ويَستمِرُ سُقوطُ الأصنام ...
... رِسالة إلى " الفيتوري "
سَقطَ " البشيرُ" ولاَت ثَمّ بشيرُ
هيهات يغفرُ ظُلمَهُ : التّبريرُ
سَقطَ البشيرُ ومُزّقَتْ قُمصانُهُ
وازّلزلَ الإذلالُ والدّيجورُ
واسّاقَطتْ أوثانُ كُفرٍ وانثنت
أعرابهُ وتفجّر التّنّور
طوبى ويهتفُ " نيلُنا " مُترنّماً
سَقطَ " البشيرُ " ولاتَ ثَمّ بشيرُ
فاشمخْ أيا " سودانُ " واعصف ثائِراً
سَقطَ القِناعُ وأُطلِقَ المأسورُ
" النّيلُ " نهرُكَ جمرهُ هذا المدى
يشوي الطّغاةَ و" ماؤهُ " الإكسيرُ
" النّيلُ " شَعبُكَ والحضارةُ مُلكُهُ
وسفينُهُ : التّهليلُ والتّكبيرُ
إنّي لألمحُ خلفَ موجكَ شُعلةً
تهبُ الوجودَ ضياءهُ وتُنيرُ
وأرى " مُحمّدَ " شاعِرَ العربِ الذي
شمختْ بهِ مِنْ جرحها " فيتورُ "
هذا أوانُكَ يَا " مُحمّدُ " فلتُعِدْ
مجداً لِ" يَعرُبَ " صادرتهُ دُهورُ
هذا أوانُكَ فلتقمْ مُتأبّطَاً
أمواجَ " نيلٍ " بِالنّجيعِ تَفورُ
وأبعثْ أعاصيرَ القصَائدِ علّها
تذرُ العروبَةَ نومَها وتثورُ
هيهات تُفلِحُ أُمّةُ في سيرها
فيها الحقيقةُ صوتُها مأسورُ
قم يا " مُحمدُ " ولتثرها صَرصَراً
النّارُ هادرُ عصفِها والنّورُ
فالشّعرُ سيفُكَ والقصيدةُ حدّهُ
والمُحصناتُ اللاهِباتُ نُذورُ
سقطَ " البشيرُ " وكلّ طاغٍ ساقِطٌ
وإلى " جهنّمَ " وحدُها : التّقريرُ
بالأمسِ هَدّدَ واعِداً متوّعِداً
غزو " الشّآم " فخانهُ التّقديرُ
مُتجَاهِلاً أنّ الشّآم : مَنيعةٌ
و" الياسمينُ ": لِتربِها : النّاطورُ
و" الشّامُ " : بيتُ اللهِ يحرسُ غيلَهَا
أسَدُ العروبةِ سيفُهَا المنصورُ
في ساحِها أُسُدٌ وفي أجوائِها
عُقبانُ قنصٍ جمّةٌ ونُسورُ
هَذي قصيدةُ مُؤمِنٍ بترابِهِ
ما شَابَها : التّضليلُ والتّزويرُ
شَرفُ القصيدةِ أنْ تُعرّي ظالِماً
علناً فعمرُ الظّالمينَ قصيرُ
أهديتها " السّودانَ "باسمِ عروبةٍ
الغارُ فوقَ جبينِها مضفورُ
بالنّزفِ صغتُ حروفَها مُستفتِحَاً
سَقطَ " البشيرُ " ولاتَ ثَمّ بَشيرُ
شِعر:د. مُهنّد ع صقّور
جبلة .. سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق