كان
الصباح هو الوقت الأفضل للكتابة لدى فوكنر، على الرغم من أنه خلال حياته
درّب نفسه على التكيّف مع أكثر من روتين للعمل متى ما اقتضت الضرورة ذلك.
عندما كان يكتب “As I lay Dying” في الظهيرة قبل أن يخرج لورديّته الليلية
في مصنع للكهرباء. كان فوكنر يجد أن العمل الليلي أكثر ملاءمة له. ينام في
الصباح عدة ساعات ويكتب طوال الظهيرة، ثم يزور والدته لشرب القهوة في طريقه
للعمل. وهناك يأخذ قيلولات قصيرة وسريعة خلال ساعات عمله الذي لا يتطلب
الكثير.
![]() |
وليم فوكنر |
وظيفته لإعادة ترتيب منزلها وإصلاحه. حينها أصبح يستيقظ باكراً، يتناول فطوره، ويكتب طوال الصباح. كان يعمل في المكتبة التي لم يكن لبابها قفل، لذلك كان فوكنر يزيل مقبض الباب الخارجي كي لا يزعجه أحد. بعد الظهر يتناول الغداء وليلاً يسترخي مع زوجته على الشرفة مع زجاجة ويسكي.
أما بخصوص القصة الشهيرة عن كونه يكتب
مخموراً، لا يوجد دلائل على صدقها. بعض معارفه وأصدقاءه علقوا على هذه
العادة لكنّ ابنته نفتها بشدة وأكدّت على أنه كان يكتب واعياً ويشرب بعد
ذلك. وعلى العموم، لم يكن فوكنر بحاجة لما يثبت طاقته الإبداعية. خلال
سنواته الخصبة بين العشرينات والأربعينات من القرن الماضي، عمل بكثافة
رائعة، كان ينهي 3000 كلمة يومياً وأحياناً ضعف هذا الرقم. ذات مرّة كتب
لوالدته يخبرها بأنّه أنهى 10 آلاف كلمة في يوم واحد بالعمل من العاشرة
صباحاً وحتى منتصف الليل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة: هيفاء القحطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق