اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب الأدب والأيديول

الشاعرة فدوى طوقان: بين حلاوة الشّعر و مرارة الإضطهاد

الشاعرة فدوى طوقان
نزار حسين راشد
التواصل الوحيد الذي جرى لي مع الغلام هو “زهرة الفل” التي ركض إليّ بها ذات يوم صبي صغير في (حارة العقبة) وأنا في طريقي إلى بيت خالتي”.
و”حلت اللعنة التي تضع النهاية لكل الأشياء الجميلة” بعد أن فطن شقيقها يوسف للأمر، “وأصدر حكمه القاضي بالإقامة الجبرية، وهددني بالقتل إذا غادرت عتبة المنزل، وخرج من الدار لتأديب الغلام”.
هذا الاقتباس من كتاب”رحلة جبليّة،رحلة صعبة” للشاعرة فدوى طوقان الّذي روت فيه سيرتها الذاتية!

هذه الفقرة،رغم الحيادية الظاهرة،التي يصطنعها الراوي،ليُبلغ حكايته،هي في الحقيقة محمّلةٌ بالشّجن،وبشعور عميق بالغبن،والرّثاء،رثاء الوردة ،وردة الحُب البريء،التي قدّمها العاشق الصغير،ووردته التي حوكمت وأدينت واغتيلت،وقطع عنقها في المنبت، اقتُلعت من أصيصها،وديست بأقدام التقاليد الجائرة!
هكذا لخّصت فدوى مأساتها،لتعيد رسم الفاجعة في سياقٍ آخر على هذا النحو:“كثيرا ما سمعت أمي تذكر طرائف ونوادر عن طفولة إخوتي مما كان يثيرنا نحن الصغار فنضحك، وكنت أنتظر دائما أن تروي شيئا عن طفولتي، نادرة مثلا، أو حادثة طريفة طرافة الحوادث التي ترويها عنهم، ولكن دوري الذي كنت أنتظره لم يكن ليأتي قط.. فأبادرها بالسؤال بلهفة طفولية: احكي لنا يا أمي شيئا عني، ماذا كنت أفعل؟ ماذا كنت أقول؟ بالله احكي، ولكنها لم تكن لتبل غليلي، ولو بذكر طرفة تافهة، وأنكمش في داخلي، أحس بلاشيئيتي: إنني لا شيء، ليس لي مكان في ذاكرتها…”.
في ذلك السّياق التاريخي،كان المجتمع الفلسطيني مصنّفاً طبقيّاً،وفق تقسيمة جغرافيّة:الفلاحون والمدينيون او المُدُنيين”سكان المدن” ،والبدو،وفي مدينة نابلس بالذات،كانت صفة الفلاح معياراً ووصمة،وهذه الإدانة غير البريئة تتضمّن نبذاً اواستبعاداً من الحصول على حظٍ من التعليم والمنافسة على الوظيفة والإلتحاق بطبقة الموظفين،التي يحتكرها سّكّان المدن،وعائلة طوقان بالذات،كان أفرادها يحتلون أعلى درجات السّلم،في الكادر الوظيفي!
هذه المصادرة الغاشمة تكرّرت في حياتها مرّة اخرى،حين وقعت في حب كاتب مصري اسه أنور المعداوي،ومرّة اخرى رفض الأهل تزويجها بذريعة او خديعة الفجوة الطبقيّة!
هذا المنتج الإجتماعي الغاشم،لم يكن في الحقيقة،ينسحب على كافّة أطياف المجتمع الفلسطيني،في ذلك الزّمن، ويبدو أن الفلّاح المتّهم بالتخلّف،والموصوم بالدونيّة من قبل المُدُنيين، كان أكثر تسامحاً وانفتاحاً،من نظيره في المدن،ربّما لقرب البيئة الريفيّة من الفطرة،وربّما لتحررها من العقدة الطبقية التي يرسّخها مجتمع المدينة!ولا زالت حيّة في ذاكرتي حكاية فتاة قرويّة وقعت في الحب،وفي السياق الزمني ذاته،او رُبّما بفاصلٍ قصير،في مجتمع أوائل الستينات،حيث تقدّم لخطبتها رجل ميسور من القريّة،فجنّ جنون الفتى حبيبها،الّذي تبادلت معه رسائل الحب،وأقدم على عملّ متهوّر، فحمل الرسائل وذهب بها إلى الخاطب وأقرأه إياها،لينفّره ويثنيه عن خطبتها،فما كان من الرّجل،إلّا أن سخّف الأمر كلّه قائلاً،هذا لعب اولاد،كل فتاة صغيرة تمرّ بهذه المرحلة الصبيانية،فبهت العاشق،الّذي فاجأته الإجابة،وبدل أن ينكص منهزماً أخرج خصلة شعركستنائيّة،شهرها في وجه الرّجل،معلناً:وهذه خصلة من شعرها،إذا لم تكفيك الرّسائل،ليرُدّالخاطب:يا إبني هذه حماقات صغار!
لم تُسفك دماء،ولم تُفضّ الخطوبة،وتناقلت النّساء الحكاية،ولم يقل أحدٌ أنّ ذلك كان تلويثاً للشرف،وانتهت الحكاية على خير للجميع،باستثناء الفتى العاشق،الّذي يبدوأنّ فتاته،لم تشأ أن تغامر بانتظاره سنيناً،حتّى يتأهل ويصبح قادراً على الزواج!
لقد تركت التجربة أثرها العميق في شعرها،حتّى العنوان له إيحاؤه”أعطنا حُبّاً”،إنها تطلب ما افتقدته،أو ما سُلب منها،وتحاول استعادته شعراً، فتتأسّى قائلة:
انتهينا منه ، شيعناه ، لم نأسف عليه
وحمدنا ظلّه حين توارى
دون رجعة
لم نصعد زفرةً خلف خطاه
لم نرق بين يديه
دمعةً ، أو بعض دمعه
بعد أن جرّعنا من كأسه المرّ الحقود
بعد أن أوسعنا لؤماً وغدراً
وجحود
غاب عنّا وجهه الممقوت ، لا عاد لنا
كان شريراً ، أمات الشّعر فينا
والمنى..ز
كل ذلك وهي واقفةٌ امام “الباب المغلق” وهو عنوان ديوان آخر لها،إنّها البصمات التي لا تمّحي،بل تظلُّ مطبوعة على صفحة الرّوح:
مشيئة الملك
الفأس في الرأس بذا قضى الملك
فلا تجدّفوا
هو الذي قضى ولن يصيبكم
الاّ الذي قضاه
وكل شيء دبرته حكمة الملك
فلا تجدفوا
الخير منه وحده
والشر منه وحده
وهذه مشيئة الملك
فاستمسكوا بالصبر والايمان ــ
واحمدوا
فلا سواه ، لا سواه…..
ولكنّ هذا الفقدان،أشعل الجذوة في قلب الشاعرة،بدل أن يخمدها،فتعتّقت في دنان الحب ،لتسكب خمرهُ شعرا
لا أرقُّ ولا أجمل :
كلما نادتني
يا حبيبي كلما ناديتني
هاتفاً عبر المسافات : تعالي
عبقت في خاطري يا جنتي
جنّة ، و انهلّ ضوءٌ في خيالي
و بدا لي
عالم ريّان ، وردي الظلال
من شباب و فتون و غوى
أسكرت آفاقه خمر الهوى….
لقد رحلت فدوى بعد أن سجّلت حكايتها،وخطّتها بسطورٍ عميقة،حملتها ذاكرة الشّعر وأفسحت لها ركناً عزيزاً لا تطاله يد النسيان!

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...