اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أيام ... الحبيب بسام كوسا ...سنونو أبيض

البورتري بسام كو سا للمبدع Issam Ismandar
⏪ 3أكثر ما لفنتني بشخصيته ، كثرت لحظات تأمله .. شروده العميق الذي جعلني أنتظر مراراً وبشغف ما كان يود التعبير عنه ... وفي
كل مرة أستمع إليه أشعر وكأني قرأت خلاصة رواية من الأدب الرفيع .... وصورة ذلك المجسم البدائي لا يزال يتشكل في مخيلتي - ذاكرتي الانفعالية – عبر حركة أصابعه التي صنعته يوماً من عجينة الرمل .. متزامنة مع جسده يتشكل في حركات إيمائية تعبيرية لمشهد اختراق الجدران ... والذي استقيته منه ليكون المشهد الإيمائي ( الجسد ) المعتمد تقديمه باختبارات نقابة الفنانين سنة 1985 أمام لجنة مؤلفة من نخبة الأساتذة الأختصاصين بالفنون الدرامية، ومنهم المخرج الإذاعي الراحل مروان عبد الحميد ، الذي بقيت سيجارته عالقة بشفته السفلة طوال مدة الاختبار وفي كل الأيام التي التيقته بها أو عملت خلالها ممثلاً بإدارته ، إلى أن جاءت الفاجعة بخسارة مبدع مفكر صدمته سيارة يقودها سائقها برعونة فرمته جثة هامدة على رصيف بداية شارع بغداد ، أي بين ساحة السبع بحرات مقر نقابة الفنانين المركزية ..
يومها مج سيجارته فسقط منها رمادها على الطاولة التي تحلق حولها أعضاء اللجنة .. وسألني :
- مروان : من وين مخترع هالمشهد ؟! .
- أنا : عفواً أستاذ .. المشهد مو اختراع ..
- مروان : لكان من وين جايبه .. من عقلك .. أنت كاتبه .
- أنا : الحقيقة من صاحبي ؟ .
- مروان : فنان ؟ .,
- أنا : أي .. بسام كوسا .
وعلى الفور أشار المخرج الكبير الراحل الدكتور فواز الساجر بيده مقاطعاً .. وكأن أمراً هاماً حدث .
- فواز : لحظة لحظة .. بتعرف بسام منيح ؟..
- أنا : ( بقلق ) طبعاً بعرفه ..
- فواز : كتير منيح .. وشو بتعرف عنه ؟...
- أنا : ممثل ألو حضور مختلف .. وقارئ مهم جداً ..
- فواز : وكيف عرفت أنو قارئ مهم ؟ .
- أنا : من حواراتي معه .
وكان من بين أعضاء اللجنة ممثل فظ من حلب ..
- العضو: كني بتقصد خاي ، قررت من الحكي معه أنه قارئ مهم ..
- أنا : مو من الحكي بس ..
- عضو لجنة : أيش لكان ؟
- أنا : من أفكاره .. مناقشاته للمسرح والفنون .. من عناوين الكتب اللي دلني عليها لأشتريها من قبل ما أستقر بالشام ؟ .
- فواز : لحظة .. بتتذكر هالعناوين ..
- أنا : طبعاً .. وأغلبها اشتريتها من ميسلون والجاحظ ومعارض الكتب .
- فواز : معناها عندك مكتبة ..
- أنا : طبعاً ...
- فواز : هتلك كام عنوان منها ..
- أنا : مذاهب الفنون المسرحية ، المدخل إلى الفنون المسرحية ... مبادئ ...
- عضو لجنة : ( مقاطعاً ) وبتتذكر خيو مين كاتبهن ..
- أنا : أكيد بتذكر ..
- العضو : أي هاتهن خلصنا لسا في غيرك كتار .. أش قصتك بدنا نسحب الحكي سحب منك .
- أنا : ديريني خشبة ..
- العضو : تاريك بتعرف يا ضرصان ..
- أنا : وبعرف أحكي عنهن ..
- فواز : خليني أنا أسأله .. كمل أسماء الكتب ..
- أنا : تاريخ المسرح ، مسرح التغيير .
- العضو : أيش هاد الكتاب خيو ؟!.
- أنا : لبريخت .. بيحكي عنة التغريب .. استخدام المألوف بطرق غير مألوفة .. وبيبدا بعبارة ( ليس المهم تفسير العالم .. بل تغييره ) ..
- العضو : اسماع خيو .. هاد الحكي ما بيعبي الراس .. جاوبني لشوف ..
لحظتها .. وبعد صمت طويل ... تدخل بلطفه المعهود وبلهجته الأرمنية المحببة المكسرة المخرج الكبير استاذنا مانويل جيجي ، الذي عملت معه ممثلاً في عدد من المسرحيات ، داعماً حضوري أمام اللجنة ..
- مانويل : أخ الياس بيعرف شو بيحكي .. وأنا بعرف أنو قريانه إعداد ممثل وغيرها كتب كتير .. وبتعرف كتير معلومات ..
- العضو : كتير منيح .. إذا قريان إعداد ممثل ، لازم يعرف شو هنن ( العصا السحرية ) عند استنسلافسكي .. هات لشوف خيو ؟ .
- فواز : مو مطلوب يعرف كلشي .. خف عنه شوي ..
- أنا : بس أنا بقدر جاوبه أستاذ ..
- فواز : أنت جاوبت بالأسئلة السابقة عن الأهم ..
وتدخل المخرج السينمائي الراحل محمد شاهين ..
- محمد : يجاوب وين المشكلة ؟! .
- أنا : مافي مشكلة .. العصا السحرية ( لو .. إذا .. ) وعلى سبيل المثال ..
وتدخل مقاطعاً الراحل يوسف حنا داعماً أيضاً موقعي أمام اللجنة .
- يوسف : لك لاااااااا تكمل شرح ..
- أنا : بس أنا ما عندي مشكل أستاذ ..
- يوسف : مشكل شو .. أنك أخد معلومات من بسام كوسا شغلة كتير منيحة .. خلينا هلأ نشوف شو محضر مشهد ..
- أنا : بتحبه .. من المسرح المحلي .. العربي .. العالمي ..
وأشار الفنان الراحل محمود جبر بسؤاله .
محمود : محضر مشهد كوميدي ..
أنا : فودفيل ( مغالطة ) .. وتراجيدي كمان .
العضو : ومختارلك هنن كمان بسام ؟!..
يوسف : ( على الفور ) خلينا بالمشهد .. تفضل الياس ..
أنا ( إلى محمود جبر ) كوميدي أستاذ ؟!..
محمود : اللي محضره ..
البورتري للمبدع الدكتور سمير ظاظا 
ورحت أقدم وبقوة كل ما يخطر ببالي من شاهد متلاحقة .. وكأنني في حلبة رومانية .. منتقلاً من ( سهرة مع أبي خليل القباني لسعد الله ونوس .. إلى مهاجر بريسبان لجورج شخادة .. إلى الرجال لهم رؤو لمحمود دياب ... إلى ............ ) .. إلى أن أشار الدكتور فواز بيده لأتوقف ..... ثم دعاني لشرب جرعة من كأس ماء وضع أمامي في استراحة محارب ..
في ذلك اليوم المقلق رغم نشوته من عام 1985 ، والذي أعتقدت أنه يحدد مصيري في المجال الفني ، كان بسام حاضراً معي وبقوة في ذلك الاختبار ، بل ولم يغيب عن ذاكرتي في كل المشاهد المتتالية التي حاولت أن اكثفها تباعاً ودون توقف ....
والأهم من ذلك أنني كنت فخوراً بأنني أستقيت منه الكثير من المعلومات العامة والمسرحية التي مررتها بطريقتي على مسامع أعضاء اللجنة ، فلاقت الاستحسان والدفاع عنها من قبل من جعلوني أشعر بمكانته الرفيعة عندهم ..
وما أن خرجت إلى بهو النقابة .. سألتني الحبيبة الفنانة الكبيرة الراحلة نجاح العبد الله التي كانت تنتظر دور دخولها إلى ذلك الاختبار :
- نجاح : شو قصتك طولت كتير ؟.
- أنا : بس كنت على كيفك ..
- نجاح : يعني تمام ..
- أنا : مو بس تمام .. مبسوط كتير ..
- نجاح : كانت صواتك مملاية النقابة ..
- أنا : أي هاد اختبار مو حيالله ..
- نجاح : هات ألي .. شو سألولك ..
- أنا : عن بسام كوسا .
- نجاح : هلأ بلا غلاظتك .. ألي عن شو ؟. ..
- أنا : وحياتك عن بسام .. بتتذكري المشهد الإيمائي تبع الجدران اللي بيعملوه بسام .
- نجاح : مو كتير .. شو دخله المشهد ؟.
- أنا : عملته جوا .. وبلشوا فيي لمن قلتلهن آخده من بسام .
- نجاح : شو يعني؟! ..
- أنا : ولا شي ..
- نجاح : المهم .. حسيت حالك منيح .
- أنا : كتير .. لولا هالغليظ الحلبي اللي بيجي كل تنين بياخد معنا جملة بحكم العدالة ..
- نجاح : ولي عغلاظته وسآلته .. ما كان ناقص غيره ..
- أنا : بس الباقيين كانوا غير شكل ..
- نجاح : نشالله تكون نفدت وتطلع من الناجحين ..
وفي ذات اليوم وقع نظري على بسام وبصحبته الحبيب جهاد سعد في رمسرح الحمراء.. وما أن وصلت إليهما ..
جهاد : مبروك .
أنا : على شو ؟!..
جهاد : قالوا كنت منيح كتير ..
أنا : مين قالوا .. وبشوا منيح ؟ .
جهاد : حدا من اللجنة تبع النقابة ولا تسألني أسمه .. قال أحسن تنين دخلوا الاختبار اليوم أنت ونجاح العبد الله .
بسام : كان عندكن اختبارات نقابة ؟.
أنا : وكنت معي جوا وبرا الأختبار وما بتعرف ؟!!...
بسام : كيف كيف كنت معك ؟! ..
أنا : كنت .. ويمكن لولاك ما كنت عرفت سوق منيح ..
بسام : ما فهمت ؟! ..
أنا : كنت مستمد منك قوة ..
بسام : ( ضاحكاً ) أكلنا هوا .. بكرا بترسب وبتقول أنا السبب ..
وبعد أيام .. التقيته في مكان عملي بمبنى التلفزيون ( مديرية الانتاج التلفزيوني ) ، وسألني عن النتيجة .. فأخبرته بأنني من النالجحين .. فقال :
- بسام : لكان شد الهمة ووصيلنا عتنين شاي حلوان من عند عمك أبو خليل ..
- أنا : وأحلى شاي عكيفك .. لعيونك .
- بسام : بس على حسابي .. هاد حلوان مو حيالله ...
-
⏪أيام ...
الحبيب بسام كوسا ( سنونو أبيض ) ج 4.

في لقاء مع النجم العربي الراحل نور الشريف ، سألته عن مشاهداته للدراما السورية، ورأيه بأدوات الممثل السوري ، فأبدا أعجابه
الشديد بما وصلت إليه درامانا من انتشار سريع وبأعمال معاصرة وتاريخية وما أطلق عنه بالفنتازيا ، ثم أشار أنه سبق وتحدث مطولاً عن فن التمثيل السوري من خلال دهشته بأداء الفنان الكبير بسام كوسا ، الذي شاهده في السينما والتلفزيون فاعتبره من الفنانين القلائل الذين يبحثون بأهمية في عوالم الشخصيات ( الأفعال الداخلية والخارجية ) ، كما اعتبره من أهم الممثلين في استخدام أد\واته الإبداعية بطرائق مبتكرة ، وبدوري أشرت له أن بداياته المسرحية والسينمائية والتلفزيونية ، شغلت اهتمام الناس ، وصار حالة من الشغف والطموح لدى معظم المخرجين ليكون ممثلاً أول أمام عدسات كاميراتهم ..
ولإيمان الكثيرين بأهمية تجربته ، ورهافته ، وعمق أفكاره ، اعتبر في الكثير من الأعمال الدرامية ، الرأي الاستشاري الأول لدى ( الكاتب ، المخرج ، المنتج ) ، وأفخر أني كنت مقرباً منه فأستشتره في الكثير من جوانب معالجة أحداث أعمال البدايات التي كتابتها، وسمعت منه مقترحات ذكية ، دفعت يومها بعجلة سيناريوهاتي إلى التأثير والنضج الأفضل ، دون أن يكون له أي هدف أو طموح في تجسيد شخصية هامة في العمل ، أو حتى أي تفكير بذلك .. وبالطبع كان طموحي وغيري من الكتاب والمخرجين والمنتجين أن يحصلوا على موافقته في المشاركة بأعمالهم ، ولكنه صرح لي ولغيري في كثير من المراحل أنه لا يستهويه المشاركة في العام بأكثر من عمل واحد ، ولا يوافق على المشاركة بعملين معاً كما يفعل الكثير من الفنانين ممن يسعون للإنتشار الأفضل وتحصيل المال الأكثر ...
كما كان لي الشرف بأنه كان الشريك في الرأي والمناقشة التفصيلية لكل مشهد من تجربة مسلسل " درب التبان " الذي أنتجه وأخرجه الحبيب يوسف رزق ، واعتبر المسلسل في حينها نقلة نوعية في الدراما البيئية الشامية ، وفي هذا المسلسل تجدر الإشارة أن بعض الفنانين حاولوا أن يجروا البساط إلى تطوير أدوارهم بعدد مشاهد أكثر وأطول ، فاستنكرت طريقة تفكيرهم ولم البي رغبت أحدهم ، في حين كان الحبيب بسام يسعى بالمطالبة لتكثيف المشاهد ، ومنها مشاهد أساسية للشخصية التي جسدها ، علماً أنني كنت ولا أزال أومن بتجلياته الإبداعية الفكرية التي تضيف لبناء وجوهر العمل ، أي عمل .. التأثير الأفضل .. لمعرفتي الجيدة بهوايته في كتابة القصة القصيرة ، ونشر بعض كتاباته الأولى في منابرة صحفية عدة .. وتكررت التجربة بيننا
في مسلسل " شواطئ الوفاء " بعد أن بذل بين بيته وبيتي جهداً كبيراً في قراءة ومناقشة مشاهد العمل التي أكتبها يومياً ، والبحث بأدق تفاصيلها ، ومع انتهاء كتابتي للحلقات الثلاثين وموافقته على تجسيد شخصية ( كاركتر طريف ) غير تلك التي كنت أسعى لأن يكون من خلالها البطل الأول في العمل ، اعتذر عن المشاركة لأسبابه الخاصة ، ولسوء الحظ لم نتمكن من إكمال أيام ذلك المسلسل لأسباب موجبة أهمها عدم توفير المنتج للمال المطلوب لاستكمال التصوير .
من خلال تلك التجربتين ، ومعرفتي الشخصية بفروسية تفكير الحبيب بسام ، كان غالباً يزعجه استعراض الممثلين من الطف الأول أو الثاني لأهمية موقعهم ، وادعائهم أنهم يختارون أدوارهم وتكتب لهم ، في حين وبرأيي كان ولا يزال طموح الكثيرين لأن يشير لفكرة أو موضوع يوافق عليه فيتم إنجازه دون مساومة ، أي لديه حرية الاختيار والقرار عند من ينظرون إلى العمل الدرامي بأهمية وليس بإنتاج الرداءة والاسترخاص كما حدث ويحدث في الكثير من الأعمال ، ومع ذلك ينظر لنفسه أنه ممثل يطلب للعمل ، وإما أن يعجبه ويكون بعيداً عن تشابه أعمال كان قد جسد فيها شخصيات ، أو يكون إعجابه نسبي فيسعى لمناقشة جوانب تطور العمل والشخصية المطروحة لتجسيدها من قبله ، بحيث يقدم مقترح لتفاصيل يجدها مناسبة لبناء الشخصية ، أو يناقش في حاجة العمل لبعض التعديلات ، أو يرفض لمبرراته الذكية والطموحة بأعمال ذات سوية تليق باسمه وسجل تاريخه الإبداعي الحقيقي .
وأعتقد أن قناعاته تلك تأتي دائماً مبنية أصلاً على جذور منطق تفكيره الهاوي الأول ، أي هوايته الأولى " النحت " التي جعلت منه – كما روى لي ذات مرة- شغوفاً في المجال الفني بمختلف تنوعاته ، والتي تتمحور بنتيجتها حول العمل المشارك فيه والشخصية وتقاطعاتها في ذلك العمل ، وكأن كيمياء الأفعال الدرامية التي يبحث فيها تشكل علاقة جدلية غير نهائية بين ما درسه في المناهج الأكاديمية للفنون الجميلة ، وعالم الدراما الواسع بألوان شخصياته وتكوينات مشاهده البصرية التشكيلية ، بمعنى آخر وأعمق .. بحثه المنهجي الدقيق في العلاقة التشكيلية والألوان المستخدمة بالدراما ، وكم من مرة شرح لي أهمية الألوان ومعطياتها بقصد إسقاطها على أحداث وذروات درامية تعيشها شخصيات كتبتها .

-
*الياس الحاج

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...