⏬ المشهد الثالث .
يضئ الجدار الثالث بجانب الجدار الايمن ، ويظهر الجنديان بملابس الميري ، يجلس (رجل الأمن) علي المكتب وامامة ال (مجند) يقف ينظر للبراح بتشدد ، يسئل (رجل الأمن )
: هل من مظاهر إخلال ؟
يجيب المجند في إهتمام وأصرار :
لا يوجد يافندم .
(رجل الأمن) يكشر عن أنيابه ، ويستكمل :
فتن ، تحريض علي الاقليات او الشخوص ؟
مجند : لا يوجد يافندم .
(رجل الامن) يكيل بقبضة من حديد يثوبها الي لب المكتب.
: أحترس من ارباك للصف العام .
المجند بشدة وعناد .
: متيقظين يافندم .
(رجل الامن) يتساءل :
: ماذا عن المخربين لممتلكات المواطنين ؟!
المجند : نحن أمام الاحداث عيون واعية.
رجل الامن: اذا هل من رهاب للبشرية ؟؟!!
مجند: كل المضاجع أمنه خاليه من قض .
وعاد المجند في لجة من التردد متفوه:
: ولكن اري رياح للتغير .
رجل الامن: وما مسارها ؟؟!!
المجند ينظر الي البراح في صمت كأنه يتطلع لمعرفة الامر .
(رجل الامن) يتحدث في أهتمام
: اذا علينا جذب طرف الخيط ، لنصل لنهايته.
اظلام
المشهد الرابع
................
يضئ الجدار بجانب الجدار الايسر ، يظهر الكهلان ، مرقس يرتدي بيجامة انيقة ذات القلم الواحد الأزرق في الأبيض ، يخطو ببطئ ثم يجلس ، تطوف بجانبه( إيفون) وهي تهمهم وتبخر وترتل .
أيفون: يجب أن نسبق الشمس الي شكرك ، ونحضر امامك عند شروق النور ، لا رجاء من لا شكر له يذوب كاجليد شتوي
ويذهب كماء لا منفعة فيه.
ينظر (مرقس) بأعجاب ويتابع(إيفون) بتأمل .
ثم يقول لها.
: الله لا يستجيب كل طلباتنا ، لكنه يحقق كل وعوده .
تبتسم(إيفون) وتقترب من (مرقس) وتقوم برسم صليب علي
جبينة .
وتقول:
: الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة ، بل لأننا ذا قيمة لان الله يحبنا.
يتنهد(مرقس) ويقول ل ( إيفون) .
: دائما تاثرينني بطقوسك الراااااائعه.
تبتسم (إيفون ) وتقول له في سماحة:
: الله محبه ونور.
ولحظه (صمت )
يلاحظ(مرقس) شعورا غريبأ ينتاب(إيفون) .
ويعقب :
: لم اراكِ من قبل عابسة .
إيفون: اري قلبي طالة الإنتظار .
(مرقس) يتعجب:
: عن أي انتظار تتحدثين ؟!
تتحدث (إيفون) وهي تنظر البراح شاردة .
إيفون : رياااااااح التغييير .
لحظة (صمت)
المشهد الخامس
..............
تضئ بؤره وسط ساحة المسرح ، يقف(محمد ) مفتول العضلات ، ممتلئ الفحوله يزهو بنفسه ،
ويتلفظ بثقة.
: لا مزيدا من العبث ، فقد ضللنا الطريق.
تظهر (عفاف) من خلفه ، ترتدي ملابس رقيقة محتشمة ،
وتقول في حيرة وتردد.
: محمد ، ماذا تقول يامحمد ؟!
تشعر (عفاف) بالريبه والخوف ، تنظر في براح مستديم أمامها ، وتبدو كأنها تبكي .
(محمد) يقترب منها في هدوء، ويرفع بوجهها اليه ،
ينظر في عينيها ويقول :
: عفاف لا تبكي ياعفاف ، انا أعني القدر المرسوم دائمأ لاصحاب الاستهداف .
(عفاف) تحاول ان تفهم .
وتعود وتقول كأنها تتنكر لكلمات( محمد) لانها لا تفهمها :
انا احبك يامحمد احبك .
(محمد) يبتسم وهو يرتب علي منكبها برقة وعطف ، كأنه يرثو لعقلها الذي لا يصل لتفكيره ،
ويؤكد لها :
عفاف كوني علي يقين دائما بالصواب .
(عفاف ) تفرك اصابعها .
وتقول في ارتباك بصوت مهزوز
: وماذا يقول اليقين يامحمد ؟!
(محمد) يضحك ببسمة جذابة ، ويمرر اصابعه علي راسها ، كأنه يداعب قطة صغيرة.
ويؤكد: يقول ، عليك الأن العوده الي الديار ، لقد تأخرت.
عفاف تضحك بصوت هادئ مثل الكمان .
وتقول من خلال ضحكتها اللطيفة
: اتخشي عليا الأمور يا(محمد) ؟
محمد يقول في جديه ، كأنه لا يتأثر بدلالها وخفة دمها. : (عفاف) عليك العودة الأن ، اشعر برياح التغير .
نظرت (عفاف) باستفهام وهمت الي طريق العوده صوب الديار ، ولم يبرح( محمد) الطريق الا خطوات ، وإلا سمع طلق ناري اوقف الدم في عروقه .
عاد مسرعا. فرأءها مطروحة مضرجة بدمائها .
يصرخ (محمد) صرختا مدويه .: عفاااااااااااااااف .
اظلام
المشهد السادس
......................
يضئ منتصف المسرح ويظهر (رجل الامن) ، ويقول بشده
لل (مجند) .
: رياح التغير ، رياح التغير ، أيعقل هذا بعد ثلاثون
باع ، تأتي الرياح بما تشتهي السفن .
يؤكد ال (مجند) : نعم يافندم بعد ثلاثون باع .
يسمع (رجل الأمن) أصوات ، يصتنت .
ويقول لل (مجند) :
: انهم قادمون استعد .
يستعد رجل الامن في يمين المسرح ، وال ( مجند ) في يسار المسرح.
يدخل الحج (عزيز) مستندا علي يد الحجة(عزيزة) ، ينظر الي البراح ويخرج عن هيبته ويبكي بتأثر شديد ، يرتعش وينادي
بصوت أجش عفاف .....عفاف.... اين انتي يا(عفاف) ،
تفطن الحجه(عزيزة) لكلمات الحج ( عزيز) وتقبض علي يدة المرتعشه بقوة ، بغير وعي وهي تنهنه بحال بكاء شديده ، وتأثر وشجن شديدان القسوة ،
تقول:
: (عفاف) راحت ياحج ، أبنتي راحت .
يتفوة الحج(عزيز) بغير وعي ، كأنة تذكر.
: رااااااحت ابنتي رااااااحت ، ولما انا اعيش ؟!
(عفاف) اين انتي؟! يابنتي يازهرتي ، انا هنا وانت هناك ، اواه من سخرية القدر يا (عفاف) ، انا هنا وانت هناك ، انت هناك .
تبكي الحجه عزيزة بحرقة .
ويردد الحج ( عزيز) :
: انا هنا وانت هناك .
يظهر (محمد) مندفع الي وسط المسرح بقميص مفتوح ، مهدل الشعر وعيناه منتفختان ، لا يري أمامه ، يحتجزه صديقة (ياسين) بكلتا يده .
يصدة قائلا باهتمام وعبوس : (محمد) ....(محمد) خلاص يا (محمد) ، لا فائده ، لا فائدة لقد، لقد رحلت يا ( محمد) .
(محمد) يعترض وهو يقبض منكبي(ياسين) :
لا يا( يايسن) لا ، (يبكي محمد) انها لم ترحل، يشير ثوب قلبه ويتنفس بعمق ، قائلا وهو يلوي شفتيه: انها هنا بقلبي ، هنا يا( ياسين) ، ينظر الي (ياسين) .
يلاحظ( محمد) وجود والد عفاف .
يقترب من الاب ويمسك يدة .
ويتساءل بعدم وعي كأنه لا يصدق .
: أبي...... أبي ، هل رحلت عفاف ؟؟!!
الام تشهق وتبكي .
والأب يردد:
انا هنا وانت هناك .
تبكي الأم من شدة الموقف ، يردد والد عفاف : انا هنا وانت هناك .
يدخل مجموعة من الشبان مندفعين .
يرددن: لا مزيدا من الصمود .
كل الانتظار .
ضجرت نفوسنا.
لهيب قلوبنا نار.
يدخل(مرقس) ومعه( إيفون) ، وفي وجوههم علامة استنكار ،
تري الحجة (عزيزة) تبكي تحتضنها تنهمر الحجة(عزيزة) لبكاء حار، ويأخذ (مرقس) بيد الحج(عزيز) ويرتب علي يده يعين أياه علي ما ليه ، ينظر إليه الحج (عزيز) ويصمت وتتوقف دموعه.
ياعاود الشبان الي هاتفهم.
أرحل .......أرحل ،
ينضم (محمد) و(ياسين)الي الهتاف . .
ارحل ........أرحل .
وينظر (رجل الامن) الي ال (مجند) .
ويقررا الاشتراك في الهتاف.
أرحل........أرحل .
يسير الحج (عزيز) بجانب(مرقس)
والحجه (عزيزة) بجانب ( إيفون) .
يهتف الجميع .
أرحل........أرحل .
تمت
*عبير صفوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق