أشْعلْـتِ جذْوة نبْضيَ المترنّـم
ولقد عشقتكِ والحروف لواعج
تشدو وطيب الشّوق يسكب من دمي
فنحتّ من سحر البيان قصيدة
نثرت أريج البوح خمرا في فمي
لحنا شدوت كأنّه حلم الصّبا
ينساب في ليلي الحزين المظلم
أرهفت سمعي أنتشي بقصيدتي
وبهمس ما في عالمي المتنعّـم
فذهلت عن وجع الحنين بأضلعي
ومللت من عبث النّوى بعزائمي
قد طفت بالكلمات أعصر خمرها
من زهرة التّهيام أو من برعــم
أبحرت في لجج الهوى متوجّسا
أخشى مصيرا في غدي المتجهّم
أحيا على أنغـام عشق خـالد
في معبد قد قُدّ من عبق الدّم
أرْهِقت من لفح السّنين فورّدي
بالوجد أعماقي شذا لمـواسمي
وشقيت من برد الأماني فاسْكبي
دفء اليقيـن بخـافـقي وتكرّمـي
يا زهرة الزّمن الجميل تنعّمي
بسنابل الغزل الطّريّ وأنْعمي
أنت السّبيل إلى ولوج المبْهـم
وهواك ينْأى عن حروف المعْجم
أنت الدّواء لعلّتي وتوجّـعي
أنت النّشيد ووقْعه كالبلْسـم
هذا القصيد قد اسْتوى فلقا شذا
روْحا وريحانا يحلّ بأعْظمي
هزّي إليك بغصن حرف وارف
تسّاقط الأشواق زهرا فاغْنمي
فإذا عشقْتُ فلسْت أوّل عـاشق
عشق الجمـال وقلبه لم يُهْـزَمِ
بمــــــــداد : محمّد الخذري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق