صفيرٌ كالصريرِ
يهمسُ لأمي مناديا ً
رغيفكِ الذي رمقَ ماضينا
احمليهِ بينَ كفَّيك إلى هنا
دعيني اشمُّ عبقَ البيتِ
في جمرةِ أنفاسهِ
ونسائم ِأبوابهِ ونوافذهِ
وأرى صغارنا يتحلّقونَ وعصافيرَ السدرةِ
ضفيرتي تسابقُ خطوتي
أتحدى شمسَ الظهيرةِ
ونباحَ الكلابِ
واغرابَ محلتنا
أهفو متلهفهً لـ أنفاس أبي
هاهنا ...
حملني بينَ ارجوحةِ ذراعيهِ
داعبتْ الصفّارةُ
قبَّلني وعطرٌ معرقٌ
وأنفاسٌ تحرقُ
سعالهُ مزَّقَ أوصالي
نخرَ قلبي
ودخانٌ يملىءُ صدرَ أبي
تبادلنا قبلاً
شوقاً.. حناناً.. وتعباً مفرطاً
همسَ لي
كيفَ حالُ أمكِ
أحسستُ بهِ
ظمانٌ.. بردانٌ
لكنهُ فرِحٌ
أتتشوقُ للقاءِ أمي ؟
ثم رسمَ قبلةً
على جبينِ طفلة ٍ
ومضى القطارُ
لوَّح لي
سنلتقي في غضونِ
أيامٍ وساعاتٍ
من الأنَ
انعام الشيخ عبود / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق