
- النهايةُ اقتربتْ يا رفاقْ ...
قالتها لأغصانٍ بدأ الشحوب يسري في شرايينها المُتَيبِّسةْ , الأوراقُ تقررُ الرحيلَ بِقهرِ رجال الكونْ ، تلكَ المرأةُ مازالتْ تبحثُ عنْ حطبٍ بينَ ذراتِ غُبارٍ مُنتشيةْ ، خِرافٌ يافعةٌ ترنو إلى أُفقٍ مَهجور ، العطشُ يدكُّ حناجرها الصغيرة ، يهزأ منْ نظراتٍ مُلتهبةْ ، الخيمةُ تبدو صفراءَ الوجنةْ ، سنواتُ القهرِ حوّلتْ جسدها المُمتلئ لمجردِ عيدانٍ يابسةْ ، الشمسُ كانتْ تلتحِفُ ثوبَ الخيانةِ الكُبرى ، يُداعِبُ الرجلُ ذو اللحية البيضاءَ أوتارَ ربابةٍ تئنُّ حزينةً مُستسلمةْ ، اللحنُ يأبى الولوجَ إلى شواطئ تلكَ الخيمة ، اختناقُ دجاجةٍ على ضِفّةِ ساقيةٍ عجفاءْ ، الاحمرارُ يلوحُ مع شحوبِ الشمس ، غيمةٌ رمادية تُجرجرُ ذيولَ الغسق ، الأنثى القصبيّة تهزُّ منديلها المُتسخِ بشتى كلماتِ التاريخْ ، يظهرُ ظِلُّ القمرِ بِحياءْ ، المطرُ يُعلِنُ للتوِّ وصولهُ من رحلةٍ طويلةٍ طويلة , يعتذرُ ثُمَّ يفرِدُ أجنحتهُ ، عِناقُ الخرافِ والشجرةْ , على ضفافِ الساقية ...
- لمْ أعدْ يتيمةً بعدَ اليوم ...
..............
وليد.ع.العايش
10/رمضان/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق