ويستقبلني صباحي مهموماً..
لقمة العيش على شفير العدم وأمور تعاند وتحتال..
ما بال هذه الحرب؟ لا تعرف الطريق، تسرق طمأنينة القلوب،
إلى حدّ الاختناق تتركنا على حواف ميّتة..
لا أدري عن حال العصافير شيئاً، لمْ أسمع صوت عصفور منذ زمن،
كأنّ الرعب أوصل رسائله وغادرت البلاد حيث سماء آمنة..
الحق معي أنْ يُغريني الأمس..
أحاول استدراج كلّ الأشياء القديمة بحذافيرها،
براءة الطفولة
بهجة الأعياد،
طعم الراحة أمام مدفأة الأمس الصغيرة..
وأخال أنّني أكمش السراب، كلّما توغلت أحاسيسي تنحدر دمعة
جديدة مُتسللة مِن بين قضبان المُكابرة ويبقى في الصدى لهج أنين..
عند هطول المطر ربّما يستيقظ الزمن مِن غفلته
وينفض عن رأسه الغبار
ربّما توشوش نسمات عابرة أو لظى في موقد نار..
يكاد ينفطر القلب الوحيد وهو يملأ شرايينه بالآمال
وحيرة تدور..
يستحيل النوم وتومض أفكاري، أغيب رويداً رويداً عن ذاتي
ويأتي مطر لا يُشبه أمطار السماء
يأتي لاسعاً حارقاً يجرفني مِن أعماقي، يؤرقني يبعدني عن سريري
ليحصد الكون نعمة وتتمزق الأسرار
وأراني قابعة في حديقة السبكي..
أطعم البط الأبيض فتافيت الخبز اليابس بيميني ويدي اليسرى إلى الخلف
خوف أنْ يسحبني ماء البِركة المستديرة..
زرعت أمّي في قلبي الرحمة كي أطعم الحيوانات:
- هذه البطات لا حيلة لها لولا أنّنا نرمي لها الفتات كي تعيش
وهذه القطة تدخلنا الجنة إذا رمينا لها بقطعة جبن وشربة حليب..
هكذا كانت لقمتي ليست لي وحدي، لها نصيب تلك القطط القابعة تحت
درج البناية وبعض للبط وللعصافير على أسطوح بناية في الصالحيّة
بعض نصيب..
صوت أمّي في رأسي مطرقة..
كلّ شيء يجب حتى لو الخسارة رفيقتي في النهاية..
ويرنو فجر جديد علي فصل غريب تكمن بين جنباته
ثلوج ونيران وكثير مِن الحبق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق