اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ميزان الودّ راجح ــ قصّة قصيرة || خليل حسين اطرير ـ الأردن

طاحونة الزمن
طاحونة الزمن تبلي كلّ من يمرّ بها ، ربّما يتأخّر أحدهم فيهرم، أو يتقدّم فيطويه اللّحد ، ليصبح لعهد قصير ذكريات ، والخاتمة الفناء، مهما تشبّث العابرون بالسويعات *أو حداهم الأمل بالعيش أيّاما أو سنوات *إنّها الإرادة الإلهيّة الحتميّة الجارفة التي لا رادّ لها ،ولا قادرعلى كبحها بشر ، فكلّ واردها ، وشارب كأسها *فلمن العاقبة يا ترى؟

.....حطّم الدهر هام العزيمة عند أمّه المعطاء ، وردّتها السنون والشقاء والكدح إلى أرذل العمر، طفلة عالة قاصرة عن تناول أشيائها ، عاجزة عن الحراك لقضاء حاجاتها البسيطة، بل قفعت يداها عن الإمساك بلقمة تدسّها في فمها*** ما أقسى العجز الممزوج بالقهر المريرالمستمرّ من زوجة ابنها ! شربت كؤوس سوء المعاملة ، والمهانة المقصودة ، والإذلال المهين ، وصمتت على مضض أمام الصور السوداء التي رسمتها زوجة ابنها عن أمّه الواهنة ،حتّى وصل به الحنق إلى نهر أمّه وزجرها__لكن بلطف __ ، وهو على يقين أنّها بريئة من كلّ التهم المنسوبة إليها ،صمتت كي ييبقي سوار الأسرة مسبوكا بأمان وتفاهم وأتقان ، فاستكانت صابرة حرصا على سعادة لبنات بيت ابنها ، وهي تدرك دنو الرحيل بلا عودة، يحدوها الرجاء أن لا يبزغ عليها فجر*
..... تطوّر تذمّرالزوجة مع وجود حماتها إلى قنوط ، والإهمال إلى نسيان ،حتّى كان أطفالها يشكون من رائحة نتنة يشموّنها منبعثة من ركن الجدّة البسيط ، وأصبح الذباب يزور ذلك الركن زرافات زرافات ، يجتمع حول عينيها وعلى شفتيها ، وبلا رادع ، وبدأت نار كره وجود الأم تتوقّد ، وازداد اشتعال الحوارات بين الزوجين ،وأصبح البيت جهنّم ، وحاول الزوج رأب الصدع ، ولملمة الرزايا ، ولكنّه خاب ثم خاب ثم خاب ، رغم تدخّل والديها وضغوطهما عليها ****
.....تمسّكت الزوجة بخيارين لا ثالث لهما : إمّا أن نحملها ليلا بعد نوم الأطفال في السيارة إلى ********، وإمّا الطلاق *وأترك لك ولأمّك الأطفال وتقوما ن بتربيتهم *** ولن أتراجع عن قراري هذا ،ولك الخيار *والآن ! إمّا إلى ****** وإمّا إلى *
.....قال لها : قومي بتنظيفها ، وألبسيها ثوبا نظيفا ، وعطّري مكانها بعد غسله جيّدا ، استعدادا لوضعها في السيّارة ! *
......سارعت الزوجة لتلبية أوامره ، واطمأنّت على أطفالها النائمين ، ولبست أجمل الأثواب ، وتبرجّت بأبهى المساحيق والحليّ، و انتشر عطرها الفوّاح ابتهاجا ، ثمّ تعاونت مع زوجها على حمل أمّه ووضعها في السيّارة بهمّة ونشاط *
..... انطلقت السيّارة ، والفرحة والطمأنينة والانشراح تدغدغ عواطفها ، وأخذت تشرح لزوجها ما ستنجزه لسعادته ، ولإنعاش الأسرة ، كأنّما كانت والدته العقبة الكأداء في وجه تقدّم الأسرة وسعادتها ، والصمت يلفّ الزوج الذي يقود السيّارة بثقة وحنكة وهدوء أعصاب ، لم ينبس ببنت شفة *
..... انحدر بالسيّارة في المنعطف المتّجه نحو بيت والد زوجته ، صرخت : فق ! إلى أين ؟ هذا الطريق يوصلنا لبيت أهلي ! هل نسيت الاتّجاه المراد؟
..... قال : لا *ولكن ! في الشوارع حركة سيّارات كثيفةنشطة ، والمشاة كثر، وكل أهل القرية يعرفون سيّارتي ، والكلّ سيسأل : إلى أين كنت ذاهبا ليلة كذا **** ؟ سنمكث في بيت أهلك إلى أن تنقطع الأرجل من الشوارع ، وتموت حركة السيّارات *
...... حمل الزوجان كومة الهمّ _كما تسميّها الزوجة _، وولجا بها غرفة الاستقبال ، وتركته لتطمئنّ عن أمّها المريضة ، وعادت بعد مدّة غير قصيرة ، عابسة حزينة،
....سأل الزوج : مالي أراك كئيبة ! ما الأمر؟ كيف حال والدتك ؟ عساها بخير ؟،
.... ردّت الزوجة:إنّها مريضة جدّا ،
....طرح الزوج: ما رأيك في نقلها لبيتنا ،وتقومين برعايتها ؟ *
....لهجت بالدعاء له ، وهي تتلوّى أمامه دلالا وغنجا وتودّدا * ثم قالت: سأعدّ لها بعض الملابس ، وأجمع أدويتها ، ودخلت البيت مسرعة فرحة *
..... حملا أمّه للسيّارة ، ثمّ أسندا أمّها تتوكأ على كتفيهما في تؤدّة ، وأدخلاها السيّارة ، وتوجّه يلفّ المنعطفات الصاعدة نحو الأكمة ،إلى أن وصل شفا الجرف * أطفأ محرك السيّارة ، نزلا ، سارا جنبا إلى جنب على الشفا ، يبحثان عن هاوية بعيدة عميقة ، فوجداها ، عادا ، فتح باب السيّارة من جهة أمّها ، وطلب من زوجته مساعدته في إنزال أمّها ، ففتحت فاها في دهشة واستغراب ****
..... قال لها : لقد كبّلتني بأحد خيارين : إمّا إلقاء أمي من هذا الشفا ،في هذا الجرف السحيق ،وإمّا الطلاق؟ والآن أضعك بين خيارين : إما إالقاء الاثنتين ،نتخلص منهما معا ، نبدأ بأمّك ، إن هان عليك هذا ، كي لا تصرخ أمّك من هول المشهد ، فيجتمع الناس حولنا *ومصيرنا حبل المسد*وإمّا رعاية الاثنتين بإخلاص وتفان ، ومصيرنا الرضا والجنّة * اختاري ، والآن !!!
......صمتت تفكّر وتتدبّر طويلا ثم أجابت بصوت خافت بعد أن دسّت نفسها بين الاثنتين : أغلق باب السيّارة بسرعة ، كي لا يؤذي البرد والدتك ووالدتي ، هيّا إلى البيت ، فأمّك لم تتناول وجبة العشاء بعد .

*
الاثنين 2016/3/21
الأديب القاص:خليل حسين اطرير/الأردن /الرصيفة
ملاحظة:جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...