اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رشة عطر | فاديا عيسى قراجه


بدأت القصة لنقل بدأت التغييرات عندما تأخر أول مرة عشر دقائق ,كانت ساعة البيت تضبط على عودته ..يُدار المفتاح في القفل فأنزل الطعام عن النار ,يغتسل ويغير ملابسه ,فأوزع الطعام في أطباق على الطاولة ,وبعد زفرتين من حنجرته, يرفرف الولدان لتبدأ معزوفة الكراسي والأطباق ..ثمّ تجاوز التأخير ربع ساعة ,بعدها تمدد إلى ساعة ...وما بين عشر دقائق تأخير ,وساعة ,انزاحت سلوكيات وحلت محلّها سلوكيات جديدة تحتاج إلى فترة طويلة من التدجين لتصبح من المسلمات ,فمثلاً بدل القهوة الممزوجة بالحليب صباحاً,حلّت القهوة السادة
وأصبحت الهجين الذي استوطن برنامجنا اليومي ,وبدل قبلات الصغار ومداعبتهم ,حلّ السؤال الروتيني عنهم وعن دراستهم ,أما مطبخي الذي كان يلاقي منه الرضا والاستحسان أصبح في ليلة وضحاها يشكو من ثغرات لا تخطر على بال ..وفي غرفة الجلوس التي كانت تضج بزقزقات عصفورينا أصبح الهمس فيها من الكبائر فأضطر للتنقل على رؤوس أصابعي وإن تجرأت وحاولت الكلام يُفهمني بأنه حريص على متابعة فيلم أجنبي وغير راغب بسماع أحاديثي المكررة مثل وجهي ماذا؟! هل قال إن وجهي مكرر ؟وجهي الذي ظل يقسم إلى فترة غير بعيدة بأنه مقطوف من ضوء القمر ...إذاً دق ناقوس الخطر ,ودخل فيروس الملل إلى أحاديثنا ويجب معالجته بأقصى سرعة ضوئية ..
أشارت عليّ صديقتي بزجاجة عطر (تسطح بغلاً) على حدّ تعبيرها..عددتْ مناقبها وكيف أنها أعادت زوجها إلى أحضانها وجعلته خاتماً في إصبعها وفي إصبع أصغر فرد في عائلتها..لحظة ..لا أريد لزوجي هذا المصير ..أجابتني صديقتي بتأفف : ماذا تريدين إذاً؟
سحبت زجاجة العطر من يدها ,نسلت قميص نوم من عمق خزانتي ,أشك أنه من أيام عرسنا ,سرّحت شعري القصير عدة تسريحات حتى استقر رأيي على واحدة ..سكبت الملوخية التي يعشقها في طبق زجاجي لم يسبق لي أن استعملته فهو من هدايا العرس ,حاولت أن أعرف لمن أحتفظ بهذه الأشياء لكن مفتاح زوجي دار في القفل ,دخل بحذائه غير عابئ بنظراتي المؤنبة ..شمّ رائحة عطري ..تسمر في مكانه ..تلفت هنا وهناك كان الصمت مخيماً.. نسيت أن أقول بأنني أودعت صغاري عند أمي ..بعد مشاورات ذهنية حسم أمره ,وأكمل إلى غرفة النوم ,رمى حقيبته السوداء على السرير ,تخلّص من معظم ثيابه ,وخرج شبه عار إلى دورة المياه ,رشق الماء على وجهه ثمّ اتجه إلى المطبخ ,أزاح كرسيه وجلس بانتظاري..دخلت إليه تهفهف رائحة العطر من حولي وترفرف ثنيات فستاني القصير على فخذي ّ ,سارعت إلى سكب الطعام في صحنه و في صحني ,كانت ابتسامة مقتولة تدفن غمازة خده ..لم أسمع تعليقاً سوى صوت لقيماته السريعة والمتوالية ,لم يسأل عن الأولاد ,لم يسأل عن مصدر عطري الذي(سطح البغل ولم يسطحه) بعد أن تجشّأ وهذه عادة جديدة ,قام وهو شبه عار ,أمضى ساعة في الحمام ,ثمّ ركض إلى غرفة النوم ليبدأ الشخير المموسق .. أنهيت أعمالي ولحقت به .. جلست على طرف السرير ..أزحت الغطاء عنه ..يا للجسد الذهبي !يا للصدر العريض ! ما هذه العضلات المفتولة ؟ زحفت نحوه ,أصبحت في مواجهة هذا البهاء المحجوب عني ..استلقيت قربه, شممت رائحته المميزة,شعره الأجعد ,ذقنه الأشقر ,سنابل صدره , يا للجاذبية! التصقت به ,ما الذي أتعبه لدرجة لم يحس بأصابعي تحرث صدره ,وكتفيه, وبطنه؟ كم اختبأت تحت هذه الظلال ؟ كم توسدت خديه؟ حاولت أن أوقظ في صدره رغباتي ..حاولت أن أفنى فيه ..ماذا سأقول لصديقتي التي أقسمت بأن سر عطرها باتع ؟ الآن سيعود صغاري...ساعدني يا رب ..
تنحنح أخيراً ,رفرفت أهدابه الشقراء ,تسلل الوعي إليه ,فتح عينيه ,حدَّق في وجهي الأسمر ,حاول أن يجلس, فضغطتُ برفق على صدره ,وهمست في أذنه: دعني في متعتي أرجوك .
أبعد يدي عنه ,أصلح جلسته ,أسند جذعه على كوعه,ورسم ابتسامة صفراء على وجهه ,وحاول الكلام فوضعت إصبعي فوق شفتيه القرمزيتين ,وأنا في دهشة أمام هذا العري الصاعق ,التصقت به , فانتعشت نظراته ,قامت من غفوتها ,تجولت في وجهي في ثنايا ثوبي أمسك خصلات شعري القصير ,تنشّق عبير رقبتي ,استقرت يده على خدي ..شددته إلى صدري شيئاً فشيئاً ,أحاط خصري بيديه القويتين ,وبدأت أنفاسنا تعلو وتهبط ,كان بيننا وبين الفناء شهقة ..دقّ الباب ,فشدني إليه ..ازدادت الطرقات عنفاً, فتشبثت بصدره أكثر ..زقزق الصغار من وراء الباب ومعهم أمي , فتراخت أيدينا وتحرر الجسدان , وركضت أذرعنا لتلملم الفراخ إلى العش الذي كاد أن يتهاوى لولا رشة عطر .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...