اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

لَكِ يَا قُدْسُ فِي السَّمَاءِ ضِيَاءٌ .. الشاعر محسن عبد المعطي محمد عبد ربه.. واَلقاصة صبيحة شبر

{1} 

من يوميات عظم  ... للقاصة  صبيحة شبر

عظام متكسرة ، بارزة ،، ولحم آيل للنفاد ،، وجه يكسوه التعب ،، وتحيطه الكآبة ،، سنوات عجاف من الهم والكمد ،، ألمت بصاحبة هذا الوجه الجميل ، وقضت على ما فيه من نضارة ، وما بثته في الناس من بهجة تبعثها تقاسيمه الرقيقة ،الهادئة ،شعر وخطه المشيب على عجل ،، وعلى حين غرة من صاحبته ، أتت السيدة على غير انتظار ، باحثة في العظام المتجمعة التي رميت هنا بغير اهتمام


نادت السيدة التي أعرفها تمام المعرفة :

– أكل هذه العظام جاء ذووها ؟

الصوت أعرفه تمام المعرفة ، طالما هدهدني ، وأنا طفل صغير ، اعتنى بي ، صبر عند مهدي باشا ، متحدثا بأعذب الحكايات ، عل النوم يأتي إلى عيوني التي تأبى مفارقة التدليل

سيدة تدل ملامحها ، على جمال أخاذ ، كان يثير الإعجاب ، في المشاهدين ، كنت أنا أنظر إليها ، مبهوراً برباطة جأشها ، وتحملها الصعاب ، وصرخاتي المتواصلة ، التي أصر على إطلاقها ، دون توقف ، ليأتيني ذلك الوجه الآسر ، الذي يرغمني على الصمت

تقلب السيدة ، ذات الجمال الآفل ، العظام بيدها ، تبحث عن عظام كانت ، تسعى إلى إيجادها في هذه الكومة ، التي وضعت هنا ، بلا اهتمام ، أشفق لمرأى السيدة العزيزة ، وهي تحاول أن ، تجمع العظام على بعضها ، لتكون مخلوقا ، كان عزيزا على قلبها ، أثيرا على نفسها ،تسأل الرجل الواقف بالتياع :

– ألا يوجد عظام غير هذه في مكان قريب ؟

يثيرني صوت السيدة ، الذي يبدو الرعب ، عليه واضحا ، وإن حاولت جاهدة أن ، تخفي معالمه ، في نفسها المرهقة منذ زمان

صوت أخاذ جميل ، ينشد أغاني فيروز ، محاولا أن يحسن التقليد ، بنبرات مطمئنة ،عشقت ذلك الصوت ، كنت أصرخ باستمرار ، طالبا أن تأتيني ، صاحبته ، لتسمعني : تلك الأغاني الرائعة ، بعذوبة متناهية ،، يأخذني جمال الصوت ، إلى عوالم من البهجة ، أتمنى معه أن يبقى ، محيطا بي ، لا يفارقني

تعود السيدة لتقلب العظام ، والتساؤل ، ينبعث قويا من نبرات صوتها ، الآخذة بالارتفاع

– أين وضعوا العظام الأخرى ؟

يرعبني الصوت المأسور بضعف ووهن ، لم أكن أعهده ، بتلك المرأة ، التي كنت واثقا ثقة تامة ، أنها قوية ، لا تعرف الخنوع ، ولكن الأيام تفعل فعلها ، في النفوس ، قبل الأجساد ، وتأتي بتغيرات لم نكن نظن أنها تحدث بمثل هذه السرعة ، وبهذا الشكل العجيب

يعود صوت المرأة ، التي طالما أسرتني بحضورها الجميل ، إلى التساؤل من جديد :

– ألا تدري ، أخي ، أين وضعوا العظام الباقية ، لرفات الأجساد الأخرى ؟

أندهش للسؤال ، ألا تدري السيدة العزيزة ، ماذا جرى ؟ عظام متفرقة ، لأجساد كثيرة ، تجمع أكواما أكواما ، على غير ترتيب ، في أماكن متفرقة ، استطاعت أن تعرف ذراعي ، من كم قميص ، كانت قد أخاطته لي ، بيديها الرقيقتين

يعود صوت السيدة ، التي كثيرا ما بهرتني ، بجمالها ، إلى السؤال بلهفة المحتار ، من جديد

– هل يمكنك أن تدلني على الذراع اليمنى ، وعلى الساق اليسرى ؟

لقد نحرونا أيتها العزيزة ، ولم أكن أعلم ، أنني سأكون شاهدا على حيرتك سيدتي العزيزة ، تعبك ذهب سدى كما في كل مرة

الطفل يبكي بإصرار عجيب ، يبحث عن سيدة جميلة ، ذات منظر أخاذ ، تنشد له أغاني فيروز ، بابتسام ، وتحرص على أن يأتي صوتها جميلا ، كجمال صوت فيروز

تمسك السيدة العظام ، بيديها ، تحاول أن تجمعها بهيئة واحدة ، تدرك انها تفقد عظمين اثنين ، من العسير عليها ، أن تعيد تشكيل الجسد بدونهما ،، تسأل برغبة شديدة ألا يأتيها الجواب الذي تحرص على تأخيره

– دلني ، أخي ، أين وضعوا العظام الأخرى ؟

عظامنا سيدتي دقوها ، نثروها ، مزقوها ، ثم جمعوها بغير عناية ، ولا انتباه ، في أماكن متفرقة

الطفل تغمره البهجة ، شرب حتى ارتوى ، لعبت وإياه السيدة ، لاطفته ، أسمعته حلو الأناشيد وعذب الأغاني ، بصوتها الجميل ، حتى اطمأن وعرف أنه ملاك بهيج ، يغني للسماء مع الشحرور

تعود السيدة إلى سؤالها الغريب ، ويبدو أن الرجل يأبى ، إشفاقا ،أن يطلعها ، على جوابه الصحيح

– قل لي ، أخي ، أين وضعوا العظام ؟ أريد الذراع اليمنى ، والساق اليسرى من جسد عزيز ، لأجمعها مع بعضها البعض ، ثم أدفئه في بيتي

الطفل يضحك ، تأخذه السيدة ، بيديها ، تأرجحه يمينا وشمالا ، وهو يكركر ، بصوت سعيد ، طالبا المزيد ، من اللعب مع السيدة الرقيقة

يسمع صوت السيدة ، ينبعث بهلع مكبوت :

لطفا ، أخي ، أريد الذراع اليمنى والساق اليسرى ، إنه ولدي ، لقد عرفت أخيرا أنهم أعدموه ، وكنت أظن أنه ما زال حيا يرزق

نفذوا حكم الموت بالآلاف سيدتي الحبيبة ، لم يتبق مني إلا عظام نخرة ، أمي ، كيف يمكنك أن تجمعي العظام وهي رميم ؟

تهم السيدة بطرح السؤال مرة أخرى ، فلم يعد الرجل قادرا على الاحتمال ، بعد زخات من الأسئلة المتدفقة ، التي تلقيها على عاتقه ، تلك السيدة العزيزة ، يجيبها بانفعال :

– سيدتي ، لم تبق فينا عظام ، تهرأ كل شيء فينا ، أصبحنا رمادا تذروه الرياح


{2}
 لَكِ يَا قُدْسُ فِي فُؤَادِي شُعُورٌ .. للشاعر محسن عبد المعطي محمد عبد ربه 

وَعِظَامٌ تَكَسَّرَتْ مِنْ يَهُودٍ=شَرَّدُوا الْوِلْدَ وَاسْتَهَانُوا بِشِنْدِي
مَنْ أَبَاحَ التَّقْتِيلَ بَيْنَ يَدَيْهِمْ=فِي زِحَامِ الْأَهْوَالِ مِنْ كُلِّ وَغْدِ؟!!!
لَكِ يَا قُدْسَنَا الْوَلِيدَةَ حَقٌّ=عَرَبِيٌّ قَدْ بَاسَهُ كُلُّ بُرْدِ

لَكِ يَا قُدْسُ فِي فُؤَادِي شُعُورٌ=دَوَّخَ الْمَارِقِينَ مِنْ كُلِّ قِرْدِ
لَكِ يَا قُدْسُ نَاطِحَاتُ سَحَابٍ=سَوْفَ تَبْقَى بِرَغْمِ قَتْلٍ وَطَرْد

لَكِ يَا قُدْسُ فِي الْقُلُوبِ فَخَارٌ=صَادِقُ الْوَعْدِ رَغْمَ دُسْتُورِ جَلْدِ
لَكِ يَا قُدْسُ فِي السَّمَاءِ ضِيَاءٌ=عِنْدَ رَبِّ الْأَكْوَانِ فِي كُلِّ عِقْدِ

لَكِ يَا قُدْسُ فِي الْحَيَاةِ مَنَالٌ=رَغْمَ ذَاكَ السُّفُورِ فِي كُلِّ وَأْدِ
لَكِ يَا قُدْسُ فِي الشَّبَابِ أُسُودٌ=سَوْفَ يُنْهُونَ فَرْدَةَ الْمُتَعَدِّي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...