العاق ...* طه حصين

⏪⏬
يدرسان معا في كلية الطب؛ دعته الى حفل تكريم والدها بمناسبة تقاعده؛ كانت كثيرا ماتحكي له عنه واصفة اياه بالاب الحنون
والمثابر والذي لايرفض لها طلبا؛ كما انه ينهض باكرا ليلتحق بوظيفته قبل مؤذن المدينة؛ رسم له في ذهنه صورة محترمة رفعه الى مدير مؤسسة للتصدير والاستراد؛ حان موعد الحفلة تأبطت ذراعه وسارا في شارع اول مرة تطأه قدماه؛ لاحت يافطة مكتوب عليها مؤسسة النظافة العامة ينبعث منها صوت الموسيقى وفي ساحتها تجمع عمالها حاملين مكانسهم وفي زي العمل؛ بالكاد دخل المؤسسة تثاقلت رجلاه؛ اماهي فقد هرولت وعانقت والدها واخذت معه صورة ؛ ونادت زميلها هذا ابي الذي طالما حدثتك عنه؛ هذا الذي شق لي طريقا يبسا في يم الحياة ؛ كنس كل عقبة من طريقي؛ تسمر في مكانه ولم ينبس ببنت شفة؛ لانه صادف والده هناك فهو واحد من عمال المؤسسة؛ وزاد قلبه اضطرابا لما تقدم منه وقبله وكاد ان يموت حين سألته صديقته عن هذا الذي يحتفي به ؛ لكن والده انقذ الموقف لانه يعلم تحفظه عن وظيفة ابيه ؛ قائلا لها: هذا ابن اخي وانا احبه على نجاحه.

* طه حصين