⏪1
ظنون
يقف أمامها بالساعة و الساعات و هي جميلة ، و تبتسم و تبتسم كلما رأته يبتسم . الابتسامات من أولها إلى آخرها شقراء . عندما
يضطر إلى التحرك بعيداً عنها ؛ يختفي هو فيها ، بينما تقتفيه هي أيضا .مؤكد أنها ما زالت مثبَّتة في مكانها بطريقة او بأكثر . الفكاك من المكان مستحيل ، إلا إذا تماثلت الأزمنة ، و الزمان متغير بطبيعة المكان . أظنه لم يعد ينظر إليها .. أظنه لم يعد يراها جميلة .. فالعملية أظنها قد نجحت .. غريب أمر ذلك - أظنه – الكفيف الفائت .. طبيعي أمر تلك المرأة المرآة ؛ الكفيفة أبداً أظنها .
⏪2
المَفْرَش
سائحٌ ، و بائعٌ سريح . فلَّاح و صعيدي . رجُلٌ و رَجُلْ .الفلاح على سطح النايل كروز يسترخي بالشازلونج . و البائع بأكياس بضاعته الراقدة ، رابض على رصيف هويس راكد ، بعد أن ضاق به البَر . البيع النيلي تحايُل مائي على رزق هوائي يوماً بيوم . المصريون القدماء منقوشون على البضاعة كَمُبَرِّر للرزق السياحي ، مع أن الفراعنة المذكورين تم صكُّهم و سكُّهم في الصين . النيل حقٌ عذْبٌ للجُمَلاء ، و الحق نيلٌ مالح يبحث عن رجلين بينهما خمسة عشر متراً و يزيد . البضاعة مقذوفات يدوية مشروعة ، تنطلق داخل كيس لَدِن مُحْكَم الغَلْق ، يصل دائماً سالماً إلى سطح المركب ، برمية واحدة فوق العادة . لكن أحد السائحين يرُدُّهُ ، ليعودَ غَيْرُهُ من غَيْرِهِ ، لِيُرَدَّ مرة أخرى من أخرى ، إلى أن يصل مفرش عارٍ - بعد عرضه الشيق على شاشة الهويس - مبتَلَّاً بماء بيسين سطح المركب . فيركض الرجل بظهره للأمام ، و في شماله المفرش المعصور ، و في اليمنى ثمنه اللا بَخْس ، الذي يُدْخِلُهُ في كيس مفرش جاف آخر ، تم إرساله - فقط - للتحصيل . لكنْ تجاوُزُ المركب لرصيف الهويس ، يُرغِمُ الرجلَ لقذفه في النيل ؛ فيضطر البائع السريح إلى القفز تجاهه فوراً بلا بديل ؛ كرامةً للكيس الذي يسبَح بجوفه ، مع التيار ضد التيار ؛ بينما - مذهولاً – يُحَوْقِلُ الفلاح الفصيح ويصرخ في صمت ، و هو يقب و يغطس بلا تردد .
⏪3
صُدَف
قابَلْتها هناك صدفةً ، و قابَلْتني صدفةً هنا ، و بين الصدفتين اختلفنا ؛ في المكان صدفة ، و في الزمان صدفة . اختلاف المكان يؤثِّر على الشكل ، و اختلاف الزمان يؤثِّر في المضمون . و بين الشكل و المضمون تقاسمنا الأحزان ؛ بالتجاهل تارة و تارة بالرضوخ .
قابَلتها صدفة هنا ، و قابلتني هناك صدفة ، و بين الصدفتين ائتلفنا ، في المكان و في الزمان ، و في الشكل و في المضمون . و بين الشكل و المضمون ، تقاسمنا الأحزان ؛ بالتحدي تارة و تارة بالمواجهة .
قابلتها و قابلتني ، و قَبِلْتَها و قَبِلَتْني ، و قَبَّلْتَها و قَبَّلَتْني ؛ هنا صدفةً و هناك .
ظنون
يقف أمامها بالساعة و الساعات و هي جميلة ، و تبتسم و تبتسم كلما رأته يبتسم . الابتسامات من أولها إلى آخرها شقراء . عندما
يضطر إلى التحرك بعيداً عنها ؛ يختفي هو فيها ، بينما تقتفيه هي أيضا .مؤكد أنها ما زالت مثبَّتة في مكانها بطريقة او بأكثر . الفكاك من المكان مستحيل ، إلا إذا تماثلت الأزمنة ، و الزمان متغير بطبيعة المكان . أظنه لم يعد ينظر إليها .. أظنه لم يعد يراها جميلة .. فالعملية أظنها قد نجحت .. غريب أمر ذلك - أظنه – الكفيف الفائت .. طبيعي أمر تلك المرأة المرآة ؛ الكفيفة أبداً أظنها .
⏪2
المَفْرَش
سائحٌ ، و بائعٌ سريح . فلَّاح و صعيدي . رجُلٌ و رَجُلْ .الفلاح على سطح النايل كروز يسترخي بالشازلونج . و البائع بأكياس بضاعته الراقدة ، رابض على رصيف هويس راكد ، بعد أن ضاق به البَر . البيع النيلي تحايُل مائي على رزق هوائي يوماً بيوم . المصريون القدماء منقوشون على البضاعة كَمُبَرِّر للرزق السياحي ، مع أن الفراعنة المذكورين تم صكُّهم و سكُّهم في الصين . النيل حقٌ عذْبٌ للجُمَلاء ، و الحق نيلٌ مالح يبحث عن رجلين بينهما خمسة عشر متراً و يزيد . البضاعة مقذوفات يدوية مشروعة ، تنطلق داخل كيس لَدِن مُحْكَم الغَلْق ، يصل دائماً سالماً إلى سطح المركب ، برمية واحدة فوق العادة . لكن أحد السائحين يرُدُّهُ ، ليعودَ غَيْرُهُ من غَيْرِهِ ، لِيُرَدَّ مرة أخرى من أخرى ، إلى أن يصل مفرش عارٍ - بعد عرضه الشيق على شاشة الهويس - مبتَلَّاً بماء بيسين سطح المركب . فيركض الرجل بظهره للأمام ، و في شماله المفرش المعصور ، و في اليمنى ثمنه اللا بَخْس ، الذي يُدْخِلُهُ في كيس مفرش جاف آخر ، تم إرساله - فقط - للتحصيل . لكنْ تجاوُزُ المركب لرصيف الهويس ، يُرغِمُ الرجلَ لقذفه في النيل ؛ فيضطر البائع السريح إلى القفز تجاهه فوراً بلا بديل ؛ كرامةً للكيس الذي يسبَح بجوفه ، مع التيار ضد التيار ؛ بينما - مذهولاً – يُحَوْقِلُ الفلاح الفصيح ويصرخ في صمت ، و هو يقب و يغطس بلا تردد .
⏪3
صُدَف
قابَلْتها هناك صدفةً ، و قابَلْتني صدفةً هنا ، و بين الصدفتين اختلفنا ؛ في المكان صدفة ، و في الزمان صدفة . اختلاف المكان يؤثِّر على الشكل ، و اختلاف الزمان يؤثِّر في المضمون . و بين الشكل و المضمون تقاسمنا الأحزان ؛ بالتجاهل تارة و تارة بالرضوخ .
قابَلتها صدفة هنا ، و قابلتني هناك صدفة ، و بين الصدفتين ائتلفنا ، في المكان و في الزمان ، و في الشكل و في المضمون . و بين الشكل و المضمون ، تقاسمنا الأحزان ؛ بالتحدي تارة و تارة بالمواجهة .
قابلتها و قابلتني ، و قَبِلْتَها و قَبِلَتْني ، و قَبَّلْتَها و قَبَّلَتْني ؛ هنا صدفةً و هناك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق