أن المسلم مأمور بإظهار نعم الله التي أنعمها عليه وان الله يحب أن يرى اثر نعمه عليه في ملبسه ومأكله ومسكنه ومركبه ويستدل على ذلك بقوله تعالى : "وأما بنعمة ربك فحدث "
وهذه الآية جاءت في سورة الضحى وهي خطاب من المولى عز وجل للرسول محمد صلى الله عليه وسلم , والرسول صلى الله عليه وسلم هو التطبيق العملي للقران الكريم فقد كان قرانا يمشي وكان خلقه القران والمتتبع لسيرته عليه الصلاة والسلام يجده غني لكن لم يرى الغنى في ملبسه ومطعمه ومسكنه كما يتحدث البعض في تفسيراتهم للآية التي نحن هنا بصدد تفسيرها حضاريا , فنعمة الغنى لم يتحدث عنها الرسول صلى الله عليه واله وسلم بان يبديها في ملبسه ومأكله ومسكنه ومركبه وعلى أهله بل تحدث عنها انه أخرجها من قلبه ولم يقع في سجنها , نعمة الغنى ونعمة الثراء أن نتحرر منهما وان لا نقع فريسة لهما , أن نلبس مما يلبس عامة الناس ونأكل مما يأكلون , كان بمقدور الرسول صلى الله عليه وسلم ان يكون في مائدته لونين او اكثر من الوان الطعام وان يبدل لباسه كل يوم وان يكون له بدل البيت قصر , لكن من تمام الإيمان ان لا تكون شبعان وجارك جائع وان لا تكون مكسو وجارك عريان , فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلبس مما تلبس عامة الناس و ياكل مما يأكلون , فالحديث بالنعمة ان لا تكون عبدا للدينار ولا للدرهم ولا للقطيفة , لا ان تتنافس على الدنيا , وبدل البيت تبني فيلا وبدل الفيلا تشيد برج وبدل سيارة عادية تقتني سيارة يعادل ثمنها مئة سيارة ثم تقول : واما بنعمت ربك فحدث , لكن تقهر اليتيم و تنهر كل سائل
ان نعمة الله التي امرنا بالحديث بها هي في البحث عن كل يتيم مقهور لننصره وننتصر له على الحياة وصعابها والبحث عن كل سائل لنعطيه بكرامة ونخرجه من دائرة السؤال والمهانة عندها فقط تتأسى بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يعطي من لا يخشى الفقر
واذا اردنا ان نتأمل في هذه الاية الكريمة تأملا حضاريا فنجد انه لا يستقيم ان نحمل تفسير الاية على الملبس والمأكل والمسكن لأنه يتشارك فيه المسلم وغير المسلم والإنسان والحيوان
وبالتالي فالنعمة التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالحديث بها وامرنا نحن من بعده بالحديث بها وعدم كتمانها هي الرسالة الحضارية , هي الاسلام الحضاري , هي الاسلام الانساني القائم على العدل والحرية والحب لا على سفك الدماء والفساد في الارض والتجبر والتسلط والظلم
وقد حدث الرسول صلى الله عليه وسلم بنعمة الاسلام ونعمة القيام بخلافة الانسان وحدث من بعده بذلك العلماء الربانيون و كتم هذه النعمة من كتم ومن كتم فقد كفر كفرا حضاريا :
﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ﴾ النساء (42) -
﴿ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ﴾ المائدة (61) -
﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾ آل عمران (167) -
﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ البقرة (146) -
﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴾ النساء (37) -
هناك لطيفة وجب ذكرها هنا يمكن ان نفصلها في جدول لأجل شرحها :


النعمة
شكر النعمة
ايواء اليتيم
عدم قهر اليتيم
الهداية بعد الضلال
عدم نهر السائل
الغنى بعد العيلة
التحديث بالنعمة

ولا بأس ان نوضح بعض المصطلحات حتى تتم الفائدة وهي :
القهر هنا بمعنى : لا تغلب عليه غلبة بإعمال القدرة وإجراء التفوّق والعلوّ ، بأن تفعل في أنفسهم وأموالهم بما تشاء
النهر في القول عبارة عن كلام وجمل متتابعة جارية فيها تدافع وحدّة وشدّة ولو كان في لحن القول فقط دون معناه. وهذا يقابله اللين في القول مع طمأنينة , فالنهر ليس بمعنى الزجر كما في اللغة والتفاسير ، بل جمل فيها تدافع وحدّة وشدّة ولو في لحن الكلام.
الضلالة : لولا هداية الله له لكان ضالا ، و لولا تعليم الله له لكان جاهلا , أي لو أن الله أوْكَلَهُ إلى نفسه ، فإنه بما له من قدرات ذاتية و بغضِّ النظر عن الألطاف الإلهية ، و العنايات الربانية ضال قطعا ، و جاهل بلا ريب ، فهو من قبيل قولك : ما أنا في نفسي أن أخطئ لولا لطف الله و عصمته و توفيقه ، لكن بعد أن كان لطف الله حاصلا من أول الأمر فإن العصمة تكون حاصلة بالضرورة من أول الأمر أيضا
فالله عز وجل يخبرنا في هذه السورة الكريمة ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان في ثلاث حالات :
حالة اليتم
حالة الضلال
حالة العيلة
أما بالنسبة لحالة اليتم فسخر الله من تكفل بالرسول صلى الله عليه وسلم
أما حالة الضلال فقلنا ان الضلال هنا هو المقصود به عدم نزول الوحي عليه بعد , أي عدم اهتدائه الى الرسالة , اما الايمان فهو مؤمن بالفطرة وبنزول الوحي عليه فقد اخرجه الله من الضلالة الى هداية الرسالة
أما حالة العيلة , فان كان الرسول صلى الله عليه وسلم فقيرا فأغناه الله ان كان الفقر هنا هو الفقر المادي أو ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان محتاجا نفسيا من حنان وامان فأغناه الله بأن رزقه الحب والحنان والامان
وبالتالي نجد حالة واحدة بثلاث تجليات , فالرسول صلى الله عليه وسلم كان محروم محتاج , محروم الابوين (اليتم) محروم التوجيه والتربية (الضلال) محروم الامان والحنان والدفء والرعاية (العيلة ) , يتيم واليتيم محروم من الحنان والامان
فأنعم الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعله في معيته ومن كان في معية الله كان الله هو المتكفل به وهو الهادي له وهو المقيم عليه
ومن اسماء الله الحسنى الغني ,المغني والرحمان ,الرحيم والهادي وكلها تجليات أحاطت بالرسول صلى الله عليه وسلم ومقابل هذه النعمة متعددة الالاء طلب منه بعدم قهر اليتيم ونهر السائل وعدم كتمان النعمة بمعنى ان يجسد اسماء الله الحسنى في الحدود البشرية فيكون غني مغني رحمان رحيم هادي , يحيط الناس برحمته وحنانه وحبه وعلمه وحكمته
بان يكون صوت الحق وصوت الرحمة وصوت الحب بان يكون تجليا للرحمة والحب والغنى .....
صوت منبه شاحنة يقطع عليه تركيزه , يرى شاحنة أمامه محاولة تجاوز شاحنة أخرى, بحركة لا إرادية حتى يتفادى الاصطدام يدير المقود للجهة الأخرى عن يمينه الجبل وعن شماله الفراغ , تقتحم السيارة سياج الطريق لتهوي في قاع الوادي السحيق وهو يردد الشهادة , شهادة لا يدري كيف انطلق لسانه بها وهو لم يتلفظها منذ زمن
رحلة سقوط السيارة في العادة تستغرق ربع ساعة قبل ان تستقر في قاع واد غير ذي زرع , لكنه يقسم رحمه الله ان الرحلة استغرقت شهور
قبل كل رحلة معراج يجب ان تكون رحلة سقوط ,هكذا قال له مولانا الحاويذيري الذي وجده جالسا برفقته في السيارة
لا صعود دون سقوط ولا حياة دون موت , من رحم الشر يولد الخير ومن الوادي غير ذي زرع تخرج اللعنات , هل تعرف قصة الزريبة ؟
أي زريبة اي قصة هل مقامنا الان مقام قصص ؟ السيارة سقطت من الجرف بعد لحظات سأكون اشلاء , هذا ان لم تنفجر السيارة عند الارتطام واصبح شواء
سأموت وانا لست مستعد , لم أقم بأي عمل صالح , كنت اشبه بحيوان ياكل ويشرب وينام
عظيم لذلك سألتك هل تعرف قصة الزريبة ؟ لا عليك سأرويها لك الآن :
" وقف في وسط السيارة عفوا الزريبة وقال : عوووووووو , عوووووو .
قال له صاحب الزريبة : لا يوجد هنا من يمارس علم أو فن العواء , الفن والعلم الوحيد المسموح به هو : باااااااااااااااااااع , باااااااااااااااااااااع , اي الغثاء
قال : لكن لا اشعر أني خروف
قال : اذن انهق ,أو بقبق , المهم أي صوت ينبئ على الخنوع والخضوع
قال : لكن حاولت , تمتنع الكلمات عن الخروج , تأبى الحروف , أبوايا هرعا بي الى طبيب الزريبة والى راقي الزريبة والمعالج النفسي والمختص الاجتماعي والى الإمام , لكن لا فائدة , إني أتنفس العواء كما الهواء لا استطيع التوقف
قال : اذن ستطرد من الزريبة ليس لك مكان بيننا , أنت لا تتشرف لأن تنتمي لهذه الطبقة .
قال : لكن الزريبة هي عالمي الوحيد , إن خرجت منها , معنى ذلك أني خرجت من الحياة
قال سيد الحضيرة : اسمع أيها النكرة الذي جادلتنا فأطلت جدالنا , أنت ذئب والذئاب تقدس الحرية وتمقت الاستعباد , يستحيل أن تجعل من الزريبة عرين ذئاب , ولا أن تجعل من الجبال أو الغابة زريبة
لا دستور ولا وقانون في الزريبة سوى قانون البعبعة , كما أن العواء قانون الغاب , عالم الحيوان يا هذا اما زريبة أو غاب , ولا تستطيع أن تعيش بذهنية الغاب في الزريبة ولا بذهنية الزريبة في الغاب "
ألان ماذا تنتظر قم اعوي بأعلى صوتك , فأنت في رحلة الخروج من الزريبة متجها للغاب , هيا جاريني : عووووووووووووو , عوووو , هيا اعوي معي , حرر الذئب المسجون داخلك ...
يا الهي بدل ان اقضي دقائقي الأخيرة أستغفرك وأتوب إليك يريد مني هذا المجنون الذي لا ادري كيف ظهر لي ان اعوي
هيا اغمض عينيك بقوة وامسك يدي بدل مسكك المقود واعوي معي
عوووووووووا عوووووا عواااااااااااا
عووووووو عوووووا عووووووووو
اااااااااااااه , تعرف كلما اعوي اشعر ان هناك ضغط كبير كان يسكن صدري وتحررت منه , قل لي يا حسن الا تشعر بالراحة بعد العواء
اسمي ليس حسن , انت لا تعرف حتى اسمي
افتح عينيك يا حسن
ماذا ؟ ماهذا ؟ لا , لا تقل لي , نحن في الجنة , نحن في رياض القبر ؟ انت ملك الموت قبضت روحي وتريني مقعدي من الجنة
ههههه من المجنون منا يا حسن ؟ مرحبا بك في الارض المجوفة , واحد ابواب العبور موجود في واد غير ذي زرع , اما شفرة الدخول فهو العواء
يعني لو لم اقم بمجاراتك ولم اعوي , هل كنت لاصطدم بقاع الواد ؟
احتمال وارد يا حسن , دعنا من هذا , ألان كنزك بين يديك , أنت أول إنسان باحث يدخل إلى الأرض المجوفة , الأرض التي سكنها سيدنا ادم عليه السلام عند نزوله قبل ان يعاقب أبناؤه ويطردوا منها ليستقروا في الصحراء الجزائر وليشيدوا أول مدينة في العالم : مدينة سيفار .


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...