كنت في أحد الأيّام أتمشى في شارع من شوارع "جينوفا " في إيطاليا وكان مما لفت انتباهي غير نظافة الطرقات والنظام الموجود في كل دول العالم وليس له وجود في بلادنا ّ أنّ للكلاب حظوظا كما يقول المثل. فالكلب هناك محترم ، وله حقوق ، وهو مكرّم وذو قيمة عالية ، وله عيد ميلاد ، وله طبيب مختص ، وله هويّة تدل على حسبه ونسبه ويُعتنى به كما يعتنى بالطفل البشري ولا فرق بين الكلب والإنسان هناك ، أمّا الفرق بين الكلب عندهم والإنسان عندنا فرق شاسع فالإنسان عندنا لا حقوق له ولا قيمة له إن عاش كان به وإن مات فتلك التربة تسع لأمثاله "ومن لم يمت بالسيف مات بغيره" تعددت الأسباب والموت واحد" فهناك من يموت بسبب
الحرب ، وهناك من يموت بسبب العزارة ، والمعيشة الضنك ، وهناك من يموت بسبب الحوادث ، وهناك من يموت لأنه لا يملك ثمن الدواء ، وهناك من يموت على باب المستشفيات لأنّه لم يكن يملك بلحظتها المبلغ المرقوم ، وهناك من يموت بسبب المأكولات الفاسدة ، وبسبب الأدوية المزيفة ، أو بسبب المنتوجات التي انتهت فترة صلاحيتها ودخلتْ إلى الأسواق بتاريخ إنتاج مزيّف ، عدا عن الكثير من الذين يموتون كل يوم بالقلب ، والسكري ، والضغط ، والأعصاب ، والتي تسببها الحياة في بلدنا ، فهناك أيضاً من يموت قتلاً أو إنتحاراً ، وكم مرة حدث أن قتل رجل نفسه لأنه شعر بالعجز أمام متطلبات الحياة ولم يحتمل أن يرى عائلته يتآكلها الفقر والجوع ؟؟!! فالإنتحار حلّ من الحلول المتوافرة في بلدنا وكذلك القتل !! فالذي يمشي عكس التيّار يكون الموت هو الحلّ المناسب له ، أمّا الكلاب في البلاد الأخرى فتتنعّم بالراحة ، والطمأنينة ، وتعيش حياة الحضارة والتطور ، ويتاح لها فرص التنمية الفكرية والعقلية ، وتنتعم أيضاً بأفضل طبابة واستشفى ، وبأفضل أنواع الأدوية المراقبة ، والأطعمة المفيدة والمعقّمة ، وحتى أنها محبوبة ومرغوبة في المحيط هناك. ونحن في بلدنا غير مرغوب بنا فنحن في بلادنا غرباء وفي بيوتنا لاجئون ولا نعرف معنى الإستقرار والراحة ولا نعرف معنى الطمأنينة والسعادة لماذا؟ لأننا بشر في بلد الكلاب..... والمثل يقول كلب صديق ولا صديق كلب مع احترامي لمن يستحقّ الإحترام في بلدنا... ولا أعتقد بأنّ رأيكم مخالف لرأينا. والحل الأوحد لنا واحد بين إثنين أمّا أن تطرد الكلاب من بلادنا أو نكون أمثالهم فتحلّ المشكلة ولكم اعزائي الخيار المناسب.
........
".الكاتبة عناية اخضر"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق