⏪⏬
تحل هذه الأيام الذكرى الثانية عشرة لرحيل الكاتب الناقد المصري العربي البارز رجاء النقاش، الذي وافته المنية في شباط العام 2008، بعد صراع مع مرض السرطان.
يعد رجاء النقاش من أبرز واهم النقاد في مصر والعالم العربي، بدأ ممارسة النقد الأدبي وهو طالب في السنة الأولى بالجامعة، وكان ينشر مقالاته آنذاك في مجلة " الآداب " البيروتية.
ولد النقاش في محافظة الدقهلية شمال مصر العام 1934، وتخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1956.
بدأ مشواره مع الصحافة في مجلة " روز اليوسف "، وفي جريدة الاخبار المصرية، ثم تولى رئاسة تحرير مجلة " الهلال "، وهي أقدم مجلة ثقافية عربية. وفي العام 1971 أشغل رئيس تحرير مجلة " الإذاعة والتلفزيون " التي جعل منها مطبوعة ذات توجه ثقافي، حيث نشر رواية " المرايا " لنجيب محفوظ سلسلة قبل صدورها في كتاب.
بعد ذلك سافر النقاش إلى قطر وعمل مديرًا لتحرير مجلة " الراية "، ثم أسس مجلة " الدوحة "، التي ذاع صيتها حتى اغلاقها العام 1986، ثم عاد إلى مصر وعمل كاتبًا في مجلة " المصور " في نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وفي التسعينيات تولى رئاسة تحرير مجلة " الكواكب "، وفي سنواته الاخيرة كان كاتبًا متفرغًا في صحيفة " الأهرام " المصرية العريقة.
ألف النقاش العديد من الكتب النقدية، من أبرزها وأهمها : ثلاثون عامًا مع الشعر والشعراء، أبو القاسم الشابي .. شاعر الحب والثورة، عباقرة ومجانين، نساء شكسبير، عباس العقاد بين اليمين واليسار، وقصة روايتين، وهي دراسة نقدية فكرية مقارنة لروايتي " ذاكرة الجسد " للجزائرية احلام مستغانمي، ورواية " وليمة لأعشاب البحر " للسوري حيدر حيدر.
وبرز النقاش منذ كان في مطلع العشرينات من حياته ناقدًا يعبر من خلاله الأدباء العرب إلى الحياة الأدبية، وقدم عددًا من ابرز المبدعين الذين يكبره بعضهم سنًا، منهم الروائي السوداني الطيب صالح الذي أعاد النقاش اكتشاف روايته الشهيرة " موسم الهجرة إلى الشمال "، والشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي الذي كتب له مقدمة ديوانه الاول " مدينة بلا قلب "، والشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي أصدر عنه عام 1969 كتابه " محمود درويش شاعر الارض المحتلة ".
وينتمي الراحل رجاء النقاش إلى أسرة ضمت مثقفين بارزين فكان أخوه الراحل وحيد النقاش مترجمًا وناقدًا، وأخوه فكري النقاش كاتبًا مسرحيًا، واخته الناقدة والكاتبة والمناضلة المصرية اليسارية المعروفة فريدة النقاش، التي تولت رئاسة تحرير مجلة " أدب ونقد "، ثم رئاسة تحرير صحيفة " الأهالي " لسان حال حزب التجمع الوطني اليساري.
قال عنه الشاعر فاروق جويدة : " جاء النقاش بين جيلين الاول انبهر بالحضارة الغربية وسار في نهجها، والآخر سار في طريق آخر وتقوقع على نفسه، أما النقاش فقد كان قلمًا مبهرًا ولم ينشئ مدرسة جديدة أو يخترع الفاظًا جديدة، وظل عربيًا غاص في اعماق هذه الثقافة، لم يكن يساريًا ولا يمينيًا، ولا ليبراليًا، ولكن كان انسانًا في كل ما كتب".
وكان الشعر هو الميدان المحبب لرجاء النقاش، ويتمتع برصيد كبير بين كتاباته ومؤلفاته، ولعل ما اتسم به نقده أنه جمع صاحبه بين صفتي الناقد والصحافي، وحضوره الكبير في ريادة الصحافة الثقافية العربية، وهو ما طبع كتاباته عمومًا وبالأخص عن الشعر بطابع شعبوي، وانحاز للغة المبسطة البعيدة عن التعقيد النقدي والاكاديمي.
وكان قد صدر للدكتور رجب أو العلا في ذكرى النقاش العاشرة العام 2018، كتاب " نقد الشعر عند رجاء النقاش " رصد فيه جهوده في نقد الشعر.
رجاء النقاش كاتب مثقف واسع الاطلاع، وناقد أسهم في اثراء المشهد النقدي والثقافي المصري والعربي بكتاباته وطروحاته النقدية الصحافية ذات اللغة المبسطة المشوقة والقريبة والعميقة في آن، وقدم خدمات جليلة للصحافة والنقد والثقافة العربية المعاصرة. فسلامًا لروحه، وعاشت ذكراه خالدة.
تحل هذه الأيام الذكرى الثانية عشرة لرحيل الكاتب الناقد المصري العربي البارز رجاء النقاش، الذي وافته المنية في شباط العام 2008، بعد صراع مع مرض السرطان.
يعد رجاء النقاش من أبرز واهم النقاد في مصر والعالم العربي، بدأ ممارسة النقد الأدبي وهو طالب في السنة الأولى بالجامعة، وكان ينشر مقالاته آنذاك في مجلة " الآداب " البيروتية.
ولد النقاش في محافظة الدقهلية شمال مصر العام 1934، وتخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1956.
بدأ مشواره مع الصحافة في مجلة " روز اليوسف "، وفي جريدة الاخبار المصرية، ثم تولى رئاسة تحرير مجلة " الهلال "، وهي أقدم مجلة ثقافية عربية. وفي العام 1971 أشغل رئيس تحرير مجلة " الإذاعة والتلفزيون " التي جعل منها مطبوعة ذات توجه ثقافي، حيث نشر رواية " المرايا " لنجيب محفوظ سلسلة قبل صدورها في كتاب.
بعد ذلك سافر النقاش إلى قطر وعمل مديرًا لتحرير مجلة " الراية "، ثم أسس مجلة " الدوحة "، التي ذاع صيتها حتى اغلاقها العام 1986، ثم عاد إلى مصر وعمل كاتبًا في مجلة " المصور " في نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وفي التسعينيات تولى رئاسة تحرير مجلة " الكواكب "، وفي سنواته الاخيرة كان كاتبًا متفرغًا في صحيفة " الأهرام " المصرية العريقة.
ألف النقاش العديد من الكتب النقدية، من أبرزها وأهمها : ثلاثون عامًا مع الشعر والشعراء، أبو القاسم الشابي .. شاعر الحب والثورة، عباقرة ومجانين، نساء شكسبير، عباس العقاد بين اليمين واليسار، وقصة روايتين، وهي دراسة نقدية فكرية مقارنة لروايتي " ذاكرة الجسد " للجزائرية احلام مستغانمي، ورواية " وليمة لأعشاب البحر " للسوري حيدر حيدر.
وبرز النقاش منذ كان في مطلع العشرينات من حياته ناقدًا يعبر من خلاله الأدباء العرب إلى الحياة الأدبية، وقدم عددًا من ابرز المبدعين الذين يكبره بعضهم سنًا، منهم الروائي السوداني الطيب صالح الذي أعاد النقاش اكتشاف روايته الشهيرة " موسم الهجرة إلى الشمال "، والشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي الذي كتب له مقدمة ديوانه الاول " مدينة بلا قلب "، والشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي أصدر عنه عام 1969 كتابه " محمود درويش شاعر الارض المحتلة ".
وينتمي الراحل رجاء النقاش إلى أسرة ضمت مثقفين بارزين فكان أخوه الراحل وحيد النقاش مترجمًا وناقدًا، وأخوه فكري النقاش كاتبًا مسرحيًا، واخته الناقدة والكاتبة والمناضلة المصرية اليسارية المعروفة فريدة النقاش، التي تولت رئاسة تحرير مجلة " أدب ونقد "، ثم رئاسة تحرير صحيفة " الأهالي " لسان حال حزب التجمع الوطني اليساري.
قال عنه الشاعر فاروق جويدة : " جاء النقاش بين جيلين الاول انبهر بالحضارة الغربية وسار في نهجها، والآخر سار في طريق آخر وتقوقع على نفسه، أما النقاش فقد كان قلمًا مبهرًا ولم ينشئ مدرسة جديدة أو يخترع الفاظًا جديدة، وظل عربيًا غاص في اعماق هذه الثقافة، لم يكن يساريًا ولا يمينيًا، ولا ليبراليًا، ولكن كان انسانًا في كل ما كتب".
وكان الشعر هو الميدان المحبب لرجاء النقاش، ويتمتع برصيد كبير بين كتاباته ومؤلفاته، ولعل ما اتسم به نقده أنه جمع صاحبه بين صفتي الناقد والصحافي، وحضوره الكبير في ريادة الصحافة الثقافية العربية، وهو ما طبع كتاباته عمومًا وبالأخص عن الشعر بطابع شعبوي، وانحاز للغة المبسطة البعيدة عن التعقيد النقدي والاكاديمي.
وكان قد صدر للدكتور رجب أو العلا في ذكرى النقاش العاشرة العام 2018، كتاب " نقد الشعر عند رجاء النقاش " رصد فيه جهوده في نقد الشعر.
رجاء النقاش كاتب مثقف واسع الاطلاع، وناقد أسهم في اثراء المشهد النقدي والثقافي المصري والعربي بكتاباته وطروحاته النقدية الصحافية ذات اللغة المبسطة المشوقة والقريبة والعميقة في آن، وقدم خدمات جليلة للصحافة والنقد والثقافة العربية المعاصرة. فسلامًا لروحه، وعاشت ذكراه خالدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق