هنا..
حيث يبدو الماضي ضبابيًا سحيقًا
والمستقبَلُ بنا... يزحَف.
هنا...
حيث الخريفُ يعلنُ انتِشاءَهُ العَبَثيّ
والأرضُ حُبلى
والقلوبُ لها رَبيع.
انهض أيّها الجسدُ القُربانُ
ودّعِ الهاويَةَ التي تَسكُنُك
واصنَع الأفقَ الذي سيتّسِعُ انطلاقَتي
بعد اتكائِكَ على رمادٍ غدا يَتَكَلّم ...
وقد صاهَرَ غيمَةَ الحرّيّةِ العَصيّة
هنا ...
أيّها اللّيلُ الذي يَهبِطُ ارتِعادا
حيثُ النّوافذ أُرقِدت صَرعى
هنا ... حيثُ ينتَفي كلّ فَرقٍ
والصمتُ يُنزَفُ
كُنْ مُغيثي أيّها النّزفُ الذي يَكتُبُني
قدَرِيّان نَحنُ، واللّيلُ يَعشقنا ..
وبلا لماذا...!!
هنا...
حيثُ يَغدو الوقتُ مَناخَنا العَصيَّ بِغيابِ النّوافذ
والبرقُ نرجوهُ زينَةً للجسَدِ القربانِ في صحوِ المَواسِم
مهدُ احتمالاتٍ يصيرُ الأفق
حين تتّخِذُ الظلالُ ظِلالا تَتَجعّدُ في أحضانِ الغيم
كيف اقرأكَ أيّها المطرُ ؟ أم كيف أراك؟
وأنتَ المَخبوءُ في رَعشَتي...
سهامًا تًرامَت منّي إليَّ
وصمتًا تقمَّصَ خوفي عَليَّ
فأنسى كيف أحوّل روحي إلى نافذة...
وأنسى بأنّي قدرٌ تناهى منّي وفيَّ
هنا حيثُ لا ظلّ للأزمنة
والعيشُ صدى الوَثبَةِ المُمكِنة
والغيثُ تَسوقُهُ العيونُ النّاهِضَة
تحيي الأرضَ اللاجئةَ تحتَ ركامِ الوَهمِ
والغيثُ...
الغيثُ وحدَهُ يبتَكِرُ البِداياتِ التي لا يُرهِقُها التّزاحم؛
حين يغدو الجَسَدُ قُربانًا؛
وفي وطنِ الجِراح...
ينتظر من الرياح المُشبَعات بالبَرقِ عِناقَ الأبد.
هنا ... حيثُ يَرسمُ الموتُ ملامِحَ الفُصولِ
ويكتَشفُ –ومن جَديدٍ- مرامي الشّمسِ
حيثُ يَستفيقُ نداءُ التُّرابِ
وتَسكُبُ الكَلماتُ أحشاءَها
يُعلِنُ اليَقينُ أنَّهُ أكبَرُ من أن تُحدّدهُ الكلماتُ
لأنّ الزّمن لا جسدَ لَه
فَخُذ يا مَدُّ مِن جَسدي
لتَبقى خادِمًا للموتِ
حيثُ الخطواتُ تَقتَحمُ الغبارَ؛
تعيد كتابَةَ التاريخ؛
وتاريخي أنا – وقبلَ ولادَةِ الغُبارِ- كَتَبَتهُ حَمامة
هنا لا شيء
هنا كل شيء
هنا اليومُ ليسَ يومًا
والنّومُ ليسَ نومًا
أنا... لا ما أريدُ
وانتَ لست ما تَرى!
هنا النوافذُ ليست تَرانا
هنا لا تَتَناسَلُ الأمكِنَة
هنا لا تَتناسَخُ الأزمِنَة
هنا الظِّلُّ شمسٌ
والموتُ هُنا مِظلّةٌ مُعلَنة
هنا العُمر صوثٌ
هنا عاد يصرُخُنا صَوتُنا
يتقمّص لونًا يشبِهُهُ يَومُنا
يمازِجُ الغُبارَ ؛ والغبارُ طَقسُنا..
وتعلنُ الرّياحُ أمثولَةٌ عاقِلة
الوجَعُ بنا يَقتُلُهُ الوجَعُ
والرِّحلَةُ يَختِمُها أهلُها..
هنا ... ما هنا؟؟
هنا مُنتَهى ما لا يَنتَهي
ويَبتدي الكُلّ إذ يَنتَهي..
هنا ... ما هنا؟
هنا الجرح أفقٌ؛
هنا الأفق صوتٌ؛
هنا ... ما هنا؟
هنا خَطوُنا فوق المدى يغدو فُلكًا لنا؛
هنا التّنور يفورُ بنا؛
باسم الله هنا ربّاننا صوتنا...
هنا ممسكون خيوط الرّياح؛
نمضي لنرفعَ إنساننا...
حيث يبدو الماضي ضبابيًا سحيقًا
والمستقبَلُ بنا... يزحَف.
هنا...
حيث الخريفُ يعلنُ انتِشاءَهُ العَبَثيّ
والأرضُ حُبلى
والقلوبُ لها رَبيع.
انهض أيّها الجسدُ القُربانُ
ودّعِ الهاويَةَ التي تَسكُنُك
واصنَع الأفقَ الذي سيتّسِعُ انطلاقَتي
بعد اتكائِكَ على رمادٍ غدا يَتَكَلّم ...
وقد صاهَرَ غيمَةَ الحرّيّةِ العَصيّة
هنا ...
أيّها اللّيلُ الذي يَهبِطُ ارتِعادا
حيثُ النّوافذ أُرقِدت صَرعى
هنا ... حيثُ ينتَفي كلّ فَرقٍ
والصمتُ يُنزَفُ
كُنْ مُغيثي أيّها النّزفُ الذي يَكتُبُني
قدَرِيّان نَحنُ، واللّيلُ يَعشقنا ..
وبلا لماذا...!!
هنا...
حيثُ يَغدو الوقتُ مَناخَنا العَصيَّ بِغيابِ النّوافذ
والبرقُ نرجوهُ زينَةً للجسَدِ القربانِ في صحوِ المَواسِم
مهدُ احتمالاتٍ يصيرُ الأفق
حين تتّخِذُ الظلالُ ظِلالا تَتَجعّدُ في أحضانِ الغيم
كيف اقرأكَ أيّها المطرُ ؟ أم كيف أراك؟
وأنتَ المَخبوءُ في رَعشَتي...
سهامًا تًرامَت منّي إليَّ
وصمتًا تقمَّصَ خوفي عَليَّ
فأنسى كيف أحوّل روحي إلى نافذة...
وأنسى بأنّي قدرٌ تناهى منّي وفيَّ
هنا حيثُ لا ظلّ للأزمنة
والعيشُ صدى الوَثبَةِ المُمكِنة
والغيثُ تَسوقُهُ العيونُ النّاهِضَة
تحيي الأرضَ اللاجئةَ تحتَ ركامِ الوَهمِ
والغيثُ...
الغيثُ وحدَهُ يبتَكِرُ البِداياتِ التي لا يُرهِقُها التّزاحم؛
حين يغدو الجَسَدُ قُربانًا؛
وفي وطنِ الجِراح...
ينتظر من الرياح المُشبَعات بالبَرقِ عِناقَ الأبد.
هنا ... حيثُ يَرسمُ الموتُ ملامِحَ الفُصولِ
ويكتَشفُ –ومن جَديدٍ- مرامي الشّمسِ
حيثُ يَستفيقُ نداءُ التُّرابِ
وتَسكُبُ الكَلماتُ أحشاءَها
يُعلِنُ اليَقينُ أنَّهُ أكبَرُ من أن تُحدّدهُ الكلماتُ
لأنّ الزّمن لا جسدَ لَه
فَخُذ يا مَدُّ مِن جَسدي
لتَبقى خادِمًا للموتِ
حيثُ الخطواتُ تَقتَحمُ الغبارَ؛
تعيد كتابَةَ التاريخ؛
وتاريخي أنا – وقبلَ ولادَةِ الغُبارِ- كَتَبَتهُ حَمامة
هنا لا شيء
هنا كل شيء
هنا اليومُ ليسَ يومًا
والنّومُ ليسَ نومًا
أنا... لا ما أريدُ
وانتَ لست ما تَرى!
هنا النوافذُ ليست تَرانا
هنا لا تَتَناسَلُ الأمكِنَة
هنا لا تَتناسَخُ الأزمِنَة
هنا الظِّلُّ شمسٌ
والموتُ هُنا مِظلّةٌ مُعلَنة
هنا العُمر صوثٌ
هنا عاد يصرُخُنا صَوتُنا
يتقمّص لونًا يشبِهُهُ يَومُنا
يمازِجُ الغُبارَ ؛ والغبارُ طَقسُنا..
وتعلنُ الرّياحُ أمثولَةٌ عاقِلة
الوجَعُ بنا يَقتُلُهُ الوجَعُ
والرِّحلَةُ يَختِمُها أهلُها..
هنا ... ما هنا؟؟
هنا مُنتَهى ما لا يَنتَهي
ويَبتدي الكُلّ إذ يَنتَهي..
هنا ... ما هنا؟
هنا الجرح أفقٌ؛
هنا الأفق صوتٌ؛
هنا ... ما هنا؟
هنا خَطوُنا فوق المدى يغدو فُلكًا لنا؛
هنا التّنور يفورُ بنا؛
باسم الله هنا ربّاننا صوتنا...
هنا ممسكون خيوط الرّياح؛
نمضي لنرفعَ إنساننا...
*صالح أحمد (كناعنة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق