.. كعادتي كل صباح، أخذت فنجان قهوتي و خرجت به إلى الشرفة لأتناوله تحت وقع طلوع الشمس و شروقها الذي أصبح يأتينا معتما منذ مدة طويلة أتمنى ان يبقى كل شيء كما تركته ، الكرسي و الطاولة، كثيرون كانوا يتمنون أن يعيشوا مكاني، حيث الطيور و رصد الناس المارة، و الاستمتاع بزقزقة العصافير. وبين اللحظة واللحظة تطرق باب عقلي الذكريات و يفتح قلبي ليجبر دموعي على النزول. كثيرون من يحسدونني، و لا
يدري هؤلاء أنني أشعر في كل دقيقة من عمري أن ذلك البيت لا يكفيني، و لا تكفيني ملايين البيوت مثله، بل أراها ضيقة باردة شديدة الظلمة، و أرى ذلك الشروق على أنه مغيب و أنني لن أرى ذلك الشروق ما حييت، و أحسب الطيور تريد إغضابي غصبا عني، و أظن ظنا مؤكدا أن تغريدات تفعلها الطيور متعمدة لترى دموعي كل وقت و كل زمان و في كل مكان. إنه جرح، بل إنها جراح.. بل إنها عذاب.. بل إنها جحيم! فصدقوني لا أرى نورا في هذه الحياة و لا أستطعم ذوقا لها و لا أحس أصلا بوجودي فيها، فلوعة الفراق تقطع قلبي و سمه يقتلني! آه يا حياتي، آه يا عباد الله، اشتقت لبيتي ، آه يا أماه قد اشتقت إليك!
المحرر
*حسين خلف موسى
يدري هؤلاء أنني أشعر في كل دقيقة من عمري أن ذلك البيت لا يكفيني، و لا تكفيني ملايين البيوت مثله، بل أراها ضيقة باردة شديدة الظلمة، و أرى ذلك الشروق على أنه مغيب و أنني لن أرى ذلك الشروق ما حييت، و أحسب الطيور تريد إغضابي غصبا عني، و أظن ظنا مؤكدا أن تغريدات تفعلها الطيور متعمدة لترى دموعي كل وقت و كل زمان و في كل مكان. إنه جرح، بل إنها جراح.. بل إنها عذاب.. بل إنها جحيم! فصدقوني لا أرى نورا في هذه الحياة و لا أستطعم ذوقا لها و لا أحس أصلا بوجودي فيها، فلوعة الفراق تقطع قلبي و سمه يقتلني! آه يا حياتي، آه يا عباد الله، اشتقت لبيتي ، آه يا أماه قد اشتقت إليك!
المحرر
*حسين خلف موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق