الصفحات

عِناقُ خرافِ | وليد.ع.العايش

خيمةٌ تعانقُ رمالَ الصحراء ، المطرُ هَجرَ الأرضَ منذُ سنينَ عِجافْ ، رُبّما سبعٌ أو أكثر ، غبارٌ يمتطي صهوةَ النشوةْ ، يختالُ كما نسرٍ يُحلِّقُ في سماءٍ سابعةْ ، ذاكَ العمودُ يترنحُ تحتَ وطأةِ جبالِ اللعنةْ ، والشجرةُ اليتيمةُ تكتبُ مُذكراتها .

- النهايةُ اقتربتْ يا رفاقْ ...
قالتها لأغصانٍ بدأ الشحوب يسري في شرايينها المُتَيبِّسةْ , الأوراقُ تقررُ الرحيلَ بِقهرِ رجال الكونْ ، تلكَ المرأةُ مازالتْ تبحثُ عنْ حطبٍ بينَ ذراتِ غُبارٍ مُنتشيةْ ، خِرافٌ يافعةٌ ترنو إلى أُفقٍ مَهجور ، العطشُ يدكُّ حناجرها الصغيرة ، يهزأ منْ نظراتٍ مُلتهبةْ ، الخيمةُ تبدو صفراءَ الوجنةْ ، سنواتُ القهرِ حوّلتْ جسدها المُمتلئ لمجردِ عيدانٍ يابسةْ ، الشمسُ كانتْ تلتحِفُ ثوبَ الخيانةِ الكُبرى ، يُداعِبُ الرجلُ ذو اللحية البيضاءَ أوتارَ ربابةٍ تئنُّ حزينةً مُستسلمةْ ، اللحنُ يأبى الولوجَ إلى شواطئ تلكَ الخيمة ، اختناقُ دجاجةٍ على ضِفّةِ ساقيةٍ عجفاءْ ، الاحمرارُ يلوحُ مع شحوبِ الشمس ، غيمةٌ رمادية تُجرجرُ ذيولَ الغسق ، الأنثى القصبيّة تهزُّ منديلها المُتسخِ بشتى كلماتِ التاريخْ ، يظهرُ ظِلُّ القمرِ بِحياءْ ، المطرُ يُعلِنُ للتوِّ وصولهُ من رحلةٍ طويلةٍ طويلة , يعتذرُ ثُمَّ يفرِدُ أجنحتهُ ، عِناقُ الخرافِ والشجرةْ , على ضفافِ الساقية ...
- لمْ أعدْ يتيمةً بعدَ اليوم ...
..............
وليد.ع.العايش
10/رمضان/2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.