اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أبو العلاء المعري.. الشاعر الذي حبس نفسه في سجون القلق والعزلة ...*آمنة الشريف

آمنة الشريف

* آمنة الشريف
لم أكن أعرف عن أبي العلاء المعرّي سوى أنّه فحلٌ من فحولِ شعراء العصر العباسي الثانية وأنه لُقِّبَ بالمعري نسبة لمعرة النعمان مسقط رأسه وأنّه متألقٌ في شعره بين شعراء عصره أبجديةً وشمسا، عدا أنّي كنت أحفظ له قليل من الأبيات، لكن بعد دراستي له
وجدت في طيات ذاك التألق الشعري خبايا كثيرة خبايا جسدية ونفسية وأدبية..

فنجد أن أبا العلاء المعري قد أُصيبَ بمرضِ الجدري في صغره، وقد اُبتُلي بيتمِ الأبِ وهو في الرابعة عشرة من عمره فما كان من حزنه على أبيه إلا أنه فقد بصر أحد العينين لتتداركها فيما بعد عينه الأخرى، وتلت الراحلين أمّه بعد سنتين من رحيل أبيه، فقد رثاها بقصيدة تفيض لوعةً وحزنًا، يقول فيها: "لا باركَ اللهُ في الدنيا إذا انقطعتْ أسبابُ دنياكِ من أسبابِ دنيانا".

" أرى أنّه بعزلته وقلقه وخوفه قد جار على نفسه فوق جور الحياة فألزم نفسه قيودًا لا يحتملها إنسانٌ طبيعي فحكم على نفسه أن يبقى في سجونه الأربعة: العمى والبيت والجسد واللزوميات "

فبعد ذلك لزم داره معتزلًا الناس مطلقاً على نفسه بـ "رهين المحبسين" إلا أنّه اُخترقت هذه العزلة طلابه من أهل العلم فلم يسلّم كاهله لسلسلة العواصف المُوهنة لم يعيقه فقدان والديه عن طلب العلم ولا عماه أيضًا، فَحمِل آلامه ومضى وأبحر في العلم فرهن نفسَه وحياتَه لطلبِ العلمِ وتعليمه وطموحه نحو النبوغ، فأبوه كان تاركا خلفه ابنًا دارسًا لفنون اللغة والأدب والحديث، قارئا القرآن على جماعة من الشيوخ متلقٍّ علوم النحو واللغة على يد جماعة من اللغويين والنحاة ورحالة لطلب العلم إلى حلب ومن حلب إلى أنطاكية، مما جعله أن يبدل وهنه قوة مُخرجً لنا من سلسلة العواصف سلسلة أعمال شعرية كسقط الزند واللزوميات وأعمال نثرية كرسالة الغفران الشهيرة ومسند أحمد وغيرها من الكتب..

لكن عندما غُصنا في بحورِ أعماله الأدبية وجدنا أن أثر تلك الابتلاءات على أدبه الزاخر وعلى حياته وعلى نفسيته، ففقدان الركنين الأساسيين في حياته أمه وأبيه كفيلة بأن تؤثر به وعليه كأي إنسان ولو بلغ من قوته ما بلغ عدا عن فقدان بصره، فنبدأ باعتزاله الناس أكثر من أربعين سنة إلا أن أهل العلم لم يتركوه للعزلة ألحّوا عليه وطلبوا شرب العلم من منهله فالتزموا داره آمّين له طالبين علمه وأدبه فقد كانوا عارفين لقدره ومنزلته معترفين بفضله ومكانته ولم يقتصر بعزلته فقط عن الناس والمجتمع وإنما أرادها في الآخرة فتمنى ألا يشهد الحشر في الناس، فيقول:

فيا ليتني لا أشهدُ الحشرَ فيهم
إذا بعثوا شعثًا رؤوسهم غبرَا

حتى أنه طلب أن يدفن بموضع لم يحفر فيه قبرٌ لأحد وكأنه يريد أن يرفع فوق قبره راية من الريح ونعرّج على اعتزاله النوعي الذي ألزم نفسه بالحرمان الطوعي، فيقول طه حسين: "لم يدع لنفسه شهوة إلا أذلها ولا عاطفة إلا أخضعها لسلطان العقل".

نجده في وصفه ارتكز على الأوصاف المعنوية كالحزن والألم والسخط القلق من الحياة والإنسان والنسل والمرأة، وكأنّ مر حكاياته جعلت الخوف والقلق دارجًا على لسانه فسطّر قسوة الحياة وقلقه من خلال حرفه وكلماته، ربما لم يملك عينين ليبكي ابتلاءاته ربما تحجرت آلامه في الأحداق فأخذ يبكيهما في شعره، فلو بحثنا في قاموس الوحدة والعزلة لوجدناه أَلِف كل مفرداتها وتحدّث عنها، فلم يتزوج وطلب من الشباب ألّا يتزوجوا وإن تزوجوا أن يتزوجوا المرأة العقيم وعد النسل ذنبًا لا يغتفر وكان يرى موت البنت خيرا لها من زواجها، وهو يسيء الظن بالمرأة فهي في نظره مصدر كل الشرور عدا أنه سَخطَ على الدنيا وهي في نظره أفرغت الشر على كل ما فيها سواء أكان إنسانا أم حيوان فيقول:

قد فاضت الدنيا بأدناسها
على براياها وأجناسها
وكل حي بها ظالم
وما بها أظلم من ناسها

ألا أننا نتفق معه في نظرته ومهاجمته للنساك المنافقين الذين يتخذون الدين سترا لنفاقهم فيقول:

توهّمت يا مغرور أنّك ديِّنٌ
عليّ يمينُ الله ما لك دينُ
تسيرُ إلى البيتِ الحرام تنسكًا
ويشكوك جارٌ بائسٌ وفقيرُ

أرى أنّه بعزلته وقلقه وخوفه قد جار على نفسه فوق جور الحياة علّه ينسى جور الحياة ويثأر منها لكن دون جدوى، فألزم نفسه قيودًا لا يحتملها إنسانٌ طبيعي فحكم على نفسه أن يبقى في سجونه الأربعة: العمى والبيت والجسد واللزوميات، فسجن الجسد سجن خيالي فلسفي وهو الجسم الذي كره النفس التي تستقر فيه ولا تتجاوز حدوده إلا حين يقضي عليها الموت، ففي شعره كان رهين حبس "اللزوميات" ولزم مالم يلزم، فقد قال في مقدمة اللزونيات: "قد تكلّفت في هذا الكتاب ثلاث كلف: الأولى أنه ينتظم على حروف المعجم، والثانية أن يجيء رويه بالحركات الثلاثة وبالسكون بعد ذلك، والثالثة أنّه لزم مع كل روي فيه شيء لا يلزم من ياء أو تاء أو غير ذلك من الحروف.

فكانت آلامه سلاحًا ذا حدين فإننا نجمع على أنّه أبدع فنًا جديدا أثبت في قدرته على التحدي والقوة والمواجهة عدا أن عزلته كانت مثمرة ومنتجة، فقد ترك لنا تاريخًا عظيمًا من الشعر والأدب والفلسفة، ضل معين لا ينضب للدارسين والباحثين فقد كان يمتلك حافظة ففجّر مواهب عبقريته في ما خلّف من روائع الشعر والنثر خلال عزلته واغترابه عدا أننا نجد الحكمة في طيات ما كتبه فيقول:

تعبٌ كلها الحياة فما أع
جب إلا من راغبٍ في ازديادِ
إنّ حزنا في ساعة الموت أضعاف
سرورٍ في ساعة الميلادِ
خُلقَ الناسُ للبقاء فضلّت
أمةٌ يحسبونهم للنّفادِ
إنما ينقلون من دار أعمال
إلى دار شقوةٍ أو رشادِ
ضجعةُ الموتِ رقدةٌ يستريح
الجسم فيها والعيش مثلُ السهادِ

* آمنة الشريف

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...