⏪⏬
"الذاكرة لا تقتُل. تؤلم ألماً لا يطاق، ربما. ولكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه. نقطع المسافات. نحكمه ونملي إرادتنا عليه."
الرواية اسمها منسوب إلى قرية الطنطورة الواقعة على الساحل الفلسطيني جنوب حيفا، تسرد بها رضوى عاشور وقائع تاريخية تبدأ بما فعلته العصابات الصهيونية عام 1948، وذلك من خلال قصة إنسانية تعلق بالروح، وتمزج الإبداع الأدبي بالحقائق التاريخية، فتمدك بمعرفة عظيمة ومشاعر لا تمحى، لدرجة تجعلني أتسائل دائمًا، لماذا لا تدرس الطنطورية في مناهجنا المدرسية العربية؟، فهي خير شاهد على ما حدث. القصة تدور عن رقية، البنت والشابة ثم العجوز الفلسطينية التي ضاع منها الوطن، والأخوة، والزوج، وتفرق الأبناء، لكن بقى مفتاح الدار حول رقبتها، معلقًا كأمل في عودة لوطنها المفقود.
الطنطورية توثق لأكثر من ربع قرن من الشتات الفلسطيني.. لا تفوتوا هذه الرحلة حتى لو لم تكونوا من هواة التاريخ. "فيتأكد لي مع كل صباح، أن في هذه الحياة -رغم كل شيء- ما يستحق الحياة." الرواية صدرت عام 2010..
كتابات رضوى عاشور يد دافئة تصحبك من مكان لآخر، تغوص بك في الزمن والأحداث، وتقص عليك التاريخ كحواديت الجدات، لن تمل يومًا من استعادت ما فاض به قلمها، لأنها كتبته بمداد من قلبها ورؤيتها، فهي التي قالت يومًا: "في الكتابة يتسيد المرء واقعه، يقلب الهامش إلى متن، ويدفع بالمتن المتسلط إلى كُناسة في الزاوية. أكتب، أمتلك الحيز، أهلل. من قال أنني لا أمتلك حكايتي، ولست فاعلة في التاريخ." في هذا الموضوع سأشارككم بعضًا من أجمل روايات رضوى عاشور، بالطبع لا أجرؤ على تقييم كتبها لكن يمكنني أن أقترح عليكم ما وقعت في حبه أكثر، وأعتقد أنكم ستفعلون أيضًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق