اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أنا و الببغاوات || بقلم : راوند دلعو

مع سبق إصرار و مقصود ترصُّدٍ أُعلِنُها .... و على كل جدار أكتبها ... و بكل لغة أحكيها ...

"أعشق الببغاوات بكل هذا الجنون و تلك الجُنونيّة .... بكل هذه الرعونة و تلك الرعونيّة ، بنكهة الأطفال ... و لوثةِ البراءة الطُّفوليّة " !!!!
إذ عادة ما يتم طردي من أمام واجهات محلات الطيور بالشتائم المرميَّة في وجهي رشَّاً و دراكاً بعد ساعات من التثاقل على الباعة عبر تأملي للببغاوات تأمل الطفل لمغامرات وحوش الفضاء في مسلسلات الكرتون ...



أحملق بهنَّ مع آلاف من مُذنَّبات الدَّهشة التي تعبر بصري بلُمَع من ذهول و انفعال ...

أتأملهن بوقاحة اللّص و مكر الثعلب المتحيِّن لسرقة دجاجة على جوع ...

أركِّز في تفاصيلهن كما أركز في مسألة هندسة تحليليّة تتشاجر فيها القطوع و تتعامد فيها المتوازيات على أسطرِ من سطوع !!

أتمعن بحركاتهن تمعن الطفل بتفاصيل لُعَبِه ...

أحاول حلّ تداخلات الريش في أجنحتهنَّ كما أحاول تفكيك تشابك مسائل المثلثات الجيبيّة و أحاجي المربعات التكعيبيّة ...

أدور بأطواقهنّ ذَهُولاً كما تدور بي دوائر الفراغية رياضيّاً ... و أضيع في زَغَبِهِنَّ كما أتوه في دهاليز الهندسة الشعاعيّة رَحّالاً هنيَّا ...

ثم أنوس عشقاً و تَهيُّماً برفرفتهن ...

و أنوس و أنوس و أنُوس !

تحملني عيناي جيئة و ذهاباً ، تطفُّلاً و تشاكُساً ، ميمنة و ميسرة ، ما بين ريش و مناقير و زعقات و رفرفات و زَغَب ... و تراقصات على الأغصان و تفانين ألحان و طرب ...

يمخر بي شغبهن عباب تفاصيل الوثير المسطح من نواعم صدورهن و مفاتن حبورهن ... و أرجوان خدودهن ... إلى طلاوة جفونهن و سلالم حناجرهن الموسيقية ...

لا أسأم من تقليب تضاريسهن بين شطآن أجفاني و أبعاد مآقيَّ و قزحيات أشجاني .... متفرساً لطافتهن و وداعتهن و حركاتهن الطفولية ...

أحاورهن منقِّباً عن كلثوميّات حناجرهن و فيروزيات نبراتهن ... علّهن ينطقن بالجمال فيندلق من مناقيرهن مغمَّساً بدلالهن سيالاً إلى أُذُنَيَّ ...

أرتشف خفة دمِهِن من ريشهن الهفهاف بياضاً و زرقة و حمرة و صفرة و اختيالاً ....

و أذوب في هذا العناق القزحي للألوان ، و الالتفاف الحلزونيِّ البهلوان ...

أَراهُنّ أطفالاً يلتحفن ريشَ البراءة ... ألواناً من العفويّة و اللهفة و التحايل الوديع ... كنص على أسطر من ورقٍ سجيعٍ ...

أما الوردي منهن فيأخذني في عالم آخر من فيض العشق و الرومنسية .... إذ أراهن جبروتاً في مزجهن بين الجمال و الحرية و التثنّي و الدلع و الضوضاء و الشاعرية ...

هأنذا أتنفس الحرية من بين أجنحتهن المنسجمة تصميمياً مع الحريّة ... و مناقيرهن الواخزة كطعم الأفكار المتراكبة الإبداعية التجديدية ...

أعشق دورانهن الأشبه بالديالكتيك الماركسي ... و تطفلهن الأشبه بالإيديولوجيات الاقتحامية ... و سطوة جمالهن المستلهم من العقائد الشمولية ... و أذوب إصغاءً لصخبهن ...
نعم أعشقهن بضوضائهن و كل ذبذباتهن الصوتية ... و مجالاتهن الكهرومغناطيسية ... الفوق موجية و التحت غُنْجَوِيّة ...

أما كروانتي الصغيرة (سيناكا) فأعشقها شعثاء الريش منسدلته ... مفتوحة الجناح مطويَّته ... منكوشة الذيل مُلملَمَته ...

أكتئب لاكتئاب المكتئب منهن .. و أزعق فرحاً لزعيقهن ....

و أرفرف ....

نعم أرفرف على تطريب رفرفتهن ... كرفرفة طفل في مسبحه الصغير المطاطي ... يغني على إيقاع خرخرة الماء الغدق الفرات السَّخي ...

أما إطعامهن فكون آخر من المتعة الرهيبة .... إذ يُشعرني بموقعي كإنسان يمارس الحنان و البذل و العطاء و الكونية ... بل يُشعرني بتربعي على عرش الرئيسيات الأكثر تطوراً و تكيفاً ... و بممارستي لمسؤوليتي كعاقل هذا الكون و قائده ...

نعم ، فهُنَّ من غيَّرنَ معنى الذيلية من قمة الذل إلى قمة الجمال و التنوع !

إذ إنَّهُنَّ المذيّلات بالتداخل الطيفي و التضايف اللوني و التدرج الريشي ... يا لها من مؤخِّرات مثقلة بالجمال و السؤدد و العنجهية ... !

لا أدري لماذا أشعر بأن جميع ببغاوات المدينة التي أعيش فيها يعرفْنَنِي !

أصادقهن بجِدية ... و أخاصمهن بجِدية ... و أعيد فتح العلاقات و القنوات الدبلوماسية ... و أتأنى بسحب السفراء عند الانزعاج من مشاكستهن لأصابعي ...

فكم أتمنى لو ترتقي علاقاتنا البشرية إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي القائم بيني و بينهن .... فعندها فقط سيعم السلام و تسود المحبة و يسيطر التعاطف بين البشر ....

فلنبحث عن ألوان بعضنا و عن أنغام بعضنا و عن الجمال في بعضنا ... فقد نصبح طيوراً لا تعرف الحقد و لا الكره و لا العدوان ....

و عندها فقط سنقدس الطَّلق و الرفرفة و الحرية ... و نكره الأقفاص و القيود و العبودية ...

راوند دلعو

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...