أقرأ الكون رُبّما أعرف نفسي..
لمْ يرق لي ما لمست إلى الآن
وتهجم صارخة ظنوني..
أبوح ربّما تسمعني حواس ساهرة، آمل أنْ تنقذني الكلمات
أو ينقذ أحدهم المحيط الغارق ويزداد البعد بيني وبين الضفاف
وتهوي فوق روحي مسافة تنتحب..
أداعب ذاكرتي المُمتعضة وأراوغ وأمازح
ويتطاول ليل يتخمه الشخير راغباً فيض جنوني..
وتنتصب ومضة جديدة وسط فراغ يبحث عن عين ضوء
ويبقى سرير فارغ مع وسادة تنتظر يقضّ مضجعها المشهد
وحشرجة غرفة مظلمة ساكتة..
لمْ أزل هُنا وحدي أغمسُ ريشتي في كريّاتي الحمر
في الزاوية نفسها التي لا يقشعها النور تتدرّج أهازيجي
في اتجاهات ضريرة..
يلتقط النسيم بعض تنهيدات وينتاب العراء شعور
وبعض قساة القلب تسرقن وهج آهاتي وتمزجنها كيفما اتفق
ويصير بعضي ملك الكثير مِن الأسراب العابرة..
ونهر يسري ولا ضوء..
يبتلعني الصمت فترة ثمّ ينبعث ويقرصني حنين..
تلتفّ حولي عطور ولا تزال حيرة تعانق الياسمين والبنفسج..
أهرب إلى لحاف مستور وتتسلق مواويلي طفيليات
تمتص نسغ يخرجني عن طوري تارة ثمّ أضحك وأقهقه بغرور..
أنا المجنونة مَن تبعثر نمنمات الكون في عتمة تضاجع الضجر..
أصبح وأغدو وأبات على طاولتي وكوعي يلتصق بالخشب
وروحي تعانق الله في السماء..
أنا الجنين الذي لمْ يكتمل؛ سبعة شهور يا أمّي لماذا؟
كنتِ تمهّلي ولا تجهدي الجسد الرقيق،
ما كان يضرّ لو انتظرتِ بضع أسابيع؟
ربّما تغير برج الحظ أو أكمل الله صناعة ذهني..
مُلبيّة تأتي نحوي الهموم، أريد العودة يا أمّي
إلى الدفء، ترى هل يتسع رحمك لي بعد عملقتي
وأنا أناطح الثريّا بعبثي ليطاردني قمر..
تراني أغرق يا أمّي أمْ أصعد؟ كيف العبور؟ كيف يكون الانعتاق؟
وأناي تراوح فوق السطر ذاته وفوق رأسي ملايين الحقول..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق