اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ودفعني للإقدام على الإنتحار | مصطفى الحاج حسين


نعم .. يحق لي مقاضاة الفنان العبقري عادل إمام .. فهو من تسبب لي بأكبر كارثة في حياتي .. كيف لا .. وهو من تسبب في محاولتي الاقدام على الانتحار.. فكدت ان أموت .. وبقي الجرح في صدري وسيبقى إلى أن أموت .
ولكي لا يبدي لي أحد دهشته واستغرابه .. وينبري لي للدفاع عن هذا الفنان العملاق .. والذي أحبه .. لدرجة ان وقعت في مشكلة فظيعة .. جراء هذا الحب وهذا التعلق وهذه المتابعة .

اقول: صبرا عليّ .. سوف اروي لكم الحكاية .. التي لم تنتهِ عند هذا الحدّ .. بل كادت ان تتطوّر .. لولا لطف الله .. وتكون نهايتي القتل بسببها .. وفي هذه المرة .. على يد غيري .. وهذا لا علاقة له .. بمحاولة انتحاري .
تسبب بابعاد من أحبّ عنّي ، بل بحرماني منه.. ودفعني للانتحار .. وكان ممكن أن يكون سبباً لقتلي انا وفتاتي .. هذا هو عادل إمام .. فنان الشعب العربي .
وأقسم بأنّي أقول لكم الحقيقة .. فأنا لا أتّهمه ظلماً .. او عدواناً .. كيف لي ان اتّهمه .. وانا كما قلت لكم .. كنتُ احبّه .. وبقيتُ احبّه .. ومازلت احبّه .
كان من حقّي عليه .. وعلى الأقل .. ان يتوسّط لي .. ويعيد إليَّ حبيبتي .. لكنّه لم يعرف بقصّتي .. فهو بعيد عنّي كلّ البعد .. وإلاّ لو انّه كان يعلم .. فأنا متأكّد من أنّه لن يتخلّى عنّي .. ولسوف يقف معي .. ويصلح الخطأ .. ويساعدني .. ولكي لا يقول لي أحد منكم .. بأنّي اطلتُ عليكم بهذه المقدّمة .. ها انا ادخل ألى الموضوع مباشرة .
كنتُ في سنّ المراهقة .. عمري بحدود الستّ عشرة سنة .. وكنتُ احبّ .. حبّاً عذرياً .. اصلاً لم يكن في زمننا ذاك .. سوى الحبّ العذري .. خاصّة في مدينتنا الصغيرة . المتزمّته .. والمتعفّنة . . والتي لا تعترف بالحبّ من أساسه .. وكان في نظر سكّانها .. كلّ من يحبّ .. أو تحبّ .. خارج عن القانون والأعراف والتقاليد والشّرف .. ويستحقُّ من يرتكب مثل هذه الحماقة الذّبح بسكّينة صدئة .
وانا في تلك الايّام .. وقعتُ في هذه الضلالة .. فقد احببتُ .. حبّاً جباناً .. في العتمة .. أي عتمة القلب والرّوح .. حيث لم أكن أجرؤ على البوح بحبّي لمن احبّ .. او أتشجّع والقي نظرةً جريئةً متفحّصة .. أو متأمّلة على من احبّ بشكل مباشر، رغم القرابة التي تربطنا .
احببتُها .. وكانت تعرف بمدى حبّي لها من خلال اختي .. لم نتكّلم بشكل مباشر عن هذا الحبّ .. كان حباً صامتاً خجولاً .. مبطناً .. غير مرئي .
وكانت تصغرني ببضعة أشهر .. وهنا كانت تكمن المشكلة .. فمن عادات اهل بلدتنا .. ان يتزوّج الشاب .. من فتاة تصغره بسنوات عديدة .. قد تمتدّ إلى أكثر من عشر سنوات .. لذلك تتزوّج الفتاة في سنّ مبكرة .. ولهذا كانت فتاتي لا تصلح ان تكون زوجة لي . . لماذا .. لأنّ أمي وأبي وجدّتي .. لا يريدون ان يزوّجوا ولدهم .. قبل ان يذهب وينهي مدّة خدمة العلم الإلزامية .. وانا صغير بعد على الزواج .. وفتاتي في سنّ الزواج .
أمّي .. وأبي .. وجدّتي .. يقولون :
_ هي من عمرك .. سيكون لديها دستة أولاد .. لحين ان تتزوّج انتَ .
ثمّ يسارعون للقول :
_ لا تنسىَ .. أنّ لك اخ أكبر .. علينا ان نزوّجه .. قبلك .
بذلتُ جهوداً جبّارة .. لإقناع أمّي وجدّتي .. لكن دون فائدة .. إلى أن وصلتُ لمرحلة اليأس والقنوط .. وهكذا بدأتُ كتابة الشعر .. فاليأس هو من دفعني الى كتابة الشعر .
اقول .. وبينما كنت أتخبّط .. وأنا أبحثُ عن حلّ لمشكلتي .. خطر لي من بين الأفكار الكثيرة .. التي راودتني .. أن أذهب إلى شعبة النفوس واكبّر عمري ثلاث سنوات .. لكي أذهب للعسكرية على الفور ..وأختصر المسافة الزّمنيّة .. لكي احقّق مبتغايَ .. وأتزوّج ممّن أحبّ . لكن هناك من نبّهني بأنّي لن أستفيد من هذه الحركة .. بل ستتزوّج حبببتي من غيري وأنا في الخدمة .
وهنا .. بدأت " سينما حلب " .. تعرض فيلماً سينمائياً .. للفنان "عادل إمام " .. وكان اسم هذا الفيلم ..( البحث عن فضيحة ) .. وكانت قصة الفيلم . . مذهلة .. شاب يحبّ فتاة ، وأهلها يرفضونه .. يتّفق الشاب مع حبيبته على إيهام أهل الفتاة .. بأنّها متورّطة بالعلاقة مع حبيبها .. لدرجة أنّها حامل .. وهنا مربط الفرس .. الفضيحة .. ولقد نجحت الفكرة في الفيلم ..
أُعجبتُ بهذه الفكرة .. شكرتُ " عادل امام " عليها .. فهي لم تخطر في بالي من قبل .. شاهدتُ الفيلم ثلاثة عشر مرّة .. حينها .. قرّرتُ أن أقلّد ما حدث في الفيلم .. ذهبتُ ومن دون أن أنسّق مع من احبّ .. أصلاً لا مجال لي للاتّفاق والتخطيط معها .. ذهبتُ لعند جدّتي .. تظاهرتُ بالانزعاج .. والخوف .. والارتباك .. ولما سألتني :
_ ما بك ؟.
اخبرتها ... بكذبتي طبعاً .. وبأنّني في ورطة ..لقد وقعنا أنا ومن أحبّ .. في الخطأ ..
جنّ جنون جدّتي .. غضبت .. وانزعجت .. وبكت .. ودعت علينا .. وقالت :
_ بُكره .. بيذبحونك .. انت ومقصوفة العمر .
ومن شدّة ما وبّختني .. أوشكتُ أن أعترف لها .. بأنّني قد كذبتُ عليها .. لكنّها سرعانَ ما قالت لي :
_ إيّاكَ أن تتحدّث أمام أحد .. بهذا الكلام .. اترك الأمر لي .. وأنا سأجعل والدكَ .. أن يزوّجكَ بها .وبأسرع وقت ممكن .
فرحتُ .. طار عقلي .. بل جننتُ .. نعم .. لقد نجحت الفكرة .. الفضل .. كلّ الفضل يعود للعبقري "عادل إمام" .. رائع أنت "ياعادل ".. عظيم أنت" يا عادل" .. ساتابع افلامك دوما" .. سأشاهد الفيلم الواحد لك .. عشرات المرّات .. واقسمتُ أنّي لو ألتقيته يوماً سأنحني على يده لأقبلها .. بفضله سأتزوّج من أحبّ .. قالت جدّتي :
_ اترك هذا الموضوع لي .
وتركته .. وأنا في غاية السعادة والسرور .
لكنّ جدّتي ذهبت الى أمّ الفتاة .. صارحتها بالحقيقة .. جنّ جنون الأم .. لطمت على وجهها .. صاحت .. صرخت .. بكت .. مزقت ثوبها .. خرت مغشيّاً عليها .. اختنقت .. لم يعد بإمكانها التنفّس .. وحين صحت .. نادت على ابنتها .. سألتها .. حقّقت معها .. لطمتها .. ضربتها .. شدّتها من شعرها .. مزّقت لها وجهها .
وكانت الفتاة مصدومة .. مندهشة .. مستغربة .. لا تعرف كيف تدافع عن نفسها .. فقد بكت .. وانكرت .. واقسمت لأمها .. وأكّدت بأنّها ما تزال عذراء .. مثلها .. مثل مريم العذراء .
وطلبت منها أمها .. أن تُقدم على الانتحار .. تداركاً للفضيحة .. ولكي لا يبتلي بها أحد من العا ئلة .
أخذتها الأمّ إلى" الدّاية" .. القابلة .. الدكتورة .. والكلّ يؤكّد أنّ الفتاة .. عذراء .. طاهرة .
وانتشر الخبر .. بين النسوة القريبات .. حتّى بلغ الخبر .. آذانَ الجدة .. جدّة الفتاة .
ولذلك .. عندما سارعَ أهلي .. ليطلبوا لي يدها .. رفضتني الجدّة بشدّة ..وقالت :
- يجب على حفيدتها أن تتزوّج من رجل غريب .. حتى لا يقول أحد ممّن سمع بهذه القصة .. هذا إن تزوّجتها أنا .. بأنّي ما تزوّجتها .. إلاّ لأستر عليها .
وهكذا افقدني .. "عادل إمام ".. من أحبّ ...
ولهذا تجدوني أنا ميتاً . منذ أكثر من أربعين سنة .

مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...