اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

هكذا كانو ـ قصة || فاتن ديركي

هكذا كانوا .......

إني رأيت بأحلامي
أني وهبتكما عمري
فما هو التأويلْ؟؟..
ماذا تكون هديتي
في عيد مولدكم؟؟..
يامهجتايَ وياغدي
أهديكما أماً.. وقلباً لايميلْ..


أنظر إليهما..أتأملهما بحبّ وهما يغطَّان في نوم عميق, مرسلة ذاكرتي إلى الوراء, لتختطف من قديم الزمان ما كان من طفولتهما ..
لم يكونوا كعهدهم اليوم.. فالآن هم أطفالٌ كبارٌ يغلب الهدوء على طبعهم اللطيف.. جميلي الخصالْ, قليلي الكلامْ ...

أما في الماضي القريب عندما كانوا أطفالاً صغاراً, كنت أعاني من نومهم الخفيف.. فإن ناما بعد جهد جهيد صحيا على أقل صوت وهمسْ , وأبسط حركة ونور شمسْ.. فأعلن الاستنفار وأدق أجراس الإنذارْ، وأغلق الستائر والهواتف.. وأطفئ الأنوارْ..
وقد كانا يسهران حتى الصباحْ, دون أن يكفَّا عن اللعب والصِّياحْ , فلا يزورهما النعاس أو يغمض لهما جفن في حركة دائمة كدبيب النمل.. لدرجة أنني كنت أشك أحياناً في أنهم أولاد طبيعيون, فأسوقهم إلى الأطباء على سبيل الاحتياطْ.. خشية أن يكونوا من فئة أولئك المرضى بفرط النشاطْ , فيؤكد لي الطبيب أنهما بمنتهى الذكاء والانضباطْ , لأخرج من عنده في حيرةٍ , أراقب غمزاتهم وضحكاتهم المكتومة محتملةً بغيظ نظرات الشَّماتة المسمومة ...
وهكذا كانا في طفولتهما المبكِّرة طفلان نزفان وشقيَّان, أبيا على نفسيهما إلا أن يذيقاني من المر والتعبْ والإنهاك ما لا عين رأت ولا أذن سمعتْ...

فإن أخذتُهم في نزهة صغيرة للترفيه عن أنفسهم, وشراء ما يحلو لهم من الألعاب والحلوى ,أضطرُّ للدخول إلى كل متجر يمرُّون به خاضعة لإلحاحهم الشَّديدْ وهم يبحثون عن لعبة أو شخصيَّة معينة من شخصيَّات الكرتون .. وإذا ما رفضتُ أن أشتري شيئاً وقف عليه اختيارهم ولم يدخل في قناعتي, أتعرَّض للإحراج والإنذارْ, لتُضرَب حولي كلَّ أنواع الحصارْ, وتتبدَّد شتَّى طرق الإقناع والنصح والحوارْ.. فأوشك على الجنون والاحتضارْ...
وإذا ما غضبتُ وصحتُ بهم ناهرةْ , زادا بكاءً وتشنجاً وتصعيداً من لهجتهما الآمرةْ..
كما كانا متشابهين إلى حدٍّ كبير, يستويان في الطول والوزن رغم فارق السنتين, فيعتقد الناس أنهما توأمان حقيقيَّان , خاصة وأنني كنت أُلبسهما نفس الملابس منعاً للغيرة والشقاق ..
وكانا يقلِّدان بعضهما في كل شيء فأرى نفسي في كثير من المرَّات أمام توأمين لهما نفس الطباع ونفس الصفات .. فقد كنتُ حين أدخل إلى المطبخ مساءً لتحضير زجاجة الحليب للصغير أرضخ لرغبة الكبير في واحدة مثلها ليستلقي كل واحد من طرف, وقد وضعا رأسيهما في حجري ليشربا بتلذذ ونهم زجاجتا الحليب, وهما يلعبان بشعري ويبرمانه ويشدَّانه باستمتاع شديدْ.. وأنا بين أيديهما مستسلمة للطبعْ العنيدْ...
فكانت تلك بالنسبة لهما ساعة مقدسة , يسرعان بعدها إلى معاودة النشاطْ.. واللعب والاغتباطْ.. والشيطنة والهيمنة.. وكأنهما تناولا دلَّة قهوة عملاقة... أو جرعة من مشروبات الطاقة.. أو إبريقاً من المنبّهات.. أو كمية من المنشّطات.. فيدبُّ فيهما النشاط من جديد بعد أن يكونا وهما على ذلك الحالْ والمآلْ على وشك النوم وتحقيق الآمالْ... لأعود إلى نفس المنوالْ , في التعب والركض والنضالْ.. والانغماس في المهام وكثرة الأعمالْ..
وطبعاً هذا كله عدا مشاغباتهم ومشاحناتهم ومقالبهم ومشاكساتهم , وحبهم للتمثيل والتقليد والتنكُّر, فما كانوا يتركون لي خزانة إلاَّ وينبشون في محتوياتها , ولا درجاً إلا وقلبوه رأساً على عقب باحثين عما يناسب أدوارهم العديدة...
فمن سوبرمانْ إلى باتْ مان.. ومن راقصي الديسكو إلى بائعي الشيبس والبوظة والفريسكو.. ومن أدوار العجائز المسنَّة إلى طفلة ترقص أو عروس بحنَّة , ومن مظهر الشيخ الجليلْ إلى مشهد الرجل العليلْ..

وكنت وأنا أغطُّ في أعمالي المنزلية أدخل الغرفة ولا أدري هل هذا منزلي وهؤلاء أطفالي أم أنني أُخرِجْتُ منه وأُدخِلْتُ دون أن أدري في منزلٍ آخر فيه بنات ترقص بشعور طويلة ووجوهٍ حسانْ..عليها من الأصباغ والألوانْ , ما يغير الأشكال ويطمس الملامح, ويدهشُ العين ويخرسُ اللسانْ...
أو أرى رجالاً بنظَّارات سوداء يجلسون واضعين رجلاً على رجل , وحاملين سيكارات ثخينة , ولابسين أطقماً تتهلهل على أجسادهم المشدودة الرَّزينة... وفي نظراتهم هيبة ووقارْ, وعلى جباههم عَبْسةٍ مدرارْ... فأتوه في فكري, وأتساءل بيني وبين نفسي : هل مَرَّ الزمان ولم أكن أدري وصاروا أطفالي كبارْ..؟!!
أو قد تراهم يتقمَّصون دور الفارس المغوارْ.. أو ينتحلون شخص مقاتلٍ جبَّارْ.. فيحملون عصيّاً على أنها سيوفٌ تدخل في الطاولة والجِّدار .. أو يضربون بها اللوحات والثريَّات والسِّتار.. لتذهب المفروشات في اليوم التالي تستنجد النجَّارْ...
ويصيبني إذا مررتُ ضربٌ طائشٌ وكأنه مسمارْ.. ليضحكون من ألمي.. فأدوخ وأحتارْ.. إذ كيف لي أن أتصرَّف مع هؤلاء الأشرارْ؟!...

هذا ما كان من حال أطفالي الصغارْ, الذين وبحمد الله وبفضله أراهم اليوم على غير ما كانوا من الضجيج وندرة الأفكارْ.. وإنما أحببتُ في هذا المقال المُثارْ, أن أرسم البسمة على شفاهكمْ, وأن أُخرِجَ اللؤلؤَ من المحارْ..
هاهم اليوم في منزلي أقمارْ.. تتجلَّى الأخلاق في محيَّاهم, وينبع الأدب في حضورهم, أحلى الثمارْ.. هكذا كانوا وهكذا هم اليوم.. باختصارْ ...

من مجموعتي القصصية : رسالة اعتذار 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...