اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

" قصة الجريمة " الخادمة والأسياد ...**بقلم :عبير صفوت


بعد اليوم ، لن تتجراء الصدف أن تفاجئ النفوس ، فانا خالق الصدف ومحرك القدر ، حين تعصي البشرية والظروف و تعاند بعض الأشياء .

...
لا يبدو علية اضطراب او شائكة ، تقول انه بغير موت الفجأة ، بدي الأمر بسكتة قلبية لحظية .
هذا ماقالة الطبيب الشرعي ، عندما كانت الجثة ملقاة في بساط طريق المارة لعمال يعملون في حانوت لابتياع برادة الحديد وادوات الطلاء وفرش التغطية .
تمعن الطبيب في عيون القتيل وتبين مالا يدل علي غموض يلفت الأنظار ، قائلا : أعتقد ان الجريمة هنا ليس لها مكان .
قال المحقق: لا توافيني الا بعد التشريح.
...
أنطلقت المراة في عزاء نفسها الصاخب ، حيث انتفخت مهدلة الاجفان ، وتناثرت شعيرات من الرموش تسبح في مأقيها تتنفس في تصاعد الأنفسة جمرة تلهب باحة الصدر محرقة تقول بهديل الأسي : سقطت أحلامي وسقطت حياتي ، بل سقط الوجود كلة ، وزفرت : ما كان لي غير سوء الأقدار .
واستغفرت بارئها في دراما رابحة .
نظرها المحقق وهو يربت علي احزانها قائلا : التحقيق لا يضعك محل الشك .
دهشت الزوجة الشقية قائلة : الشك...الشك...كلمة غريبة علي هذا الموقف ، لك سيدي ان تعرف عن الماضي الكثير ؟
فطن المحقق بمقل حائرة دلت علي الاقتناع يطرد ظلال التخمين ، وهو يتعاطف : نعم ست أحسان ، الكل يتحدث بنزاهتك لأمر الراحل والأهتمام به .
احسان يأخذها الماضي في لمحة : عزيز هو السحاب ، لا غني عن السحب هي بجوف النبات غذاء من المطر ، هو الشمس في الصيف ، والاقمار في الوحدة ، وظلا في الطريق .
نفض المحقق عاطفة كانت متلبدة بين ضلوعة ، قائلا وهو يعاند الرثاء الذي كان يلاحقة بظن : التواجد هنا ليس للادانة ، بل هو لشهادة وبعض الأقوال .
................
جلس الحج رفعت الملواني بهيئته الضخمة ، وحصونه المتهدجة من حمل الشحوم والدهون فوق عظامة ، وهو يمسح شاربة المنفوش بتأثر ، قائلا : حقا بطلوا ده واسمعوا ده ، هذا الرجل الطيب الأصيل ، يجريَ له ما جري ، ويضرب كفية متعابا بالازمان ، وله ملكش أمان .
تمثل المحقق في حالة من الأنصات حتي برح الظن منه قائلا : عليك ان تسرد الامر ياحج رفعت ، خصتا وان الواقعة كانت في عقر عملك .
خرج الحج رفعت عن هاجس كان يراقصة توا ، قائلا في تعمق : هي عادتة ، يأتي ، يجلس ، يشرب كوب الشاي ، لا غير ذلك ، وحدث ما حدث .
المحقق : سبب الوفاة ياحج رفعت ، برادة الحديد التي تناولها بكوب الشاي .
يهيج ويثور الحج رفعت : بيني وبين الباطل عداء وحاشا لله.
.................
يجلس سرور مهزوز الأضلاع ، نحيف الهيكل ، مرتعش مشرئب المقل بأجفان ينطلق منها الغباء ، يحاصره المحقق بسؤال مفاجئ : مالدافع وراء الجريمة ؟!
يهتز سرور في ملابسة الرثة معكوف عليها الفقر والحوجة ، قائلا بجحظ فارغ عيناه : انا انا لا ادري يابيه .
المحقق يفيض به الظن ولهجة من الطهق تعتلية : فاض الأنفاس بالرجل في باحة الحانوت ، لا غيرك انت وصاحب العمل اثناء الواقعة ، بمسرح الجريمة .
سرور يسرد ما تم عملة: قمت باعداد كوب من الشاي بأمر من المعلم ولا غير ذلك .
المحقق في استغراب يداعب : كيف لبرادة الحديد ان تدخل كوب الشاي ، هل هي قفزت لحالها ؟!
سرور يجيب متعقلا : بالطبع لا يابية .
المحقق : اذا كيف تم الأمر ؟!
سرور : لا ادري ، لكن عندما خرجت ، سمعت ارتطام بعض الاشياء ، عندما عودت رايت بعض العلب وقعت بجانب عم عزيز .
المحقق يأخذه اللفظ و يتسأل : عم عزيز ؟
يتلفظ سرور وهو يهتز : طبعا يابيه ، عم عزيز هذا بمثابة أبي ومعلمي ، أنما القدر ، القدر يابيه .
المحقق : تريد ان تقول ان برادة الحديد التي وقعت القيت في كوب الشاي بدون علم الجميع .
سرور ؛ من الجائز يابيه .
المحقق : ألم تري ذلك بأم عينيك ؟!
سرور في نبرة تعاطف : والله لم اشاهد ابدا .
.......................
جلست ذكية بعيون تمتلئ بالذكاء ، ملفوفة في عود فارغ من الملامح وجمجمة راسها المجوف تحاول ان تراود المواقف بالتكامل : وهي تنتظر ان تجيب بعد التعمق علي سؤال .
حيث القي المحقق حجرا اثار رجفة في قاع البحيرة ، حين سألها : اسردي لي اللحظات قبل الأخيرة .
تحمست ذكية قائلة : قبل الخروج بلحظة قامت سيدتي أحسان بتحضير كوب الليمون ل سي عزيز قبل الخروج هذا كان احدي طقوسها .
المحقق يستعلم : الكوب الذي به الليمونادة اين ذهب يا ذكية ؟!
قالت ذكية : قامت بتنظيفة ست احسان .
...................
جلس المحقق يتنصل بالظن لزوجة المجني علية ، قائلا بنبرة من الأتهام : ما حكاية كأس اليمونادا؟!
تجيب أحسان بلا مبالاة: طقس تعود هو علية قبل الخروج .
المحقق : ولما قامت بغسل الكوب .
احسان تشعر بالسخرية : وماذا يفعلون النساء غير عسل الأغراض .
المحقق يعد لها مواجهة ثقيلة : ذكية تقول ...
تنهر احسان المحقق في ولهه قائلة : هذه البنت غير محبوبة ، كان يعتز بها عزيز ، انما الان هي ليست خادمتي .
المحقق يتعجب : لماذا ، ما السبب ؟!
زوجة المجني علية : كانت غامضة السلوك ، كم مرة اراها مع الولد سرور يتهامسون في الظلام ، انها اهل السوء والظن .
......................
جلس سرور ينتظر في حالة مزرية ، علي كرسي مصدي وفوق راسة اضاءة تذهب لب العين تحرق المقل ، علي هذا الحال ساعات .
حتي ناورة المحقق الذي كان يجلس في الظلام ، بسؤال : سرور انك مدان ، لقد اعترفت ذكية ، والأن انت القاتل الوحيد .
اهتز سرور مخاطبا لظلمة: انا برئ برئ يابيه ، انا منفذ الاوامر ، قامت بالتخطيط وانا نفذت .
المحقق: عليك الأن ان تقترب من شيطانك لمحاسبته .
.....................
الطبيب الشرعي في تعجب : من لا يري بعينية لن يصدق ابدا .
المحقق يسرد اصول الواقعة : ضغط وحقد بين الخادمة والاسياد ، صاحبة المنزل تود رحيلها ، والخادمة تود الانتقام ، فما كان لها الا التواطؤ مع سرور يجرف العلب فوف المكان المعتاد الذي يعلو راس مقعد الراحل ، تناثرت برادة الحديد فوق كوب الشاي مقصودة .
الطبيب : انتقام أعمي ، يحذف العشرة ويمحي العيش والملح .
المحقق : مستجد الاقدار دائما تفاجئ البشرية برياح مستبعدة.
الطبيب يمازح : اذا تمسك جيدا بالدفة .
تمت

*عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...