اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

زيارة غائب وقصص أخرى ...**عزت الخضري

1
أنا لك علي طول

الشارع كما كان البيوت كما كانت لم يبدلها الزمن أو تهزمها الايام
الاطفال يلعبون أمام أبواب بيوتهم لهم نفس الوجوه ونفس الملامح يرتدون نفس الملابس

يلعبون ذات ألعاب الاطفال القديمة
الشجرة العتيقة عليها العصفورين يقفان يغنيان علي ذات الغصن اغنيتهما الجميلة
المرأة العجوز تجلس أمام باب بيتها مفترشة الارض تلاعب الاطفال حينا وتصرخ فيهم حينا اخر
وتبتسم في وجوه العابرين دائما
بيتها قائما في مكانه ونافذتها التي كانت تطل منها علي الشارع وأطل منها انا علي ضحكات عينيها
وعلي ابتسامتها الجميلة - النافذة مغلقة -
توقفت عن السير لحظات – وعدت وحدي الي سفينتي علي شاطئ ذكرياتي –
في المساء حدثت نجمتي صديقتي التي تسهر معي كل ليلة – حدثتها عن النافذة ومن كانت تطل منها –
ابتسمت وقالت لي انظرهناك – نظرت فاذا حبيبتي تقف خلف ستائر نافذتها تمسك منديلا أبيض
-مددت يدي أهديتها وردة وقصيدة وأهدتني هي ضحكات عينيها وابتسامتها الجميلة –
- في الصباح جلسنا علي حافة النهر نداعب مياهه والأسماك الصغيرة –
-في وسط النهر قارب بلا مجداف يسير وحده في مياه النهر سار بنا القارب في اول الطريق
-صحبنا عصفرين يتعلمان الطيران – والحب –
-في منتصف الطريق بيت قديم تسكنه عرافة – قالت لنا هذا بابكم خلفه ضحكات ودموع –
-- قالت واختفت –
رجعت الي الشارع لاتزال النافذة مغلقة اقتربت منها علي حافتها وقفت يمامة أمام عش صنعته بيتا لها
في اخر الطريق التفت – احببت هذا الشارع وأهله – والبيوت علي جانبيه والشجرة العتيقة –
والاطفال وألعابهم وصراخهم والمرأة العجوز المفترشة الارض وابتسامتها الحنونة –
-وأظنهم أحبوني أنا الغريب الذي مر بشارعهم يوما فترك فيه – قلبا عاشقا وعيون سكنت هنا
وأقدام تأبي الرحيل –

2
يا مسافر وحدك

متشابكة ايادينا معا خرجنا سويا من الشارع الكبير لنصل الي الشاطئ
زحام شديد يخيل اليك ان اهل المدينة جميعهم هنا
هذا أتي مودعا وهذا أتي مستقبلا
عجوز تنتظر ابنها المسافر – عجوز تترقب حبيبها الغائب –
بكاء رحيل وأمل في لقاء قبل الصعود الي سلم المركب
همست في أذني سأعود في صباح الغد وأهديك وردة بيضاء – وابتسمت –
مركب الرحيل تنادي –حان وقت الرحلة –
علي سلم الصعود أيادي تأبي الفكاك منها ولم تستطع المقاومة
تتسلل يد من يد – كأنها تهرب منها –
عيون حزينة تلقي بدمعة وداع
واطفال تسال – من سيعطيها قبلة المساءوقبلة الصباح –
ورجلا يهمس لولده بكلمات في أذنه وهو يحتضنه ثم يدير وجهه ليخفي دمعة
في ركن بعيد طفلا تحمله امه علي كتفها يبكي وهو يلوح بيده
بعيدا عن العيون والزحام وقفت وحيدة تبكي وتنظر الي البحر ولطائر النورس وهو يفرد جناحيه
منتظرا – صافرة الرحيل –
تحركت المركب تشق طريقها في البحر وتحدث امواجا هي رسائلها الاخيرة الي الشاطئ
ايادي تلوح في الهواء وعيون من خلف دموعها تنوح وقلوب تنطق وداعا بحسرة وصمت
لوحت لي وارسلت ابتسامة حزينة واشارت بيدها – سأعود غدا –
لم اغادر الشاطئ – وانتظرت هذا الغدا –
تلتفت حولي لم أجد المركب ولا الامواج التي ترسلها – هل طارت الي السماء –
بالامس كنت طفلا صغيرا أجري وألعب هنا علي هذا الشاطئ أطارد الطيور حين تلمس ارجلها الارض
واحلم أن يكون لي جناحان مثلها وأطير وأري- أين تذهب الشمس في الليل – وأري الشاطئ الاخر – وبيت الطائر –
في صباح اليوم نظرت في المراة رايت وجه جدي حزينا – اختفت ضحكات عينيه وابتسامته الحنونة –
مراكب الرحيل موحشة سوداء تجري مسرعة يكسوها الظلام تحمل اولادا صغار قلوبهم تحيا
قصص الحب والبدايات الجميلة –
مراكب العودة جميلة بيضاء بطيئة انوارها – مبهجة –
تحمل عجوزا وحيدا – وحدة النهايات الحزينة –
ذات صباح صعدت الي مركب الرحيل – رايت المدينة فتاة جميلة تطل من نافذتها في يدها وردة
يتغزل فيها كل البحارة وعلي الشاطئ قلوبا تبكي وعيونا تنادي العودة وأيادي تصافح الهواء
وأيادي تمتد مع الريح لتمسك المركب وتمنعها الرحيل –
قبل الغروب الي مركب العودة رأيت المدينة امرأة عجوز حزينة أغلقت نافذتها
وأنزلت ستائر العمر – مدينة خالية هجرها اهلها وبقيت وحيدة –
الشاطئ في سكون – هنا أثار لبقايا اسمين كتبا علي الرمال
وطائر تعب من الطير –فهبط يستريح هنا او يدفن هنا –
عاد طائر النورس ولم تعد المركب هبط بعيدا التقط طعامه وطار ولم تلمس ارجله الارض
من بعيد لمحت مركب عائد انتظرت حتي رسي علي الشاطئ –
نزل جميع الركاب وبقيت انا وحدي انظر الي البحر الكبيير –
نزلت من مركب السفر احمل حنين غياب الف عام – اين من كانوا هنا بالامس –
وصلت الي الشارع الكبير جلست علي الرصيف استريح وأبحث عن مدينتي –
امرأة عجوز بجانبها طفلة صغيرة يتهامسان –
سأ لت احد العابرين امامي عن المدينة – التفتت العجوز ناحيتي وابتسمت –
جاءت سيارة وتوقفت أمامي قامت الطفلة وامسكت بيد المرأة العجوز وسارا معا
نزل السائق وفتح الباب وساعدها في الدخول الي السيارة –
عادت الطفلة تمشي بخجل ناحيتي ووقفت أمامي – ابتسمت لي وأعادت كف يدها من وراء
ظهرها وقالت وهي تعطيني الوردة البيضاء –
جدتي تقول لك حمد الله عالسلامة وعادت مسرعة الي السيارة التي انطلقت تسابق الريح
جلست علي الرصيف وحدي انظر الي مدينتي ونوافذها المغلقة في يدي وردتي البيضاء –

3
زيارة غائب

هاهي الشمس ترسل شعاعها الذهبي من بعيد وبدأت نسمات الصباح تصحبها اصوات العصافير تشق الصمت المخيم
علي المكان –انه صباح يوم جديد- -- هل سيأتي اليوم أم تراه سيتغيب اليوم أيضا كما فعل في اليومين السابقين ---
هو زائري الوحيد يأتي لزيارتي كل يوم في الصباح – ويقضي النهار بأكمله – علي سور نافذتي –
-يغيب ساعة ويأتي ساعة – كأنني ولده يأتي ليطمئن علي –
أخرج له اصابعي من ثقوب في النافذة وأضع عليها بقايا – بقايا خبز ناشف – قمت بتكسيره ثم بطحنه بكلتا كفي
ليكون حبات صغيرة يسهل عليه التقاطا بمنقاره الصغير ويأتي هو ويقف علي سور النافذة ليبدأ في التقاط حبات
الخبز المطحونة – من علي أطراف أصابعي – وأحيانا يصعد فوقها فرحا مطمئنا بماصنعته له –
ينتهي من وجبة الطعام ويبدأ في التحرك سريعا علي سور النافذة – ذهابا وايابا كأنه يمارس رياضة ما –
يطير ويغيب عن عيني لحظات ويأتي ثانية ويقوم بالعاب في الهواء – تبعث في نفسي السرور-
فتخرج من فمي ضحكات – يسمعها هو فتتعالي اصواته وهو يغني – ليعلن لي أنه يشاركني الضحك –
-وقبل أن يحل الظلام يأتي ويقف علي أطراف أصابعي وينظر الي مودعا ويطير –
-منذ أكثر من عام وهذا يحدث كل يوم – وفي بعض الاحيان يصطحب معه بعض أصدقائه أو اخواته –
بل انه أتاني زائرا ومعه – أظنها وليفته – ليعرفها علي صديقه الساكن في تلك الغرفة –
-التي لها نافذة حديدية لاتفتح –ولها باب يفتح فقط ليدخلوا الي منه مايسمونه طعام –
- ويوجد بها قطعا قديمة من – الخرق – يسمونها مرتبة وأخري يسمونها – وسادة –وأخري غطاء –
وحيطان يغلفها السواد هي وأرضية الغرفة – وبعض الاواني المتهالكة وكأنها هنا منذ –مئات السنين –
ومسامير مثبتة علي الحائط لاعلق عليها ملابسي – وهي نوع واحد ولون واحد –
-ومكان أخر لو شاهده او اشتم رائحته المنبعثة منه لفر هاربا وماأتي زائرا ابدا-
-منذ متي وأنا هنا لم أعد أتذكر ولماذا أنا هنا واي متي سأبقي –
كل ماأعلمه الان أن صديقي الذي يزورني كل يوم – غائب عني – منذ يومين وهذا هو اليوم الثالث
ولم يأتي أيضا –هاهي حبات الخبز – طعام اليومين السابقين له – موجودة فوق السور –
ماذا لو هبت رياح شديدة وأزاحت طعامه الذي أعددته له – قد يظن أنني نسيته أو اهملت في اعداد
الطعام له فترة غيابه –
مددت بصري لأبعد مكان يمكن أن يصل اليه بصري – قد يكون هنا أو هناك – هل يكون علي
غصن تلك الشجرة أم تراه فوق تلك البعيدة – أين انت ياصديقي –
ماذا حدث هل توجه الي أحد النوافذ المجاورة لنافذتي وأصبح صديقا لساكنها –
قد يكون مريض ومنعه مرضه من زيارتي اذا كان الأمر كذلك – فمن المفروض ان أقوم أنا بزيارته –
-ولكن كيف سأزوره فأصابعي لاتستطيع الوصول الي أبعد من سور نافذتي –
-وقد يتهمني بأنني لست صديقا مخلصا في صداقتي له –
-كيف ساوضح له أنني لست مثله استطيع الذهاب الي حيث أشاء وقتما أشاء –
- وأن ماتستطيع عيناي الوصول اليه هي أوراق الشجر أمام نافذتي الحديدية المغطاة بأسلاك –
غابت الشمس وحل الظلام ولم يأت زائري وصديقي اليوم أيضا- قد يأتي غدا –
-سأكون في انتظاره وأخرج له أصابعي عليها طعامه الذي أعددته له –
سأنتظره مع اشراقة صبح جديد ليسمعني لحنه الجديد – من خلف نافذة حديدية –


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...