⏪⏬
نشرَ كاتبٌ فُكاهيٌ في أحد المواقع الإلكترونيةِ قصةً بعنوان “القملةُ التي ارتكبت الفاحشة”. بعد ساعةٍ من نشر القصة وردت رسالةٌ شديدةُ اللهجة إلى بريد مدير الموقع الإلكتروني، ممّا ورد فيها: الأخ مدير الموقع، أرجو منك حذف قصة “القملة التي ارتكبت
الفاحشة”، إذ إنّ الحديث العلنيّ عن الفواحش ومرتكبيها يؤدي إلى استسهال أصحاب النفوس الضعيفة تقليدها، وفي هذا مؤامرةٌ على المجتمع تهدف إلى تقويضه.
ارتبك مديرُ الموقع، الذي كان نشرَ القصة من دون قراءتها، وقام بتحويل رسالة القارىء إلى بريد الكاتب، وقد أرفقها باعتذارٍ منه للأخير لكونه سيُضطر إلى حذف القصة من الموقع.
جُنّ جنون الكاتب لمّا قرأ رسالة مدير الموقع، فردّ عليه فوراً برسالة يقول فيها: حضرة مدير الموقع، لو أنّ قارئك الكريم قرأ القصة كاملة لعَلِمَ أنّ القملة في النهاية تبيّنت براءتها من ارتكاب الفاحشة!
هدأ روع مدير الموقع قليلا، لكنه قرّر أن يراجع القصة بنفسه مراجعةً متأنية، كما أنه بعث بها على الفور إلى صديقٍ له متخصصٍ في الأدب والنقد، كي يتأكدا معاً إن كانت قملة القصة قد ارتكبت الفاحشة أم لا.
لمّا راجع القصة بتمعّنٍ وعرقه يتصبب، تأكد مدير الموقع من أنّ القملة تمّت تبرئتها فعلاً ممّا نُسب إليها، وهو ما أكّده له صديقه الناقد، فعَدَلَ عن حذفها. فأرسل رسالةً إلى القارىء المعترض، كتب فيها: عزيزي القارىء، مع بالغ احترامنا لرأيك العظيم، إلا أنّك لو دققّت جيداً في خاتمة القصة، لأدركتَ أنّ القملة لم ترتكب في الواقع أية فاحشة.
مرّت ساعة كاملة قبل أن يعود القارىء المعترض برسالة جديدة إلى مدير الموقع، يقول فيها: الأخ مدير الموقع، إنّ عنوان القصة وحده كفيل بإشاعة الفواحش، فهو يوحي بأنّ إحدى القملات ارتكبت فاحشةً بالفعل.
في هذه اللحظة، فتح مدير الموقع اتصالاً هاتفياً مع الكاتب، وتوسّل إليه تغيير عنوان القصة إلى “القملة المتهورة” مثلاً، أو “القملة اللّعوب”، بدلاً من التي ارتكبت الفاحشة. رفض الكاتب بغضب، وبيّن لمدير الموقع أنّه عندما يختار عنواناً ما، فإنّه يقصده من بين عشرات العناوين. جولةٌ محتدمةٌ من المدّ والجزر ما بين الكاتب ومدير الموقع، انتهت باتفاقهما على تثبيت نشر القصة مع تغيير عنوانها إلى “القملة التي لم ترتكب الفاحشة”.
بعد أن اطمأنّ إلى تثبيت قصته على الموقع، وضع الكاتبُ – ذو العين المفقوءة والساق الخشبية- كفّه اليمنى بما يشبه القَسَم على ورقة توصيات المحفل الماسوني، وكفّه اليسرى على نسخةٍ من بروتوكولات حكماء صهيون. ثمّ ضحك بعربدةٍ وحشيّة، بعد أن ضمن تقويض أركان المجتمع وإشاعة الفاحشة فيه. فهو يعلمُ أّنّ قرّاء القصة كافّة سيُدركون، عندما يدققون جيداً في ما بين السطور، أنّ القملةَ كانت بالفعل قد ارتكبت الفاحشة.
نشرَ كاتبٌ فُكاهيٌ في أحد المواقع الإلكترونيةِ قصةً بعنوان “القملةُ التي ارتكبت الفاحشة”. بعد ساعةٍ من نشر القصة وردت رسالةٌ شديدةُ اللهجة إلى بريد مدير الموقع الإلكتروني، ممّا ورد فيها: الأخ مدير الموقع، أرجو منك حذف قصة “القملة التي ارتكبت
الفاحشة”، إذ إنّ الحديث العلنيّ عن الفواحش ومرتكبيها يؤدي إلى استسهال أصحاب النفوس الضعيفة تقليدها، وفي هذا مؤامرةٌ على المجتمع تهدف إلى تقويضه.
ارتبك مديرُ الموقع، الذي كان نشرَ القصة من دون قراءتها، وقام بتحويل رسالة القارىء إلى بريد الكاتب، وقد أرفقها باعتذارٍ منه للأخير لكونه سيُضطر إلى حذف القصة من الموقع.
جُنّ جنون الكاتب لمّا قرأ رسالة مدير الموقع، فردّ عليه فوراً برسالة يقول فيها: حضرة مدير الموقع، لو أنّ قارئك الكريم قرأ القصة كاملة لعَلِمَ أنّ القملة في النهاية تبيّنت براءتها من ارتكاب الفاحشة!
هدأ روع مدير الموقع قليلا، لكنه قرّر أن يراجع القصة بنفسه مراجعةً متأنية، كما أنه بعث بها على الفور إلى صديقٍ له متخصصٍ في الأدب والنقد، كي يتأكدا معاً إن كانت قملة القصة قد ارتكبت الفاحشة أم لا.
لمّا راجع القصة بتمعّنٍ وعرقه يتصبب، تأكد مدير الموقع من أنّ القملة تمّت تبرئتها فعلاً ممّا نُسب إليها، وهو ما أكّده له صديقه الناقد، فعَدَلَ عن حذفها. فأرسل رسالةً إلى القارىء المعترض، كتب فيها: عزيزي القارىء، مع بالغ احترامنا لرأيك العظيم، إلا أنّك لو دققّت جيداً في خاتمة القصة، لأدركتَ أنّ القملة لم ترتكب في الواقع أية فاحشة.
مرّت ساعة كاملة قبل أن يعود القارىء المعترض برسالة جديدة إلى مدير الموقع، يقول فيها: الأخ مدير الموقع، إنّ عنوان القصة وحده كفيل بإشاعة الفواحش، فهو يوحي بأنّ إحدى القملات ارتكبت فاحشةً بالفعل.
في هذه اللحظة، فتح مدير الموقع اتصالاً هاتفياً مع الكاتب، وتوسّل إليه تغيير عنوان القصة إلى “القملة المتهورة” مثلاً، أو “القملة اللّعوب”، بدلاً من التي ارتكبت الفاحشة. رفض الكاتب بغضب، وبيّن لمدير الموقع أنّه عندما يختار عنواناً ما، فإنّه يقصده من بين عشرات العناوين. جولةٌ محتدمةٌ من المدّ والجزر ما بين الكاتب ومدير الموقع، انتهت باتفاقهما على تثبيت نشر القصة مع تغيير عنوانها إلى “القملة التي لم ترتكب الفاحشة”.
بعد أن اطمأنّ إلى تثبيت قصته على الموقع، وضع الكاتبُ – ذو العين المفقوءة والساق الخشبية- كفّه اليمنى بما يشبه القَسَم على ورقة توصيات المحفل الماسوني، وكفّه اليسرى على نسخةٍ من بروتوكولات حكماء صهيون. ثمّ ضحك بعربدةٍ وحشيّة، بعد أن ضمن تقويض أركان المجتمع وإشاعة الفاحشة فيه. فهو يعلمُ أّنّ قرّاء القصة كافّة سيُدركون، عندما يدققون جيداً في ما بين السطور، أنّ القملةَ كانت بالفعل قد ارتكبت الفاحشة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق