اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

صفاء والتلاسيميا || بقلم: ميساء اغبارية ــ فلسطين


لطالما كان مرض التلاسيميا مرض يواجهه فئات عديدة من الناس البعيدين عنا، فئات لا تتعدى نظرة المجتمع اليهم اكثر من نظرة
شفقة والدعاء لهم بالشفاء من باب التعاطف معهم ليس اكثر . اعتقد ان معظم الناس في مجتمعنا الشرقي اليوم يجهلون بعض الامراض واعراضها ونتائجها ويجهلون قسوة نظراتهم وما يمرون به المرضى من حالة نفسية صعبة اضافة لحالة اجسادهم المرهقة. كنت ذات يوم احد هؤلاء الاشخاص لم
اتعمق يوما بأي تفاصيل مرض صغير كان او كبير كنت اقتصر الحديث واختصره بدعوة للمرضى والتمني بالشفاء لهم ايضا من باب التعاطف والرحمة. الى ان اقتربت ذات يوم وتعمقت بحياة انسانة لا أريد ان اقول مريضة بقدر ما اود ان ابوح بشجاعتها كأنثى في مجتمع شرقي.

صفاء صديقة لي ولدت وهي تحمل مرض التلاسيميا الكبرى ،اليوم صفاء ابنة الاثنين والثلاثين عاما، ابنة المئات من أكياس الدم الاسبوعية المعلقة لإدخالها الى جسدها في بداية صداقتي معها قبل سنين عديدة صدقا كنت اندهش من هذه القوة الغريبة ،قوة تحلت بها طيلة السنين الفائتة.

لا أنكر انني كنت اتغاضى عن الحديث معها في موضوع مرضها لئلا اضعها في موقف محرج او جارح خاصة بعد ان اعتاد هذا المجتمع ان يفضل الصمت على الحديث ومواجهة مشاكله العديدة بطريقة ادبية وهادفة.

اذكر انني ذات يوم قمت بالاتصال بها سائلة اياها : أين أنتِ ؟ ردت بنبرتها السعيدة المعتادة "بعبي بنزين" حينها ظننت للوهلة الأولى انها فعلا في محطة الوقود ،الى ان ضحكت ساخرة مني وقالت لي "ولك يعني بفوت دم"، كان الدم بالنسبة لها وقود جسدها ،لا انسى شعوري في تلك اللحظة انتابني احساس بالصمت لدقائق قليلة امام تساؤلات كثيرة في مخيلتي : يا الله ما هذه الشجاعة الغريبة وهي في اصعب لحظات وجعها كم كانت تمثل بنظري كل شخص يعاني من مرض ما لكن مرضه لم يمنعه للحظة واحدة من العيش بسعادة وكل راحة . طالت احاديثنا عن هذا المرض ومعاناة اصحابه من الاوجاع الجسدية والنفسية المتلقاة من المجتمع.

حدثتني بكل عفوية وصدق عن نظرة الأخرين القاسية لها وعن تساؤلات غبية تعرضت لها بسبب جهل يمر به مجتمعنا، لكنها ومع كل هذا حاولت وما زالت تحاول ان تثبت لجميع ان سبب ثقتها بنفسها هي نظراتهم الجارحة والقاسية التي افتعلت داخلها قوة رهيبة ارتبطت بأيمان الله وحبه لها وابتلائها، وان حاجتها لدم كل اسابيع قليلة لا يمثل حاجتها لشفقة احد.

اخجل من نفسي حقا حين ارى الامل يتصاعد في قلب هذه الفتاة وارى كيفية اثبات حضورها ومواجهة اي عقبة تمر بها دون عرقلة من شحوب وجهها او تقلص حجم جسدها، بل كانت اعراض مرضها مميزات لها تجعلها فريدة مجتمعها.. وحدها في نظري التي اثبتت حقا ان مرض الجسد لا يقتل روح الشباب.

صفاء هنا من حروفي اهنئكِ على صفاء قلبكِ وعقلكِ وقوة شخصيتكِ وحبكِ للحياة، فأنتِ نعم القدوة ونعم العبرة لكل شخص لا يعاني من مشكلة صحية لكنه يعاني من تذمر كبير بسبب ضعف ايمانه بالله وضعف شخصيته في هذه الدنيا.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...