مريم بدر حوامدة |
من دفاتر العمر
حدثت صديقتي يوما عن المتاعب التي تواجهني يوميا من ركوب سيارات السرفيس ومضايقات بعض الركاب ومشقة الطريق وما
شابه ذلك من منغصات تنزلق فجأة أثناء ذهابي وعودتي للعمل ... اخرى في الجوار تستمع للحديث نظرت إلى قائلة " لماذا لا تملكين سيارة خاصة لك !!! صمت لحظة طويلة ليس لأفكر في الرد ولكن سرحت وصمت أنظر بسبب غباءها وضعف ثقافتها وضيف الأفق لديها وبعد لحظات قلت لها ذلك لا يهم أنا أشكر الله كثيرا أن لي أقدام أمشي بها على الأرض ..
غادرت مكان العمل متوجهة للبيت مرورا بمركز المدينة لأستقل سيارة أخرى ما بين أول محطة نزول ووصولي للمحطة الثانية
كدت أن أصاب بدوار مما رأيت
طرقات وأرصفة تعج بالمارة من النساء والاطفال والعاملات والمتفرجات والمتسليات والثرثارات اللواتي اتخذن الشارع متنزه
امرأة قصيرة القامة ممتلئة القوام متعبة جدا تسير ببطء تعلق في كتفها حقيبة يد كبيرة نوعا ما وفي الكتف الآخر تعلق أيضا حقيبة جهاز لاب توب تكاد مؤخرتها أن تختفي من الحقيبتين
أسرعت وابتعدت قليلا لتداهمني سيدة عشرينية عيناها معلقتان في واجهة المحال و تضع طفلها النائم في عربة تجرها والشمس تلهب رأسه
ذكر يمسك بيد طفلة ويمشي مسرعا تتبعه زوجته تحمل مولدا صغيرا بين يديها وتتعثر قدميها بطرف ثوبها الطويل وبين لحظة واخرى يقف ويلتفت اليها ويشتمها ويكمل المسير
وصلت البيت قبل المساء متعبة جدا القيت بنفسي على السرير كي أريح جسدي ودماغي مرت نصف ساعة وبعدها استغرقت في الجهاد وعادة قلما أرى أحلام أثناء النوم ... قطعت وديان وجبال وأنا أبحث عن أمي والسماء شبه معتمة لعلي التقيها ،صادفني جنود ومنعوا عليي المسير فغيرت طريقي حتى وصلت لبيت صغير فقير الحال استقبلتني صديقة أمي وشقيقتها فشكوت لهن متاعبي ولم أرى أمي وكنت على عجل من أمري ..
...صحوت فتحت عيني والصداع يمتلك أجزاء رأسي صداع عنيف وخبر يقول فلانة ماتت اليوم ، حزنت انقبض صدري وهممت بمغادرة السرير لأفهم أكثر الرواية
ولكن رأسي المثقل عاد للوسادة دمعت عيني لحالها وقلت نعم الموت أفضل لها كانت مقعدة معذبة ووحيدة
---
عبير صفوت |
ما تأخذنا الية الكاتبة في كل ماتنثرة من عبير الكلمات المسرودة ، تلك الكلمات التى تأثر علي دقات قلوبنا ، بها الحب والسخط والخوف على الوطن والاعتراض علي السلبيات ، والاعتراض علي الشخوص الذين لا يشعرون بقضاية الوطن ، هي حالة من الإجتهاد والمعاناة والتأثير علي الأخرين بما تتحدث بة عن واقع مأثور بالشفافية والصدق ، تميزت ايضا الكاتبة بالواقعية وعدم التجمل ، واتصفت بالشعور الحسي الذي يشارك المجتمع في ثغراتة الحزينة ، هو طابع الوجه الحقيقي الذي يلازم ويعانق الكاتبة في علاقتها الوجدانية بنفسها وبرؤيتها للمجتمع ، ليس بطبيعتها السخط علي الأخرين ، أنما عندما ننعت الأخري بالغباء وضعف الثقافة ، فكان العقل الباطن يود ان يقول ، أنظري للأخرين ومشاكلهم ، فكان الصمت اشبة بقنبلة موقوتة اعتراضآ علي مأسي المجتمع وما يسير في الحياة من تحمل ومنغصات ، فصديقتها حقا لآ تشعر بوعكة المجتمع ، وقد تحقق الأمر بقسوتة في لقطات مشهدية كان لها وقوع الألم في نفس الكاتبة ، والكشف عن الحقيقة التي تحدثت بافعال تتجسد في البوح عن نفسها ، تتحدث الكتابة بكل المشاعر التي هي تعاصرها بدمائها وتتكابل بها معانقتا بالوجيعة والشفقة ، ٱنة العالم الذي يحيا داخل مكنون الكاتبة ، المحرك الأصلي لحياتها الدرامية ، وحياتها المحتكة ودخائلها التي تشارك المحنة مع اللذين يشعرون بالمجتمع الحقيقي ، أمثال نفسها وذاتها والتأثر والتبصر ، تمادت مشاعرها وغفلتها وهربت منها لتحيا بين المارة تشارك همومهم وتعيش بين أوجاعهن ، قضاية المجتمع المختلفة التي حملتها الكاتبة علي أعتاقها ، كان لها ثقل الألم والأوجاع ، واقع حقيقي غير مجمل ، وهذا يدل علي الرؤية الصادقة التي تعايشت بداخل الكاتبة ، كانت تود الكاتبة ان ترسم ببصرها لوحة للمجتمع نادرة تود ان تقول : هذا هو الواقع والمجتمع ، الرؤية السريعة والمشاهد الخاطفة هي علاقة بين التخاطر والمأساة ، التخاطر هي السيدة التي حملقت في وجة الكاتبة رويدآ ثم رحلت ، كانت تود ان تقوم بأفاقة خلد الكاتبة ، تؤكد لها ان ما رأتة حقيقة ، بعد أن تغيبت في المشاهد القاسية ، كانت رؤية الكتابة تشمل الحديث عن فئات المجتمع المراة المجاهدة والأسرة التي تجلت بكل قضياها المشاكل الأجتماعية ، فقد نوهت الكاتبة عن مشكلة هامة وهي السيادة الذكورية في المجتمع الأسري ، والمجتمع العشوائي امثال المارة ، الحقيقة ان الكاتبة تتحدث في هذا النص عن عدة موضوعات هامة العشوائية والمسؤلية القاسية والمجتمع الذكروي المتمرد ، والنساء المقهورات ، وعدم اهتمام المسؤولين باساسيات البلاد وابسطها الطرق الملتوية ، أيضا المارة اللذين يعيش كلا منهن حياة الأستهتار والثرثرة رغم الماساة التي يمر بها المجتمع ، تود ان تقول الكاتبة : ان هناك من لا يشعر بقضاية البلاد ، الحقيقة عاشت الكاتبة لحظات عسيرة اعتصرت مشاعرها في هذه الأحايين حتي اذ عادت للبيت ، جاهدت في النوم ، إنما الحلم العزيز الذي أتاها كان سبيل الى النجاة اليها ، فكانت الأم التي حلمت بها اشبة لطريق الخلاص ، وسط السماء الملبدة المعتمة،
قطعت الكاتبة أشواط في مجريات الاوعي تبحث عن الخلاص انما منعها الجنود عن الوصول للأستقلال وعن وصولها للوطن الأم ، حتي لهذا البيت الصغير الذي ربما يكون بة الدفء واستقبال الهموم والشكوي ، إنما الحرية لم تاتي بعد ، وهي متمثلة في عدم وجود الأم ، العجلة هي حالة التوتر التي تحيا بها الكاتبة في هذه الأحداث ، حينها استيقظت الكاتبة علي هذا الصداع وهذا الخبر المفجع ، محاولة الكاتبة لسعي وراء معرفة سبب موت السيدة التي رحلت ، وعودتها بسبب ثقل اطال برأسها ، والإيمان بأن الموت افضل لهذه السيدة ، هذا الأحساس والتعبير هو شعور دقيق ووجداني شديد التأثير بالمجتمع واقتناع بكمال القدرية ، بل انَ قد التمسنا في دخائل الكاتبة عدة ، اشياء ، منها الأحساس بقضاية المجتمع الأنثوي والتعنت الذكوري الشعور بوجعية المجتمع من قضاية وهموم ومشاركة الاوعي الذي لا يهدأ تأثرا بالإيمان بعدم الأستقرار والتوتر ، ورغبة الكاتبة في التحرر وانفراج الأزمة هذا ماتعودنا علية من الكتابة في كل نصوصها الإنسانية ، هي تتعاون بمشاعرها وتهلك وجدانها من اجل الحديث عن الأخرين ، فهي كاتبة تميزت بالحب للأخرين وتميزت بالعطاء في خصوبة الحديث بلغة ثرية الأحساس والتعبير ، تجعل مانملكة من نظرات عابرة في الطرق لها من التجسيد ما يبوح بالألم ويتحدث ويثأر من الظروف والزمان بافعال لها مرورد الدراما والتأثير النفسي علي المجتمع.
*عبير صفوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق