اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

إبداع جديد ـ قصة قصيرة .... *هدى محمد وجيه الجلاب

فتاة بيضاء بعمر الزهور، تقفُ على المنصة بهدوء وثقة
وسط شريحة مُثقفة على مستوى رفيع بتذوق فن الكلمات..
اسم عائلتها ليس غريباً على مسامعي أقولُ دواخلي
وأنصتُ بشغف بينما تقرأ قصيدة بهيّة رائعة..
سرى سلسبيل عذب بأناة وعبير مسكوناً بعبق جميل
مع دفق معشوشب الأوصال..
مع الصوت المموسق راحَ الوقتُ يترنّم طرباً بينَ دهاليز
خبايا وآمال..
بعضُ الحضور ينظرُ حَالماً ويتلمظ إلى بياض الوجه الصافي وحمرة شفتين خمريتين
وآخرون يغوصون في بحر بديع يتدفق حيوية مِن بين أجنحة فضفاضة تثنّى نور
ولعبتْ آفاق مُتموجة..

شردتُ كعادتي حين يراودني هاجس
وتذكرتُ أول خاطرة قرأتها في مُعسكر الطلائع وسط عدد كبير مِن الرفاق،
تجسدّت أمامي ليالي السمر ولعبة شدّ الحبل نحو الأقوى ..
أبتسمُ وأحمدُ الله أنّ البعض لا يُجيد قراءة الأفكار كي لا يستشف ملامح رحلتي الخلبيّة
الطارئة على متنِ خيالي في وقت غير مناسب للتحليق والسفر.
تذكرتُ والدي رحمه الله: - ادرسي بجد يا ابنتي لا تعبثي بالألوان، فن الرسم ليس لنا،
صدقيني هو لن يُطعمك الخبز الحاف، ستصبحين مُعلمة
في مدرسة إنْ شاء الله
هذا سيجعلك تعيشين مُكتفية على أضعف الاحتمالات..
كنتُ أهوى الرسم بجنون، أعشق نسيج الورق وروح الألوان وحضورها الزخم،
خاصّة اللون الأزرق البهيّ الذي أراه يموج في بحر السماء،
لماذا لمْ يشدّ أبي على يدي للمثابرة؟
كنتُ أنظر في وجهه الطافح بالحنان دونَ جواب يشفي عطشه للاطمئنان على مُستقبلي،
كان على ما أظنّ يمقتُ نظراتي المُبهمة المسكونة بعفاريت الليل وشغب النهار..
قرأتُ فاتحة على روحه وصحوتُ على ثناء أحدهم على الإبداع الجديد للفتاة الصغيرة،
قلتُ في بالي عندئذ سوف أشجع ابني على فن الكتابة، لمحتُ فيه بذرة جيدة قابلة للنمو
لكن لنْ أقفز فوق الحبال كي يصل قبل الأوان..
عند نهاية الأمسيّة وفي زاوية منفردة وقفتُ مع الفتاة الصاعدة التي بادلتني الشعور اللطيف ذاته
كأنها تعرفني منذ زمن بعيد، تصافحنا ثمّ سألتها عن اسمها الثلاثي عن عمل والدها كي أتأكد
وصدمني أمر نقلني إلى الوراء سنوات عديدة..
أتذكّر شخص راغباً مساعدتي مادياً يقولُ بصوت خفيض: - أعرف ظروفك الماديّة
لا تملكين المال لطباعة كتاباتك، إذا كان هدفك أنْ تصل الأفكار إلى الناس
هُناك مَنْ يرغب بشراء كلّ ما تكتبين مِنْ شعر وقصص بمبلغ خيالي
وسيضع اسم ابنته المُدللة على الغلاف للبريستيج مع أنّه ينوي أنْ يدخلها الجامعة كي تصبح طبيبة مثله..
أجبته مُمتعضة: - هذه ترهات اعذرني.
مُستنكراً رفضي بلهجة مُستغربة: - لماذا؟ هو طبيب ثريّ يبحث عن الشهرة
وأنتِ سوف تكتبين مِن جديد فأنتِ مُحيط كلمات مَا شاء الله عنك.
- لا يا شاطر العبْ غيرها لو عشت حياتي على الخبز اليابس لنْ أبيع كلمة خرجت مِن ثنايا روحي ..
ربّما لا تعني كتاباتي الكثير للبعض لكنّها فتات روحي
قلبي ذكرياتي وجودي ألمي فرحي عشقي حياتي تباَ للمال الملعون، لا مستحيل
لنْ أبيع روحي بمال الكون..
- هكذا أنتِ لنْ تتغيري فقريّة الله يصلحك.
يا إلهي اسم والدها ذاته، عمله، بلده، سبحان الله
"جبل مع جبل لا يلتقي" كما يقولون لكنْ تلتقي الناس
والأفكار وبعض أسرار..
ثمّة شيء يجعلني أحمدُ الله أنّ الأدب لا يزال بخير وأنّ الإبداع موجود مهما تغيرت الأسماء..
على الرغم مِن الحرب الدائرة والتخريب والتضليل وسرقة الوجبات الجاهزة
لا يزال هُناك أمل ذات حين بشروق نقيّ صادق الأنفاس..
رجعتُ إلى حضن بيتي المتواضع أسألني: هَلْ أخطأت حين تركت مَن يسبقني إلى رزمة المال؟ مَنْ رضي بيع مشاعره ليشتري اللحم والخضار..
ضجيج فظيع يسحبني مِنْ شحمة أذني وأنا أقطع الشارع العريض بشرود وينقذني الله
مِن دواليب سيارة مسرعة كادت تسحبني إلى الدار الآخرة ..
تشهق حواس عابرة وأتابعُ السير مع تيار لا يُشبهني في شيء
حيث يهرولُ قدر عجيب وتلهث عقارب عمياء..

*هدى محمد وجيه الجلاب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...