⏬ كانت فتحية الدعاس،تشعر بالملل واليأس، حين تخلى عنها زوجها وتركها تعاني الوحدة والضياع ، إثر مشكلات كانت تفتعلها العجوز حماتها للإستحواذ على ولدها الوحيد وليد،وكلما صادفها في الطريق
صديقه جهاد الذاهب إلى عمله التطوعي في جمعية خيرية لإغاثة الفقراء والمساكين ،كان يهدأ من روعها
وإنكسار قلبها مواسيا:
_ سيصحو وليد من غفوته،فهو يحبك ولايستطيع الإستغناء عنك.
وفتحية الدعاس مثل كثير من النساء المعثرات، لاذنب لها ،سوى انها تجيد الصبر ،وتلميع الطناجر، والحرص على الحياة الزوجية الهانئة.
قال لها يطبطب على كبرياءها المجروح :
_ولكنك كما تعرفين أمه امرأة أرملة ليس لها غيره في هذه الدنيا الواسعة !.
وهي تستغرب وتتعجب،ولاتتوانى عن سؤاله!
لماذا لم يعد يسأل عنها،وهي التي رهنت عمرها في خدمته وخدمة العجوز أمه،لكنها في كثير من الأحيان كانت تتفاءل وتشعر بالإرتياح حين تجلس مع نفسها تحدثها قائلة:
_(( آه ...لو كنت غير فتحية الفقيرة،والمستوحشة،لوكان أبي أرسلني إلى المدرسة لأتعلم ،لكنت الآن امرأة
ذات قدر وقيمة،ربما معلمة مدرسة،أو زعيمة نسوية لايعنيها كل ما يدور حولها من همس ،وما تزرعه حماتها من نكد وشر،ولكن ماذاينفع الندم ؟)).
في الجولة الأولى ،حين أقدم جهاد على حل المشكلة مع صديقه وليد أحبته فتحية وأعجبت بهدوءه ورجاحة عقله.
وفي الجولة الثانية ،تحقق حلمها لحظة غمرها بحبه أكثر من اللازم،فصارت تنام وتصحو وتهجس باسمه
وهي امرأة تتقن فن الكلام والحب فتسللت إلى قلبه مثل افعى الأحراش،ولأنها توسدت أحلامها ولبستها مثل ثوب مزركش بالألوان،دون أن تصطدم بصراخ أو أنين،اتبعت مقولة امها العجوز(كل قمحة مسوسة
لها كيال أعور).
اتفقا معا على الفرار إلى جزيرة مجهولة لاقرار لها ولا يسكنها أحد سواهما .
*ناديا ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق